تعبير-عن-شجرة-الزيتون
شجرة الزيتون
شجرة الزيتون شجرة عريقة ومباركة، ذكرها الله سبحانه وتعالى، وأفسم بها في القرآن الكريم في سورة التين بقوله جلّ وعلا: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)"، وهي من الأشجار التي تحمل إرثاً تاريخياً عميقاً، وتعدّ من أقدم الأشجار التي زرعها الإنسان واستفاد منها، وهي تمتاز بأن كلّ ما فيها مفيد، بدءًا من ثمارها وزيتها وأوراقها وخشبها حتى أنوية ثمارها، فشجرة الزيتون من الأشجار التي تعطي فوائد كثيرة جداً، تفوق ما تمنحه أي شجرة، لذلك تُعرف بالشجرة المباركة.
من أهم ما تمتاز به شجرة الزيتون أنها تعمر لآلاف السنين، كما أنها لا تحتاج إلى رعاية وعناية كبيرة مثل باقي الأشجار، كما أن ثمارها تحتوي على فوائد كثيرة لا حصر لها، والزيت الذي يتم الحصول عليه من هذه الثمار يعتبر أفضل زيتٍ على الإطلاق؛ نظراً لمحتواه الغني من المواد الغذائية المفيدة جداً، فهو قادر على شفاء العديد من الأمراض، كما يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، ويقلل نسبة الكولسترول الضار في الدم، ويمنح الجسم الطاقة والحيوية، وغير ذلك الكثير.
بالإضافة إلى فوائد شجرة الزيتون الغذائية، فإن أوراقها أيضاً تساهم في علاج الكثير من الأمراض المستعصية، كما ان منظر الشجرة يجمّل المكان والطبيعة، ويُضفي عليها سحراً إضافياً، خصوصاً أنها شجرة دائمة الخضرة، كما أن ظلالها تنتشر في المكان الذي تكون فيه، وتلطف الأجواء وتجمل المكان الذي توجد فيه، فشجرة الزيتون من الأشجار التي تستطيع التلاؤم والتكيف مع مناطق وأجواء عديدة، كما يوجد منها أنواع كثيرة، فبعض أشجار الزيتون لها ثمار خضراء وبعضها ثمارها أسود، وتتنوع ثمارها في طعمها وكمية الزيت الموجودة فيها، ومن جماليات قطف ثمارها أنها تجمع العائلة ويقطفونها ضمن طقوس ممتلئة بالفرح والبهجة.
بعد أن عرف الناس أهمية هذه الشجرة المباركة، بدأوا بزراعتها بشكلٍ كثيف، لذلك ينتشر وجودها في مناطق كثيرة من العالم، وتمتد بساتين الزيتون على امتداد النظر في العديد من المزارع، وهو منظرٌ يبعث السرور في النفس، ويزيد بهجة القلب، فهذه الشجرة الرائعة تعدّ رمزاً للصمود والتحدي، فهي من أكثر الأشجار التي تقاوم لهيب درجات الحرارة المرتفعة، كما تقاوم برودة الطقس والثلوج.
إن شجرة الزيتون من أهم الأشجار التي يعدّ الاستثمار في زراعتها مربحاً، فمهما طال عمرها تظلّ تعطي الثمار بالكفاءة نفسها، ومهما تقدم بها الزمن فإنها تحافظ على رونقها وجمالها وخضرتها وجودة ثمارها، فمن أراد أن يستمتع بمظهر شجرة رائعة ومفيدة ومباركة وتعطي بلا كلل أو ملل، فما عليه إلا أن يزرع شجرة الزيتون ولن يندم أبداً.