الفرق-بين-الشيوعية-والاشتراكية

الأيديولوجيا

يُعبَّر عن الأيديولوجيا في علم الاجتماع بأنّها العدسة التي من خلالها ينظر الشخص إلى العالم، يُفهم على نطاق واسع بأن الأيديولوجيا تشير إلى مجموعة من القيَم والمعتقدات والافتراضات والتّوقعات التي يمتلكها شخص حول علم الاجتماع، يدرسُه علماء الاجتماع لأنه يلعب دورًا قويًا في تشكيل كيفية تنظيم المجتمع وكيف يعمل، وترتبط الأيديولوجيا ارتباطًا مباشرًا بالهيكل الاجتماعي والنظام الاقتصادي للإنتاج والبنية السياسية وتشكيل تلك العناصر، وفي هذا السياق، يسلّط المقال الضوء على إيديولوجيات هامة، ويُوضّح الفرق بين الشيوعية والاشتراكية.^[١]

الفرق بين الشيوعية والاشتراكية

الشيوعية والاشتراكية مصطلحات جامعة تشير إلى مدارس يسارية للفكر الاقتصادي؛ وغالبًا ما يتم استخدام هذه المفاهيم للإشارة إلى نفس الفلسفة الاقتصادية والسياسية، وعلى الرغم من هذا التشابه، إلا أن الفرق بين الشيوعية والاشتراكية عميق جدًا، حيث تؤمن الفلسفتان بأفكار خاصة للفرد والمجتمع، وفي ما يلي يتم استيضاحُها:^[٢]

النظرة للفرد

بفرضيّة أن الفرد يُسهم في المجتمع بناءً على قدرته الخاصة، فإن الشيوعية والاشتراكية تدعوان إلى مركزية المؤسسات التي تسيطر عليها حكومة الحزب الواحد، وهذا بدوره يؤدي إلى زوال الأعمال الخاصة كمُنتِج للسلع والخدمات، ويكون الدور الرئيس المركزي في الاستثمار والتخطيط الاقتصادي للحكومة، في حين أنَّ الفارق الأساسي هو، أنه في ظل الشيوعية يتم تقديم الأجر للأفراد بناءً على احتياجاتهم، وهذا يعني أنه في النظام الشيوعي الحقيقي لن يكون لديك المال وسيحصل الفرد على ما تعتقد الحكومة أنه بحاجته من حيث الطعام والملابس والسكن وغيره، في حين أنَّ الاشتراكية تقوم على تقديم الأجر للأفراد بناءً على مساهمتهم الفردية، بحيث يحصل الأشخاص الذين يعملون بجد وذكاء، على أكثر من أولئك الذين لا يساهمون، وهذا الاختلاف يبرز عيبًا رئيسيًا في النموذج الشيوعي، حيث لا يوجد لدى الشخص أي دافع للعمل بِجدّ وذكاء؛ لأنّه لن يكون له أي تأثير أو فائدة.

النظرة للمجتمع

يشتمل الفرق بين الشيوعية والاشتراكية، أنّ نَظرة الشيوعية إلى جميع الممتلكات على أنها ملكية عامة ولا توجد ممتلكات شخصية أو أشياء يحتفظ بها الأفراد، في حين أن الاشتراكية ترى أن الأفراد يمتلكون ممتلكاتهم الشخصية، لكن كل القدرات الصناعية والإنتاجية تكون مملوكة عن طريق حكومة الحزب الواحد، والجدير بالذكر أنَّ الاشتراكية في جوهرها فلسفة اقتصادية بحتة، في حين أن الشيوعية اقتصادية وسياسية، والفرق بين الشيوعية والاشتراكية، أن الشيوعية ترفض أي دين، حيث يتم إلغاء الدين بشكل فعّال، وبما أن الاشتراكية اقتصادية في تركيزها، فإن حرية الدين مسموح بها، وتسعى الشيوعية إلى الإلغاء التام للفروق الطبقية، لأن كل شخص يعامل معاملة واحدة، على غرار الاشتراكية التي لا تُمانع الفروق الطبقية، لأن هنالك قدرة للفرد على تحقيق ثروة أكبر من غيره، وترى الشيوعية أن الانتقال إلى الرأسمالية دمار للنظام الاقتصاديّ، إلّا أن الاشتراكية ترى انتقالًا تدريجيًا إلى الرأسمالية عبر نُظُم اقتصادية وسياسية.^[٣]

الشيوعية والاشتراكية في العالم

قامَ البلاشفة بقيادة لينين بوضع النظرية الماركسية موضع التنفيذ مع الثورة الروسية عام 1917، والتي أدت إلى إنشاء أول حكومة شيوعية في العالم، وظلت موجودة في الاتحاد السوفيتي حتى سقوطه عام 1991، واليوم توجد الشيوعية في الصين وكوبا وكوريا الشمالية ولاوس وفيتنام، ولكن لم تحقق أي منها القضاء على الممتلكات أو الأموال الشخصية أو الأنظمة الطبقية التي تتطلبها الإيديولوجية الشيوعية البحتة، وبالمثل، لم يحقق أي بلد في التاريخ حالة من الاشتراكية البحتة، حتى الدول التي تعدّ دولًا اشتراكية، مثل: النرويج والسويد والدنمارك، لديها قطاعات رأسمالية ناجحة وتتبع سياسات تتماشى إلى حدٍّ كبير مع الديمقراطية الاجتماعية.^[٤]

المراجع[+]

1. ↑ "أيديولوجيا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
2. ↑ "Theories of Ideology", www.thoughtco.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
3. ↑ "The Differences Between Communism and Socialism", www.thoughtco.com, Retrieved 20-12-2019. Edited.
4. ^ ^{أ ب} "How Are Socialism and Communism Different?", www.history.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.