مؤلفات-توفيق-الحكيم
محتويات
المسرح الذهني
يُعدُّ المسرح أبًا للفنون وأوّلها، حيثُ كان الوسيلة التي يتم التعبير فيها فنيًّا بعد السباقات وحلبات المُصارعة، ويُعرَّف المسرح تقليديًّا بأنّه شكل من أشكال الفنون المتعددة بحيث يتم ترجمة النّص المكتوب بشخصيّاته ومواقفه المُبتدعة من مؤلّفها بعرض تمثيليّ شائقٍ مُتكامل يُؤدّى على خشبة المسرح. الشعوب العربيّة لم تعرف فن المسرح كالإغريق والرومان لقيام تاريخ الأدب العربيّ الحديث لكتابته الرواية العربيّة والمسرحيّة كذلك، ولد في الإسكندريّة في 9 أكتوبر عام 1898م. أظهر توفيق الحكيم مُنذ الصّغر حُبّه للأدب وولعَهُ به فقد كان يرتاد المسارح لحضور عروض أشهر المُمثلين كجورج أبيض، وكتب عدّة مسرحيات قصيرة أَدّاها زُملاؤه في المرحلة الثّانويّة ففطرته الأدبيّة هاته جعلت لمؤلفات توفيق الحكيم بروزًا.[٣] إنّ تأثير أدب توفيق الحكيم وفكره على أُدباء أُخُر يعودُ إلى نتاجه الفنيّ الذي اعتُبِرَ تارةً عظيمًا ناجحًا وتارةً أخرى غير موفّق، وخيرُ شاهدٍ على ذلك مسرحيّته المشهورة أهل الكهف وما تركت من أثر في الدراما العربية برسمها الخطوات الأولى لنشوء تيار مسرحيّ فريد عُرف بالمسرح الذهني.[٤]
كتب توفيق الحكيم الكثير من المسرحيّات التي تُقرأ بعقلٍ مُدرك مُكتشف عالمًا دلاليًّا رمزيًّا يَسهُلُ إسقاطُهُ على الواقع لإسهامه في تقديم رؤى نقديّة عميقة واعية للحياة وللمجتمع، ويَصعُبُ تجسيدها في عمل دراميّ مسرحيّ على خشبة المسرح، استلهمَ توفيق الحكيم موضوعات مسرحيّاته من التُراث المصريّ بعصوره المُختلفة فرعونيًّا كان أو رومانيًّا أو قبطيًّا أو إسلاميًّا، وسيتم التَّعرُّف في هذا المقال على التننوّع الأدبيّ المرموق في مؤلفات توفيق الحكيم، وخلال مسيرته التّعليميّة في فرنسا سَنحت لهُ الفرصة للاطلاع على فنون المسرح وتأصيل الثقافة المسرحيّة الأوروبيّة للمسرح اليونانيّ فدرسهُ بأساطيره وملاحمه اليونانيّة العظيمة.[٤]
تميّزت مؤلّفات توفيق الحكيم بأسلوب كتابيّ مزجيّ بين والخيال بلا غموض أوتعقيد، فكان الرّمزُ في أدبه واضحًا لا غارقًا في الغموض. وبرع توفيق الحكيم في ابتكار الشّخصيّات موظّفًا فيها التّاريخ والأسطورة ويكشِفُ هذا الإبداع عن المهارة الفائقة في اختيار القوالب الأدبيّة التي يُصبُّ بها إبداعهُ في المسرحيّة كان أو في القصّة، ويُضاف إلى البراعة والإتقان التمكُّن الأدبيّ الواعي في تفاوتٍ متنوّع لمستويات حوار شخصيّاته كلٌّ بما يتناسب مع المستوى الاجتماعيّ والفكريّ. ولا يُنسى بروز مؤلفات توفيق الحكيم بأسلوب دقيق مُكثّف تتحاشدُ فيه المعاني والدّلالات وتتزيّن بقدرة فائقة على التَّصوير بدقة وتجسيد وحيويّة للمشاهد والحركات ويكتملُ الوصفُ بعمق شديد وإيحاء للجوانب الشعورية والانفعالات النّفسيّة لشخوص المسرحيّة أو الروايّة.[٤]
عودة الروح
إنّ رواية عودة الروح واحدة من مؤلفات توفيق الحكيم التي كتبها نتاج العديد من العوامل الأدبيّة والسّياسيّة التي مرّت بها مصر فترة ما بين الحربين العالميتين وكذا ثورة 1919 التي بدورها قدّمت انتصارًا قوميًّا على الصعيد السياسيّ وشبّت الأمل في نفوس المفكرين والأدباء المصريين لتحقيق مكانة وكينونة الشخصية المصريّة.[٥] دارت أحداث رواية عودة الروح في مصر فترة الاحتلال البريطانيّ، تحدّثت الرواية بتصريح فيه بعض التلميح عن حقبة زمنيّة مرت بها مصر يُرى فيها الشَّعب بطبقاته الاجتماعية المختلفة والمُتفاوتة، فرسم توفيق الحكيم في حبكة روايته هذه كل طبقة مُتمثّلة بشخصيّة تعكس انسجام وتفاعل الشخوص الأُخر معها على اختلاف طبقاتهم، فمثلًا بَثَّ في إحدى شخوص الرواية الطّبقة المؤمنة بالخرافات المُتَّكِلة عليها مُتمثّلة بشخصيّة زنوبة الأُميّة الجاهلة الطّامحة برغبة مُلحّة في الزواج من شخصية ذات طراز مُختلف وطبقة اجتماعية أُخرى تمثلت بمُحسن المُتعَلِّم ذي طرازٍ عائليّ رفيع ثريّ مُتسلِّط على طبقة الفلّاحين، وتعددت الشّخوص بتعدد الطّبقات والحبكات المُتداخلة لتخدم فكرة الرواية الأساسيّة.[٦]
ويَجدُ القارئ في ثنايا الرواية شخصيّة مركزية كسنية فتاة فاتنة مُثقّفة مؤثّرة بمن حولها مُغيّرة مسار أحداث تفاصيل الرواية بشخوصها على حسب التّفاعُلِ معها كلٌّ من مكانه. ويتسنّى للقارئ الِّالتفات إلى ربط توفيق الحكيم مُتغيّرات أحداث الرواية بالمرأة على وجه الخصوص على اختلاف مستوياتها فربطُهُ هذا يُترجم بأنّ الأُنثى كأمّ أو أُخت أو حبيبة أو فاتنة لها الدور الأكبر المؤثّر في المُجتمع بقيامه أو بموته أو بفنائهِ، فلا بُدَّ أن يفهم الرجل الموقف فيرفضه أو يعيش معهُ ويدعمه لإعادة الروح له ولأصغر ركائز الحياة وللوطن وللأسرة. فقراءة الرواية قراءة نقديّة واعية تُفضي إلى فهم المجتمع المصريّ بشكلٍ خاص والعربيّ بشكلٍ عام، فهمًا يترجِمُ الحال الذي تمرُّ به الأمة من الفتور والتّقاعُسِ وكُل ما تحتاج لهُ من الآمال لإعادة الروح لها لتصنع المعجزات المعهودة المُنتظرة، فرواية عودة الروح كانت من مؤلفات توفيق الحكيم الجميلة لتصويرها المجتمع بأُسرة مُصغّرة تُعبّر عن الشعب بطبقاته ورئيسه. نُشرت هذه الرواية عام 1933م وتُرجمت إلى لُغات مُختلفة كالفرنسيّة والرُّوسيّة والإنجليزيّة.[٦]
أهل الكهف
من مؤلّفات توفيق الحكيم المؤثّرة في الأدب العربيّ هي مسرحيّة أهل الكهف المشهورة من بين مسرحيّاته والتي تُعتبر من المسرحيّات الدينيّة التي لاقت صدى طيّبًا ونجاحًا كبيرًا بين الأُدباء والقُرّاء. افتتح المسرح القوميّ في مصر نشاطه المسرحيّ بعرضٍ لمسرحيّة الكهف عام 1935م وعلى الرغم من انتشارها وذياع صيتها مقروئة إلّا أنَّ تمثيلها على خشبة المسرح كان مُبتذلًا فاشلًا مما جعلَ توفيق الحكيم يعزو هذا الأمر إلى فكرة المسرح الذّهنيّ الذي لا ترجمة لهُ عمليًّا بل مكتوبًا راقيّا لمخاطبة الذّهن والارتقاء به فكريًّا. تقوم فكرة المسرحيّة على محاكاة القصّة القُرآنية أصحاب الكهف الذين لبثوا فيه زمنًا طويلًا، فرسم توفيق الحكيم ملامح مسرحيّته في صراع قائم للإنسان مع الزّمن بتمثُّلِهِ بثلاثة شخوص بشريّة تُبعث للحياة بعد نومٍ دامَ أكثر من ثلاثة قُرون فوجدوا أنفسهم في زمن غير الذي عاشوا فيه.[٧]
قدّمت المسرحيّة كينونة الشّخصيات في حياتهم السابقة وما لها من علاقات وروابط اجتماعيّة مع النّاس والحياة وعلى اختلافها تُعَبِّرُ عن ماهيةَ حياتهم وجوهرها، فحبكة المسرحية تكمن بعودتهم للحياة وسعيهم للعودة على ما كانوا وكأنهم لبثوا يومًا أو بعض يوم وسُرعان ما يُفجعون بمضي الزّمن وانقضائه فيعيشون صراع الوحدة والاغتراب في عالمٍ جديد بزمانه، ففروا لكهفهم مُؤثرين مآلهم بالموت على الحياة. نُشرت هذه المسرحيّة عام 1933م وتُرجمت في عامها الأول إلى الإيطاليّة والإنجليزيّة والفرنسيّة.[٧]
لقد قدّم توفيق الحكيم في أهل الكهف لونًا جديدًا للأدب العربيّ اعتمد فيه على خياله المُقتبس ليبُثَّ فكرة الدخول إلى صميم الإنسان لتبيين التَّداخُل بينه وبين بيئته وما يواجه من صراعات ذاتيّة مع الكون الماديّ بروحه المُحبّة المواجهة للزّمن. ويُذكرُ أيضًا نجاح توفيق الحكيم بالأسلوب الأدبيّ الرائع وبالبراعة اللُّغويّة فأضاف على المسرحيّة بُعدًا روحانيًّا بليغًا دار حول الحُب جاعلًا هذا المُؤلَّف مُميّزًا بين مؤلفات توفيق الحكيم.[٨]
حمار الحكيم
تُعدُّ هذه الرواية من مؤلفات توفيق الحكيم المعروفة، لبساطة أُسلوبها وتصويرها أحداثًا واقعيّة فيها من المُتعة والطَّرافة الشّئ الكثير. انصبَّ توفيق الحكيم في روايته هذه على تصوير أحوال الريف المصريّ وما فيه من قلة الوعيّ والاهتمام بالنّظافة والصحّة والفقر المُدقع الذي يغلبُ على سكانه، وذكر توفيق الحكيم أُنموذجَ الريف الفرنسيّ ليُحاكي به ويُفرّقه عن واقع الريف المصريّ، فقدّمهُ بقالبٍ بسيط مُستخدمًا العبارات العاميّة المصرية لتبيان الكثير من التفاصيل الواقعيّة. نُشرت رواية حمار الحكيم عام 1940م.[٩]
يظهرُ للقارئ من عنوان الرواية أنّ الحمار هو موضوعها الأساسيّ لكنَّ الحمار لم يحتلّ إلّا بضع صفحاتها، وإنْ لم يكُن فلا يَخل بأحداث الرواية وسردها. أبدع توفيق الحكيم في نظرته الفلسفيّة التي بثّها في حدّة المقارنة بين المرأة المصريّة والأوروبيّة والكثير من المُفارقات الباعثة على صورة بيانيّة بسيطة بأسلوب سلس جميل يذهب بالقارئ إلى آفاق فكريّة راقية. يلتفت القارئ إلى أحداث مُتفرّقة من الرواية يتحدّث فيها الكاتب عن نفسه بصفة بطل الرواية فيُباغتُ بمعرفة حقيقة الأحداث وواقعيتها في حياة الكاتب الفعليّة وهذا الأمر أدّى للنظر على أنّ رواية حمار الحكيم ما هي إلّا سيرة ذاتية بقالب روائيّ وُجِدت مُنفردةً بذا الطابع في مؤلفات توفيق الحكيم.[١٠]
السلطان الحائر
تُعدُّ مسرحية السلطان الحائر من مؤلفات توفيق الحكيم المهمّة على الصّعيد الفنيّ السياسيّ، ولاحتفاظ هذه المسرحيّة بسخونة وقائعها فكتبها توفيق الحكيم مُنتصرًا للقانون وللديمُقراطية، ويُقال أنّها كُتبت ناقدةً حُكم جمال عبد الناصر لافتقار الحُكم للديمقراطيّة والحريّة السياسية الحقّة. خرجَ توفيق الحكيم مخرجًا ذكيًّا في إسقاط أحداث مسرحيّته التاريخية الشعبيّة على فترة العصر المملوكيّ ليحمِّلَها الإسقاطات السياسيّة والدلالات الفكرية الرمزيّة التي يصعُبُ حملها مُناكفةً في وجه الإرهاب الحكوميّ في تلك الفترة لشياع أساليبهم القمعيّة والكبتيّة ضد من يجابهُها.[١١]
فدارت أحداث الرواية حول سلطان من المماليك عرف أنّ شعبه يقول عنه بأنه ما زال عبدًا وأنّه لم يُعتق من سيده السّابق ولا يحقّ الحكم له قبل أن يصير حُرًّا معتوقًا عندها تتكالب أحداث المسرحيّة، فتتوهّجُ الحبكة عند هذه الأزمة بآراء مُختلفة تُفصحُ عن أدوار سياسيّة واقعيّة كالوزير والقاضي. أمّا عن مغزى المسرحية التي نالت أهمية كُبرى من مؤلفات توفيق الحكيم فخرجَ إلى أنّ القوة تكمنُ بالاحتماء بالقانون وبالحق لا بالسّيف وأنّ الخضوع للعدالة قوة ومجد ورفعة، وحاجة الشعب للقاضي العادل الأمين كحاجته للجيش القويّ الباسل الذي يُدافعُ عن الوطن فالقاضي يُدافعُ عن الحقوق الضّائعة ويجابهُ بها العدو ولا يُضيّعها. نُشرت هذه المسرحية عام 1960م وفي ذات الوقت نُشرت باللغة الفرنسيّة تحت عنوان الاختيار.[١١]
الأيدي النّاعمة
مسرحية الأيدي النّاعمة هي من أشهر مؤلفات توفيق الحكيم لعرضها كفيلم سينمائيّ يحملُ ذات الاسم، فهدفت المسرحيّة إلى حمل رسالة العمل الفعليّ أي ارتباط العلم بالعمل فلا يكونان إلّا مع بعضهما البعض، قدّم توفيق الحكيم هذه الفكرة بقالب مسرحيّ فيه شخصيتان رئيسيّتان إحداها أمير سابق والأُخرى دكتور في اللغة والنحو وكلتاهما لا عمل عندها فبيّنَ الكاتبُ مغزاه بأنّ المنصب وحده لا يكفي والعلم كذا فلا قيمة لهما بلا عمل، لكنَّ العمل وحده قادرٌ على منح الإنسان منصبًا ومعرفة وخبرة. فأوصل توفيق الحكيم فكرتهُ بطريقة بسيطة وبأدوار واقعيّة صادقة بلغة رشيقة مُحببة وسهلة بدءًا بافتتاحية المسرحيّة إلى تلاحق أحداثها وتطوّرها بطريقة مُبهجة طريفة لاذعةً في حينِ تحسُّسها للواقع. نُشرت هذه المسرحيّة التي تُعدُّ من أمتع وأهضم مؤلفات توفيق الحكيم عام 1959م.[١٢]
زهرة العمر
هي من مؤلّفات توفيق الحكيم التي تُصنّف ضمن أعمال السير الذاتيّة الأدبيّة لكن هي فعليًّا تُدرج تحت أدب الرسائل لقيام هذا المُؤَلَّف على فكرة رسائل كتبها توفيق الحكيم إلى صديقه الفرنسيّ أندريه يُقال أنَّها كُتبت بالفرنسيّة وتُرجمت فيما بعد للعربيّة. أمتع توفيق الحكيم قُرّاءهُ بهذه الرسائل الشّفافة والجميلة لقدرتها على تعرية الإنسان من أفكاره وعاطفته وخلجاته أدبيًّا كان أو فنيًّا، فكتبها توفيق الحكيم في مُقتبل شبابه بحماس وعاطفة مُتجرديين من التزييف بعفويّة وصداقة عميقة بينه وبين صديقه الفرنسيّ. نقلت هذه الرسائل توفيق الحكيم بتفصيل شديد في فترة تكوّنه الأدبيّ والفنيّ والفكريّ، فرسمت هذه الرسائل الملامح للجهاد العبقريّ الذي مرّ به الكاتب لاستيعاب وفهم وتحليل وإعادة التّفكيرفي الحضارة الأوروبيّة.[١٣]
نقل الكاتب تجربتَه الأدبيّة للمبتدئين بذكره للكتب التي تأثربها فكره ونقل لهم تجربة البحث عن أسلوب أدبيّ مميّز يعكسُ فيه ذاته بهويّة مُتفرّدة، وجد توفيق الحكيم منفذًا حرًّا لنفسه وشاعريّة مُطلقة للتعبير عن أفكاره من خلال هذه الرسائل، فكتابتهُ لها بأسلوب رشيق عميق دفعهُ لمشاركتها وتبادلها مع صديقه أندريه، ويشعرُ القارئ لها بالحيوية التي تُعرب عن صدق وألم وحُلم بحديث ممتع جَذَّاب. فكشفت هذه الرسائل عن وجودية وتجديف وغرور توفيق الحكيم وعن رقي عقله واتّساع ثقافته ونظرته الرّائعة في قضايا اللغة والمُجتمع والفن، كما عهد القارئ وجودها دائمًا في مؤلفات توفيق الحكيم، ونُشر كتاب زهرة العمر عام 1943م.[١٣]
بجماليون
تُعدُّ مسرحية بجماليون واحدة من أجمل مؤلفات توفيق الحكيم، والذي استوحى فكرتها عندما شاهد اللوحة الزيتيّة المعروضة في متحف اللُّوفر والتي بعنوان بجماليون وجالاتيا والتي تُحاكي أُسطورة الفنان الذي عشق فَنّه، فهي من أشهر قصص الميثولوجيا الإغريقيّة ومن أكثر الأساطير تأثيرًا وإلهامًا للفنانين على مرِّ العصور فأصبحت الموضوع الرئيسيّ للكثير من المسرحيات والأفلام واللَّوحات. صاغ توفيق الحكيم هذه القصّة الإغريقيّة ببراعة لتطرُّقه لموضوع الكمال المنشود في حياة الإنسان ومدى الطّمع المغروس في جِبلَّتِهِ، فدمج هذه الفكرة بما يخدم النّص المسرحيّ المُتكامل.[١٤]
فتحدَّثَ توفيق الحكيم عن صراع الفنّ والحياة والجَمال، فبجماليون فنان باحث عن الجمال كاره للنساء صنع تمثالًا فائق الجمال أحبّه فيما بعد وتمنّى من الآلهة بعث الروح فيه لييمكّنَ من العيش معه لجماله المنشود الذي صنعه بييديه، فيفهم القارئ رغبة بجماليون المُلحّة في جعل التمثال حيًّا ليستشعر روحه ويخرج عن صمته المُميت علَّه يرى فيما صنع آمالهُ المنشودة فتتأزّمُ أحداث المسرحيّة هنا بصراعه مابين حُبّه لفنّه وحبّه للحياة[١٤]، فلا جمال الحياةُ يُشبعهُ ولا حتّى جمال الفن يكفيه ولن يتعبَ الإنسان في ملاحقته للكمال والجمال بشتّى صوره وأوضاعه، فالكمال غير موجود فلا يفتأ الإنسان بحثًا عنه في دورة لا نهاية لها، ونُشرت هذه المسرحيّة المميّزة بين مؤلفات توفيق الحكيم عام 1942م.[١٥]
أرني الله
هي مجموعة قصَصيّة من مؤلفات توفيق الحكيم المشورة والتي راقت لقُرّائها وجذبتهم من تهكُميّة العنوان، احتوى هذا الكتاب على ثمانية عشر قصّة قام توفيق الحكيم بطرحها بأسلوي لغويّ بسيط فيه من الطّرح الفلسفيّ الرمزيّ العميق جدًا، فتضمنت هذه القصص الكثير من المعاني والعبر التي تدور في فلك الدين مُعتمدًا في بعض قصصه على الخيال الممتع المُفاجئ أحيانًا والغامض في أحيانٍ أُخر. ومن القصص التي أجمع القُرّاءُ على جمالها هي قصة الشّهيد، لقيامها على إبداع فيه من الخيال الفلسفيّ مما يجعلُ القارئ مُتأمّلًا في موازين الكون من خير وشَرّ ومعصية وتوبة وما تقترفهُ النّفس البشرية وتُحمّلُه على كاهل إبليس. وكما عهد القارئ في مؤلفات توفيق الحكيم إجادته لأمور إبداعية أدبية مُختلفة فهنا استطاعَ مُخاطبة مساحات فكرية مُختلفة في العقل البشريّ متوصِّلًا برمزيّته المُبدعة إلى حقائق وفوائد مُستنتجة تشفي دواخل النفوس الإنسانية. نُشرت هذه المجموعة القصّصِيّة عام 1953م.[١٦]المراجع[+]
- ↑ "مسرح"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "المسرح الذهني"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "من هو توفيق الحكيم - Tawfiq al-Hakim؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "توفيق الحكيم"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "عودة الروح (رواية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "عودة الروح"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "أهل الكهف (مسرحية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "أهل الكهف"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "حمار الحكيم (رواية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "حمار الحكيم"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "السلطان الحائر (مسرحية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "الأيدي الناعمة"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "زهرة العمر"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "بجماليون"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-01-2020. بتصرّف.
- ↑ " بيجماليون"، www.noor-book.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "أرني الله"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-01-2020. بتصرّف.