النبي الكريم
كان مولد الرسول الكريم بداية للنور الذي غمر البشرية، وأزال عنها هالة السواد، فهو أفضل الخلق، وسيد الحق عليه أفضل السلام والسلام، وهو الذي تعجز عن وصفه الألسن، وتحار العقول في التحدث عنه، فلا تدري من أين تبدأ، وإلى أين ستنتهي، فقد نصح الأمة، وكشف الله به الغمّة، وترك الأمة على المحجّة البيضاء، والطريق الواضح، وقد قيلت الكثير من الكلمات في مدح الرسول الكريم، سواء كان ذلك من الشعراء الذي ذكروا الشمائل المحمدية أو من خلال أشخاص لهم وزنهم في التاريخ بعد أن عرفوا عن شخصيته العبقرية وتحدثوا عنها، وفي هذا المقال سيتم ذكر كلمات في مدح الرسول.
كلمات في مدح الرسول
فيما يلي ذكر لبعض الأبيات التي تحدث عن مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
يقول ابن الخياط في قصيدة مشهورة في مدح الرسول:
كل القلوب إلى الحبيب تميل ومعى بهـذا شـــاهد ودليــــل
اما الــدليل إذا ذكرت محمدا ً صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى هذا لكل العــــالمين رســـول
يا سيد الكونين يا عــلم الهدى هذا المتيم في حمــــاك نزيــل
لو صــادفتني من لدنك عناية لأزور طيبة و الــنخـيل جميل
هذا رســول الله هذا المصطفى هذا لـــرب العــــالمين رســول
هذا الــــذي رد العــــيون بكفه لما بدت فوق الـــخدود تسـيل
هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى كانت تقيل إذا الــــحبـيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه منهــــاجه للسالكين ســـبيل
يــــارب إني قـد مدحـت محمداً فيه ثوابي وللـــــمديــح جزيــل
صلى عليك الله يا عــلم الهدى ما حن مشتـــــاق وســار دليل
يقول أحمد شوقي في قصيدة مشهورة:
وُلِــدَ الهُــدى فَالكائِناتُ ضِيــاءُ وَفَمُ الزَمـــــانِ تَبَسُّمٌ وَثَـنــاءُ
الروحُ وَالمَــلَأُ المَلائِكُ حَــولَهُ لِلـــدينِ وَالــدُنيــا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُــرجُمـــانِ شَذِيَّةٌ غَنّـــاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ وَاللَـــوحُ وَالقَلَمُ البَديــعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ في اللَـوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديـعِ حُروفِهِ أَلِــفٌ هُنالِكَ وَاســمُ طَـــهَ البــاءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِـيّـينَ الَّذي لا يَلتَقي إِلّا الحَنــائِــفُ فيــهِ وَالحُنَفـــاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حــازَهُمْ لَكَ آدَمٌ دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـــوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت فيهـــا إِلَيــكَ العِـــزَّةُ القَعســاءُ
يقول الشاعر جمال الملا في قصيدته بعنوان (النبي):
كم شدّ تحت رداء النور من حَجرٍ حتى تعلم منه الصبر والجلدا
يا من له كانت الأخلاق معجزة ما عاب قط طعامًا لا وما انتقدا
لا تبك يا عمر الفاروق إن ترك الحصير في جنبه ختمًا إذا رقدا
فذاك من لغة في أبجديتها: أن الحرير يساوي ذلك اللبدا
محمد واستوى الرحمن وهو على عرش عظيم .. فسمى نفسه الصمدا
محمد يا مقامات معمدة بالطين .. عبدًا رسولا كيف ما عبدا
سواد عينيك، ليل العارفين سروا به.. فغابوا.. أضاعوا الدرب والبلدا
وقالوا في مدح الرسول أيضًا:
تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيها حتّى ذكَرْتُك فانْهالتْ قوافيها
محمّدٌ قُلْتُ فاخْضرّت رُبى لُغتي وسالَ نَهْرُ فُراتٌ في بواديها
فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُهُ وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيها
تفتحتْ زهرةُ الالفاظِ فاحَ بها مِسْكٌ من القُبّة الخضراء يأتيهأ
وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلها وفجرّ الغار نبعا في فيافيها
تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيتْ لو لمْ تكُن يا رسول الله هاديها
أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بها الى ذ ُرى النور فانجابت دياجيها
رسـول الله .. أنفسنـا فداكـا*** ولا سلِمت من السُّوأى عِداكـا
فُديتَ من الجنـاةِ وكـلّ نـذْل*** ٍتعمَّـدَ مـن سفاهتِـه أذاكــا
ألا شُلّت يـدٌ خطّـت خطايـا*** خيالاً حاقـداً زعمـوا حكاكـا
أرادوا النّيلَ من طـودٍ علـيّ *** ٍوقد نصبوا الحبائـلَ والشِّباكـا
وأنت البدرُ يسمو فـي عـلاه*** ولكن ما استضاؤوا من سناكـا
وأنت الشمـسُ أهدتهـم حيـاةً *** ولكن – حسرةً – جحدوا جداكا
وأنت البحرُ جُدَّت لهـم بـدُرّ *** ّفهل صادوا اللآلئَ من حشاكا؟
وأنت الدوحُ يمنحُهـم ظـلالاً *** ًوأثماراً فهم طعمـوا جناكـا!
وأنت الزهرُ يحبوهـم أريجـاً *** ًوقد نكِـرت أنوفهمـو شذاكـا
الشخصية النبوية وواجب الطاعة
تُبرز قصائد المدح النبوي الشخصية النبوية، والشمائل المحمدية، وصفات النبي الكريم خَلقيًا وخُلقيًا، وكيف كان النبي يعامل الناس على اختلاف أجناسهم وأطيافهم وصفاتهم، ويجب على الإنسان الاستفادة من هذه القصائد بتمثل صفات النبي، والاقتداء به، والسير على سنته الطهورة، وطاعته فيما أمر، لأن في سنته طاعة الله في الدنيا، والفلاح والنجاح يوم القيامة حين يكون شفيع الأمة أمام الله عز وجل.