تعريف-التصحر
مشكلات بيئية
تُعرّف المشكلات البيئية على أنها أي تغيير يحصل على البيئة ويُحدث خللًا في التوازن البيئي للنظام الطبيعي، وقد يكون بسبب تدخلات بشرية أو بسبب ظواهر طبيعية تحدث على سطح الأرض تعمل على تغيير مكونات البيئة الرئيسة، وترتبط المشاكل ارتباطًا وثيقًا بالتلوث الذي يحصل على الأرض بكافة أنواعه، ومن المشكلات البيئية التي تحدث مشكلة الاحتباس الحراري ومشكلة تلوث التربة والمشكلة التصحر، وسيتم في هذا المقال تعريف التصحر وأسبابه وطرق علاجه.[١]
تعريف التصحر
يمكن تعريف التصحر على أنه جفاف الأراضي وتدهور حالتها الزراعية حيث تُصبح منطقة غير صالحة للزراعة تشبه الصحراء، وتعاني هذه الأراضي من قلة المياه وقلة نمو النباتات وحتى الحيوانات لا تستطيع العيش فيها نظرًا لقلة مصادر التغذية فيها، ويمكن أن يحدث التصحر كظاهرة طبيعية نتيجة لفقدان المياه في أراضيها أو بسبب الاستغلال البشري للأراضي الزراعية واستنزاف طاقتها الإنتاجية أو ما يُسمى بموت التربة، وهي مشكلة بيئية عالمية منتشرة في الكثير من الأماكن ولها آثار اقتصادية كبيرة، حيث إن أكثر من 40% من مساحة سطح الأرض حول العالم هي أراضٍ جافة أو شبه جافة، وهناك اختلاف كبير حول تعريف التصحر كمصطلح محدد؛ فهناك أكثر من مئة تعريف رسمي للتصحر تم تقديمها عام 2005م بواسطة هيلموت جيست، ولكن تعريف التصحر الأكثر انتشارًا هو التعريف الصادر عن جامعة برينستون الذي ينص على أنه عملية تحويل الأراضي الصالحة للزراعة إلى صحراء نتيجة لقطع الأشجار أو أساليب الزراعة غير المناسبة أو الجفاف، كما تم تعريف التصحر بأسلوب آخر في نص اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر UNCCD على أنه تدهور الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة والقاحلة وشبه الرطبة بسبب عوامل مختلفة مثل التغييرات المناخية والممارسات البشرية الخاطئة، كما يمكن القول أن التصحر هو صحراء من صنع البشر، وهناك العديد من الدراسات لإيجاد الحلول الممكنة لوقف زحف الصحراء وتغطيتها لمناطق زراعية أكثر.[٢]
أسباب التصحر
بعد تعريف التصحر يجب معرفة ما هي أسباب التصحر ومن المسؤول عن تدهور التربة على سطح الأرض، وهناك العديد من الأسباب التي ينتج عنها استنزاف في الغطاء النباتي على سطح الأرض ومن هذه الأسباب ما يأتي:[٣]
- التغييرات في المناخ: مثل هطول أمطار متفرقة أو بكميات غير مناسبة تؤدي إلى حدوث موجات جفاف طويلة تُسبب تقليل الإنتاجية النباتية للأرض، ويمكن أن تستمر لعدة سنوات.
- الأنشطة البشرية الخاطئة: مثل الزراعة الخاطئة التي تستنفذ العناصر الغذائية في التربة، والرعي الجائر وحوافر الحيوانات التي تقضي على النباتات، وقطع أشجار الغابات والتوسع في المباني السكنية، كلها تؤدي إلى تفاقم مشكلة التصحر.
- الإدارة الخاطئة للأراضي الجافة: هناك العديد من الممارسات غير المستدامة للأراضي الجافة تسبب في تدهورها بشكل أسرع، وعدم الاستفادة من مواسم الرطوبة لإرجاع الأراضي طبيعية كما كانت.
- ضعف الاقتصاد: حيث تتعرض الدول الأكثر فقرًا إلى مشاكل التصحر بسبب عدم وجود موارد مالية أو قدرات بشرية لمكافحة التصحر.
آثار التصحر
بعد تعريف التصحر ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى زيادة نسبة التصحر في العالم كله، سيتم ذكر آثار التصحر أو النتائج التي تحدث بسبب ظاهرة التصحر وزيادة نسبة الجفاف ومن هذه الآثار ما يأتي: [٣]
- فشل المحاصيل الزراعية أو انخفاض الإنتاج الزراعي في الأراضي الزراعية التي تعتمد على مياه المطر فقط.
- انحسار الغطاء النباتي بشكل دائم وبالتالي التأثير على الثروة الحيوانية التي تعتمد على النباتات في غذائها مثل العلف للمواشي.
- انخفاض الكتلة الخشبية بسبب قطع الأشجار الجائر مما يؤدي إلى قلة توافر الحطب للوقود ولاستخدامه في مواد البناء كذلك.
- نقص المخزون المائي من المياه الصالحة للشرب بسبب انخفاض كمية الأمطار والمياه السطحية والمياه الجوفية التي يتم تخزينها في باطن الأرض.
- زيادة انتشار الكثبان الرملية وتحركها مع الرياح ووصولها إلى الأراضي الزراعية والأماكن السكنية فتعمل على تلويث الهواء والتأثير على النباتات.
- زيادة كمية الفيضانات التي تحدث بسبب ارتفاع مستوى الرواسب من الأتربة التي تطير من الأماكن الصحراوية وتترسب في الأنهار والبحيرات، فتعمل على زيادة مشكلة تلوث الماء بسبب الغبار والرواسب.
الحلول الممكنة لمشكلة التصحر
تم إنشاء اتفاقية مكافحة التصحر من قبل الأمم المتحدة في عام 1994م، ولقد ضمّت 122 دولة للالتزام بإيجاد الحلول للحد من ظاهرة التصحر، والمشاركة مع المزارعين للعمل على حماية الأراضي الزراعية من انتشار التصحر أو الجفاف فيها، والعمل على إصلاح الأراضي الجافة والقاحلة وإمدادها بالمياه اللازمة، كما أعلنت اتفاقية مكافحة التصحر عن مبادرة الجدار الأخضر الكبير، التي تعمل على استعادة 386000 ميل مربع تعرضت للتصحر في حوالي 20 دولة في قارة أفريقيا مع نهاية عام 2030 م ، وهناك مبادرة مماثلة لها في شمال الصين حيث يقوم المزارعون بالتعاون مع الحكومة بزراعة الأشجار أو إعادة تخضير المناطق على امتداد حدود صحراء جوبي لوقف زحف الصحراء إلى داخل الأراضي الزراعية، كما تم عمل حواجز حجرية لتجميع المياه في مناطق معينة والاستفادة منها في زيادة النمو الطبيعي للأشجار والنباتات، ولكن تبقى كلها محاولات قد تساعد أو لا تساعد في الحل الجذري لمشكلة التصحر، ولأن أكثر من 80% من المزارع حول العالم خاصةً في افريقيا وآسيا يملكها أفراد فإن تقديم الدعم البسيط لهذة الفئة من البشر قد يكون له دور مهم في حل مشكلة التصحر وتدهور الأراضي الزراعية بطريقة غير مكلفة إقتصاديًا ولها آثار في ازدهار الغطاء النباتي وزيادة نسبته على سطح الأرض.[٤]المراجع[+]
- ↑ "Desertification", www.en.wikipedia.org, Retrieved 14-08-2019. Edited.
- ↑ "Desertification", www.wikiwand.com, Retrieved 14-08-2019. Edited.
- ^ أ ب "desertification Causes ", www.britannica.com, Retrieved 14-08-2019. Edited.
- ↑ "desertification solutions", www.nationalgeographic.com, Retrieved 14-08-2019. Edited.