القناعة-في-الإسلام
مكارم الأخلاق
من الأمور التي تحقق السعادة للإنسان في حياته الدنيا والآخرة الرضا بما قسمه الله تعالى له، فالغنى ليس بكثرة الأموال والأملاك، وإنّما الغنى غنى النفس، كما أخبرت بذلك السنة النبوية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسَ الغِنَى عن كَثْرَةِ العَرَضِ، ولَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ،[١] وقد علّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُمته وسَنَّ فيهم السُنن التي من شأنها تربية نفوسهم على خُلُق القناعة، فأمرهم بالنظر إلى من هم أقل منهم في النِعم، فقال في الحديث النبوي: انْظُرُوا إلى مَن أسْفَلَ مِنكُمْ، ولا تَنْظُرُوا إلى مَن هو فَوْقَكُمْ، فَهو أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ،[٢] فالله -تعالى- أعطى كل عبد من عباده نعماً وحرمه أخرى،[٣] فينبغي على النفس التخلُّق بخُلُق القناعة لما فيه من راحةٍ قلبية، وراحةٍ نفسية، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن القناعة في الإسلام، من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية، وكيفية تحقيق القناعة في النفوس، وأهمية ذلك.
القناعة في الإسلام
القناعة في الإسلام من الآداب والأخلاق العظيمة، التي من شأنها أن تجعل نفس العبد في راحة، وقلبه في طمأنينة، وجوارحه بعيدةً عمّا حرّم الله تعالى، فهي من أخلاق الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وهي من صفات عباد الله الأتقياء، ومن لزمها كان من أهل الفوز والفلاح، فالقناعة رضا العبد بما أعطاه الله تعالى وكتبه وقسمه له، واستغناءه بالحلال الطيّب عن الحرام الخبيث، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التخلُّق بهذا الخلق العظيم في كثيرٍ من الأحاديث النبوية، فقال: قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ،[٤] وقال أيضاً: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.[٥] والقناعة تكون في القلب؛ فمن غني قلبه غنيت يداه، ومن افتقر قلبه، لا ينفعه الغنى.[٦] فالقناعة خُلُقٌ يسبب الفلاح والفوز لصاحبه، وتُكسب صاحبها محبة الله تعالى، ومحبة الناس، وهي سببٌ من أسباب الحصول على الثناء والعيش الطيب، كما تورّث في صاحبها غنى النفس، وتُرفعّه عن الشهوات، وتُورّث في صاحبها العزة، وبها يتحقق شكر العبد لخالقه، وكما أنّها سبب في نيل البركة في الرزق.[٧]
الأسباب المعينة على اكتساب القناعة
بعد الحديث عن القناعة في الإسلام، هنالك العديد من الأسباب التي تُعين العبد حتى يصل إلى القناعة بحقيقتها، فإذا ما توافرت هذه الأسباب في العبد صدُق عليه خلق القناعة، وفيما يأتي بيان الأسباب المعينة على اكتساب القناعة:[٨]
- اكتفاء العبد بما رزقه الله تعالى.
- النظر في سيرة السلف الصالح، وما كانوا عليه من الزهد والقناعة والاقتداء بهم.
- عدم الإسراف والتبذير، والاقتصاد عن الإنفاق.
- اللجوء إلى الله -تعالى- في الدعاء، بأن يرزقه القناعة.
- الإيمان اليقيني الجازم بأنّ الأرزاق مقسمةٌ من عند الله تعالى.
- تعويد النفس على خُلُق القناعة، وبُعدها عن الطمع.
- النظر إلى من هو أقل في الرزق.
- تدبُّر وتأمُّل الآيات القرآنية التي تناولت موضوع الرزق والمعيشة.
المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6446، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2963، حديث صحيح.
- ↑ "سنة القناعة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه ممسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1054، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبيدالله بن محصن، الصفحة أو الرقم: 2346، حديث حسن.
- ↑ "القناعة حقيقتها، ومكانتها ووسائلها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "القناعة في السنة النبوية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "فوائد القناعة، مراتب القناعة، الأسباب المعينة على اكتساب القناعة"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.