خصائص-الحضارة-الإسلامية
محتويات
مفهوم الحضارة
يمكن تعريف الحضارة بأنّها أيّ مجتمع بشري له عدّة خصائص تميّزه عن غيره من المجتمعات، ويضمّ عادةً هذا المجتمع أكثر من مدينة وقديمًا كانت تسمى بدول المدن، يُستخدم مصطلح الحضارة عادةً بطريقة عّرقية ليدل على تجمّع بشري ينتمي لنفس العرّق والأصل، وتُقّسم الحضارات إلى جيدة أو منحطّة حسب الأخلاقيّات السائدة والتطوّر الثقافي الذي تتمتع به، وقد تشكلت الحضارات قديمًا عندما بدأ الناس في التجمع ضمن مستوطنات حَضريّة، وقاموا بتقسيم العمل إلى وظائف محددة، ومن هذا التقسيم يأتي الشكل الطبقي وهيكل الحكومة، اللتان تُعدّان أبرز الأسس لتكوين الحضارات، بالإضافة لتطور الزراعة والكتابة والتجارة والممارسات الفنية والآثار، وتطوّر العلوم والتكنولوجيا والتي تُسهم في استقرار الحضارة واستمرارها وتأثيرها في غيرها.[١]
الحضارة الإسلامية
أهتمّت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة ثم في العصرالأموي والعصرالعباسي بالعلوم التي تختص بتسهيل حياة الناس وبناء المدن كالعمارة والتنظيم، كما اهتمّت بالنواحي الدينية تمامًا، وذلك لأنّ أهم خصائص الحضارة الإسلامية أنها حضارة فريدة تمزج بين الجانب المادي الملموس والجانب الروحي، ولذلك فقد امتازت عن كثير من الحضارات السابقة التي بُنيت في الأغلب على جانب مهملة الجانب الآخر، ولأن الإسلام دينٌ عالمي شامل فقد حضّ على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه جنبًا إلى جنب مع الجانب الديني وأداء العبادات، بل أنه جعل العلم والعمل نوع من العبادة، فتنوعت مجالات الحضارة الإسلامية وتعددت من الفنون والعلوم المختلفة والعمارة طالما أنها لا تخالف القواعد الإسلامية؛ فالإسلام كفل حرية الفكر بل اعتبرها أصل الوجود والكرامة الإنسانية، فازدهرت هذة الحضارة وتشعبّت لتصبح المحّج والمقصد لكل من أراد النهل من العلم والثقافة من شرق الأرض ومغربها.[٢]
أنواع الحضارة الإسلامية
عندما جاء الدين الإسلام نشر في المجتمع البشري قيم ومبادئ وقواعد ترفع من شأنه، وتمكّنه من التقدم في الجانب المادي وتيسِّر الحياة للإنسان على وجه البسيطة، وكانت هذه الحضارة الإسلامية قد شملت الجانبان المهمان لديمومة اي حضارة وهما الجانب المادي المتعلق بالتقدم والرقي وأيضًا الجانب الأخلاقي الذي يجمّل هذا التقدم، وللحضارة الإسلامية أنواع يجب استعراضها قبل التعرف لخصائص الحضارة الإسلامية، وهي كالآتي:[٣]
- حضارة التاريخ: أو الحضارة المتعلقة بالدول وتعني الحضارة التي قدمتها دولة من الدول الإسلامية التي نشأت في التاريخ الطويل للأمة الإسلامية، وما تميزت به من رفع شأن الإنسان وخدمته.
- الحضارة الإسلامية الأصيلة: وتعني ما تشمله من جانب التعاليم الدينية التي تخدم جميع المجالات في حياة البشرية.
- الحضارة المقتبسة: أي أن الحضارة الإسلامية أخذت من غيرها من الحضارات بعض العلوم، لكنّها لم تقع عند الأخذ فقط بل بنت عليها وزادت وطورتها بمعنى أنها أحيت هذة العلوم.
خصائص الحضارة الإسلامية
إنّ خصائص الحضارة الإسلامية وتفرّدها بعدة مميزات جعلتها تختلف عن غيرها من الحضارات التي مرّت في التاريخ البشري الطويل، وتتميّز في تطور علومها ونقاء فكرها وقوة تأثيرها على غيرها من المجتمعات الإنسانية، وتُجّمل خصائص الحضارة الإسلامية بالآتي:[٤]
- الاعتناء ببناء الإنسان نفسيًّا وعقليًّا وجسديًّا وسلوكيًّا منذ طفولته، فالإنسان أساس الحضارة ولا حضارة بلا إنسان لذلك لا بُدّ أن يتم تهيئة هذا العنصر جيدًا للقيام بالمهمة.
- من خصائص الحضارة الإسلامية أنّها حضارة روح ومادة أي أنها تجمع بين الحث على التقدم، ولكن في إطار أخلاقي راقي جدًا، وبذلك هي تتميّز عن غيرها من الحضارات التي أغفلت الأخلاق وركّزت على المدنية البحتة فقط.
- الحضارة الإسلامية ربانية إيمانية فالدين هو الأساس لقيام الحضارة وإعمار الأرض وَفْق شرع الله تعالى، فظهر أثرُ ذلك في الأقوال والأعمال والأحوال.
- تأصيل الولاء للدين فقط دون النظر لأي مرجعية أخرى فالمسلمون من أصول مُتفرقة وألسنة متباينة وبُلدان متباعدة، لكن يجمعهم الدين الذي جعلهم يُسهِموا جميعًا في بناء الحضارة الإسلامية.
- المساواة ورفض كلّ أنواع التعصب والعنصرية والطبقيَة والقوميَة وهي من أجمل خصائص الحضارة الإسلامية.
- فريضة العلم والحث على البحث والتفكر؛ لأنّ الابتكارات لَم تحدثْ إلا بالملاحظة والاستكشاف والتجربة.
- مبدأ عمارة الأرض التي خلق الإنسان لأجلها والحثّ على العمل وإثراء مجالات الحياة بكل ما هو مفيد، حتى أن صاحب العمل يرتقي لمرتبة العابد إذا ابتغى بعمله وجه الله.
- العدل أساس الحكم فيما بين المسلمين أو مع غيرهم، وهذا أهمّ ما يحفظ كرامة الإنسان ويحثه على العطاء.
- مكارم الأخلاق وإلزامية العمل بها في كل المعاملات، وعدم التنازل عنها بغض النظر عن الطرف الدي يتعامل معه المسلم أو ماهية الظروف.
- من خصائص الحضارة الإسلامية أيضًا أنّها توازن بين الحياة الدنيا وعمارة الارض وبين العمل للآخرة.
- احترام عادات وتقاليد المجتمعات ما لم تُخالف الدين.
- الجهاد لنشر التوحيد وتحرير العقول من عبوديَّة المادة والطواغيت، ومن ظلم الحكّام ولرفع الظلم الاجتماعي ودحْر الفساد وإرساء قيم الحق.
تأثير الحضارة الإسلامية على غيرها
امتدّت الحضارة الإسلامية لبلاد الغرب مع دخول الجيوش للبلاد المفتوحة، كما حمل تجار المسلمون كثيرًا من الحضارة، فنهل الغرب معارفه من منابع الثقافة الإسلامية وبُهر بأصالة خصائص الحضارة الإسلامية وسعة المعرفة والعلم عند المسلمون، مقارنة بحال العلم في أوروبّا آنذاك ليثور على وصاية الكنيسة والبابوية ويرفض هيمنتها على الفكر والعلم، كما تأثر فلاسفة وعلماء أوروبا بهذا التطور الحضاري الذي وجدوه في علوم المسلمين كافة، وأعتمدوا الكتب الإسلامية مراجع لدراساتهم وعلومهم.
وظهرت المدارس الفلسفية الحديثة في عصور النهضة والتنوير في أوروبا بعدما لمسوا خصائص وأفكار الفلاسفة العرب وبنَوْا عليها، وفي العمارة خلّفت الحضارة الإسلامية مدنا كثيرة جدًا تحكي عن تميّز العمارة الإسلامية وفنونها مثل إسطنبول وما فيها من مساجد وعمائر، وفي شرق آسيا في بخارى وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وأيضًا قندهار وغزنة وبوزجان، ومدن أخرى في أوروبا مثل: طليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفو، وفي بلاد فارس مثل: أصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها الكثير من المدن الإسلامية.[٥]المراجع[+]
- ↑ "ما هو تعريف الحضارة"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
- ↑ " الحضارة سبق وريادة وتجديد"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "من أنواع الحضارة الإسلامية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "خصائص الحضارة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحضارة الإسلامية"، m.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2019. بتصرّف.