طرق-علاج-السمنة
محتويات
السمنة
تعد السمنة من أكثر المشاكل المتفشيّة في العالم، وهي عبارة عن حالةٍ يتميز بها الجسم بوجود العديد من الدّهون المتراكمة التي تفوق الحاجة الطبيعيّة وذلك؛ نتيجةً لاستهلاك سعراتٍ حراريّةٍ يوميّةٍ تفوق الاحتياج اليومي من الطّاقة وعدم القدرة على التّخلص السّعرات الفائضة التي تم تناولها خلال اليوم فيتم تخزينها وتكديسها بالجسم على شكل دهونٍ، ووفقًا لمتطلّبات متوسط السّعرات الحراريّة اليوميّة؛ يحتاج الرجال إلى 2500 سعرةٍ حراريّةٍ يوميًا، بينما النّساء فتحتاج إلى ما يقارب 1800 إلى 2000 سعرةٍ حراريّةٍ يوميًا، لذلك من المهم معرفة أسباب وطرق علاج السمنة وكيفيّة الوقاية من الإصابة بها.[١]
تشخيص السمنة
قبل معرفة طرق علاج السمنة والأساليب المتّبعة في التخلّص منها، تجدر الإشارة إلى كيفيّة تشخيص السمنة، فهناك العديد من الوسائل والفحوصات والاختبارات المعتمدة التي تعمل على تقييم الجسم إن كان يعاني من السّمنة أم لا، ومن أبرز هذه الطّرق والاختبارات:
- الرجوع إلى التّاريخ الصّحي: تعتمد هذه الطريقة على قيام الطّبيب بمراجعة التّاريخ الصحّي للشخص عن طريق معرفة الوزن، والنّشاط البدني، ونمط الأكل، والسّيطرة على الشهيّة، والأدوية المتناولة، ومراجعة السّجل الصحّي للعائلة كاملة.[٢]
- الفحص البدني العام: يشتمل هذا الفحص على قياس الطّول وفحص العلامات الحيويّة مثل: قياس معدّل ضربات القلب، وضغط الدّم، ودرجة الحرارة، وفحص الرّئتين والبطن.[٢]
- قياس محيط الخصر: تكمن في منطقة البطن ما تسمى بالدّهون الحشويّة؛ وهي عبارة عن دهونٍ مخزنةٍ حول البطن، وتزيد هذه الدّهون من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، ويتم قياسها مرةً واحدةً على الأقل في السّنة لتشخيص السمنة وتقدّر عند النّساء المصابات بأكثر من 35 بوصة أي ما يعادل 89 سم، بينما عند الرّجال 40 بوصة وتعادل 102 سم.[٢]
- تحاليل الدّم: تشمل هذه التّحاليل فحص نسبة الكولسترول، ووظائف الكبد، والجلوكوز في الصّيام، والغدّة الدّرقيّة.[٢]
- حساب مؤشر كتلة الجسم: يعد هذا المؤشر مقياسًا للسمنة، ويساعد في تحديد المخاطر الصحيّة العامة والعلاجات المناسبة، ويتم حسابه عن طريق أخذ الطول والوزن للشخص، ويتم التعبير عنه بوحدات كيلوغرام لكل مترٍ مربعٍ، ويتم بعد ذلك تصنيف الأجسام اعتمادًا على القيمة النّاتجة:[٣]
- الوزن الطبيعي: مؤشر كتلة الجسم = 18.5 إلى 24.9.
- زيادة الوزن: مؤشر كتلة الجسم = 25 إلى 29.9.
- السمنة من الدرجة الأولى: مؤشر كتلة الجسم = 30 إلى 34.9.
- السمنة من الدرجة الثانية: مؤشر كتلة الجسم = 35 إلى 39.9.
- السمنة من الدرجة الثالثة: مؤشر كتلة الجسم 40 أو أعلى.
أسباب السمنة
لقد تمّ ربط السمنة والوزن الزّائد بالعديد من الأمراض المختلفة كأمراض القلب، والأوعية الدمويّة، والسّكري من النّوع الثّاني، وضغط الدّم، وضعف الحركة، والتهاب المفاصل، وبعض أنواع السرطان، ولهذا يجدر ذكر الأسباب المؤديّة للسمنة قبل توضيح طرق علاج السمنة المتّبعة، ومن أهمها:[٤]
استهلاك الكثير من السعرات الحرارية
يكمن ارتفاع خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع الوزن إذا كان النّظام الغذائي اليومي المتّبع يفتقر إلى النّشاط البدني وممارسة بعض التّمارين الرّياضيّة، ويعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الدّهون والسّكريات.
نمط الحياة الخامل
يتّبع العديد من الأشخاص نمط حياةٍ مفتقرٍ للنّشاط البدني ويمتاز بالاستقرار والخمول؛ كالعمل في المكتب بدلًا من العمل اليدوي، وممارسة الألعاب على الكمبيوتر بدلاً من ممارسة الأنشطة البدنيّة بالخارج، واستخدام السيّارة في التّنقل بدلًا من المشي، وهذا يؤثر على عمل الهرمونات في الجسم والتي بدورها تؤثر على كيفيّة معالجة الجسم للطعام، وبالتّالي قد تؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الدّهون في الجسم.
قلة النوم
أكدت دراسة أجريت على 28000 طفل و15000 من البالغين في المملكة المتحدة من عام 1977 إلى عام 2012 على أنّ الحرمان من النّوم زاد بشكلٍ كبيرٍ من مخاطر السمنة لدى البالغين والأطفال، وذاك لأنّ الحرمان من النّوم يؤدي إلى تغييراتٍ هرمونيةٍ تزيد من الشّهية عن طريق افراز الجسم لهرمون الجريلين؛ وهو الهرمون المسؤول على تحفيز الشهيّة، وفي الوقت نفسه قلّة النوم تؤدّي إلى انخفاض إنتاج هرمون الليبتين، وهو الهرمون الذي يعمل على ضبط وتثبيط الشهيّة.
تناول الأدوية
لقد وجدت دراسة أجريت في عام 2015 أن بعض الأدوية تتسبب في زيادة الوزن لدى الأشخاص على المدى الطويل مثل: أدوية سكر الدّم، والأدوية المستخدمة في علاج التهابات المفاصل والروماتويد، وبعض مضادات الاكتئاب، لذلك ينصح بمراجعة الطّبيب حول احتمال تأثير الدّواء المستخدم على الوزن.
طرق علاج السمنة
تهدف طرق علاج السمنة إلى الوصول لوزنٍ صحيٍّ مناسبٍ والبقاء عليه، وتحسين الصحّة العامة، والتّقليل من خطر الإصابة بالمضاعفات والأمراض المرتبطة بها، ولهذا لا بدّ من اتّباع طرقٍ صحيحةٍ ومناسبةٍ تحت إشراف اختصاصي التّغذية والالتزام بالتّوجيهات المناسبة للوصول إلى طرق علاج السمنة الصحيحة، ولتجنب حدوث المضاعفات، ومن طرق علاج السمنة المتّبعة:[٢]
تغيير العادات الغذائية ونمط الحياة
تعد من أكثر طرق علاج السمنة أمانًا، وتتم عن طريق تقليل السّعرات الحراريّة المتناولة، والابتعاد عن الأطعمة الغنيّة بالسّكريات والدّهون، واتخاذ خياراتٍ غذائيّةٍ صحيحةٍ، واتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحّيٍ، واستبدال الوجبات بالبدائل المنخفضة السّعرات الحراريّة، مع ضرورة العمل على زيادة النّشاط البدني وممارسة الرياضة لأنّها تعدّ جزءًا أساسيًّا في علاج السمنة والمحافظة على الوزن.
استخدام الأدوية
ساعد بعض الأدوية والمعروفة باسم الأدوية المضادّة للسمنة على التمسّك بنظامٍ غذائيٍّ منخفض السّعرات الحراريّة، فهي تعمل على إيقاف الجوع ونقص إشارات الامتلاء التي يشعر بها الشّخص عند المحاولة لانقاص الوزن، ويتم استخدام هذه الأدوية تزامنًا مع اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحّيٍ وممارسة التّمارين الرّياضيّة، ولكن لا يمكن استخدام هذه الأدوية من قبل أصحاب الأمراض المزمنة أو من يتناول أدويةٍ معينةٍ أو من قبل الحامل، لذلك قبل الّلجوء اليها لا بد من استشارة الطّبيب لتجنب حدوث آثارٍ جانبيّةٍ أو مخاطرٍ قد تنتج من تناولها.
الجراحة
تسمى بجراحة السمنة، ويتم الّلجوء إليها في حال استخدام طرق علاج السمنة السّابقة وعدم نجاحها، ويتم اجراءها لمن يعاني من السمنة المفرطة أي من يمتلك مؤشر كتلة جسم أعلى من 40 فهي توفر أفضل فرصة لفقدان 35% أو أكثر من الوزن الزّائد في هذه الحالة، إلا أنها قد تشكل مخاطر جسيمة، ويعتمد نجاح إنقاص الوزن والمحافظة عليه بعد الجراحة على الالتزام بإجراء تغييرٍ مدى الحياة في العادات الغذائيّة وممارسة الرّياضة.
الحصار العصبي المهبلي
هو من أحدث طرق علاج السمنة التي تم الموافقة عليها غام 2014، يتم عن طريق زرع جهاز تحت جلد البطن يرسل نبضاتٍ كهربائيّةٍ متقطعةٍ إلى الأعصاب في البطن، ثم تنتقل الإشارات إلى المخ عندما تشعر المعدة بالامتلاء، يتم استخدام هذه الطريقة لمن يمتلك مؤشر كتلة جسم من 35 إلى 45.
الوقاية من الإصابة بالسمنة
بعد تلخيص طرق علاج السمنة، من المهم معرفة كيفية الوقاية من الإصابة بها لتجنب تراكم دهونٍ زائدةٍ في الجسم والحد من آثارها وضررها على الصحّة، فهي تؤدّي إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع وزيادة المشاكل الصحيّة، وتكمن الوقاية من السمنة بالعديد من الطرق وأبرزها:[٥]
- مراقبة النظام الغذائي: ويتم ذلك عن طريق تناول غذاءً صحيًا يتكون بصورةٍ أساسيّةٍ من الخضروات والفواكه، ويحتوي على البروتين والحليب ومشتقاته، مع المحافظة على شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء خلال اليوم، والاستغناء عن العصائر السكريّة والمشروبات الغازيّة، لأن الماء يساعد في التّخلص من السّموم وفقدان الوزن، وزيادة حيويّة ونشاط الجسم، بالإضافة إلى تقليل الاستهلاك من الأطعمة المصنّعة والمكررة لأنها تزيد من قدرة الجسم على تخزين الدّهون وتراكمها.
- اتباع نظام حياة صحي، ويعتمد على تغيير العادات والممارسات السلوكيّة الخاطئة المتّبعة، واعتماد أنماطًا أخرى تساعد في الوقاية من السمنة لتجنب الإصابة بها، ومن الأمثلة على ذلك:
- التّوقف عن الجلوس أمام شاشة التلفاز أو الكومبيوتر أو الهاتف لوقت طويل.
- المحافظة على ممارسة التّمارين الرّياضيّة بمختلف أشكالها بشكل يومي.
- التنقل عن طريق المشي وتقليل استخدام السيارة.
- المحافظة على ساعاتٍ كافيةٍ النوم.
- مراقبة الوزن باستمرار.
- تناول الطّعام في المنزل.
فيديو عن أسباب السمنة وعلاجها
في هذا الفيديو تتحدث أخصائية التغذية حنين مفيد عن تعريف السمنة، والأسباب المؤدية إلى السمنة، ومضاعفاتها ومخاطرها، وطرق علاج السمنة، وأشارت إلى الأمراض المرتبطة بالسمنة، كما أكدت على وجود عواملٍ تعمل على تحديد طريقة العلاج المناسبة، ويحددها المعالج أو الطبيب المشرف على الحالة.[٦]
المراجع[+]
- ↑ "What Is Obesity", www.organicfacts.net, Retrieved 30-09-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Obesity", www.mayoclinic.org, Retrieved 30-09-2019. Edited.
- ↑ "What Is Obesity?", www.everydayhealth.com, Retrieved 30-09-2019. Edited.
- ↑ "What is obesity and what causes it?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 01-10-2019. Edited.
- ↑ "How to Prevent Obesity", www.wikihow.com, Retrieved 02-10-2019. Edited.
- ↑ "أسباب السمنة وعلاجها"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-10-2019. بتصرّف.