موضوع-عن-الإخلاص
الإخلاص
الإخلاص من الصفات النبيلة والأخلاق الحميدة التي ترفع من قيمة صاحبها وتعزز من احترامه عند الآخرين، وهو عكس الرياء، كما أنه من الصفات التي تثبت الحب في القلوب، والإخلاص من الأخلاق التي أمر الله -سبحانه وتعالى- بها، وورد ذكره في القرآن الكريم في الكثير من الآيات، إذ أن الله تعالى جعله مقياساً لقبول الأعمال والعبادات، فمن لا يخلص في عبادته وحبه لله تعالى فكأنه لم يعبد الله أبداً، لذلك وجب الإخلاص في النية والعبادة والأعمال لأنه أساس قبولها، وفي هذا يقول -جلّ وعلا- في محكم التنزيل: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء).
من أهم ما يتميز به الإخلاص أن جميع الجوارح تشترك فيه، إذ يجب أن يكون الإنسان مخلصاً بقلبه وعقله وروحه وحواسه وكل ما يملك، فلا يُعقل أبداً أن يفعل الإنسان شيئاً بجسده بينما عقله وقلبه لا يفكران في الإخلاص في العمل، لذلك يعتبر من الصفات التي يجب أن تسيطر على حياة الإنسان بكل ما فيها، كما يجب أن يكون الإنسان مخلصاً وأن يعلم أبناءه الاتصاف بهذه الصفة.
من ثمرات الإخلاص أنه يرفع درجة العبد عند الله تعالى كما أنه يُكسبه الأجر والثواب، ويساعد في نمو المجتمع وتطوره وإتقان العمل واختفاء الفساد ومظاهره، بالإضافة إلى أنه يزيد من الثقة بالنفس لأن المخلص في حياته يعرف في قرارة نفسه أنه قد أدى ما عليه على أكمل وجه، فلا يخاف شيئاً ولا يقلق من عدم قبول عمله لأنه يعرف نيته أنها خالصة وليس فيها أي رياء أو ادّعاء أو تمثيل.
من أهم ما يميز الإخلاص أنه سر بين الإنسان وبين الله تعالى، فلا يعلم بنية العبد وإخلاصه إلا الله تعالى، لهذا يجب أن يجتهد الإنسان في أن يكون مخلصاً ونيته صافية وخالية من أي رياء، خصوصاً أن الأمر الشائع في الوقت الحاضر أن يفعل الإنسان الأعمال الصالحة كي ينال المدح والثناء والشهرة أمام الناس، دون أن يفعلها بنية خالصة، وهذا يجعل العبادات وكأنها هباءً منثوراً، فيذهب تعب الإنسان وجهده دون أجرٍ أو ثواب.
كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مخلصين في كل أمور حياتهم، وكانوا يحثون الناس على الاتصاف بهذه الصفة الحميدة، كما كان الصحابة والتابعين والسلف الصالح من أكثر الناس إخلاصاً، لهذا يجب اتخاذهم قدوة والتصرف مثلهم لنيل رضى الله تعالى، وكي تكون الأعمال متقنة وكاملة وليس فيها نقصٌ أو تقصير، فالمخلص إنسان عرف سرّ القبول وأداه على أكمل وجه.