سؤال وجواب

تعريف-علم-النفس


النفس الإنسانية

حينَ يعرف الإنسان حقيقة النفس الإنسانية يقدّر ما يستطيع فعله، فإنّه سوف يساعده ذلك على إنشاء نظم وأفكار وسلوك ومشاعر تتفق مع هذه الحقيقة ولا تصدمها أو تعارضها، ولكن دراسة النفس الإنسانية ليست مثل دراسة الكيمياء أو الفيزياء فالإنسان بصفة خاصة كلّ لا يتجزأ، وفي غاية التعقيد ومن غير الميسور الحصول على عرض بسيط له وليست هناك طريقة واحدة لفهمه في مجموعه أو في أجزائه في وقت واحد، ولكي تحلل النفس البشرية تحتاج إلى الاستعانة بعلوم مختلفة، ومن هذه العلوم علم النفس، وقد اجتهد العلماء في تعريف علم النفس للخروج بالعديد من أسرار النفس البشرية.[١]

تعريف علم النفس

لكلّ علم من العلوم موضوع خاص يتخذه محور دراسته، أما علم النفس فلم يتفق العلماء على تعريف واحد له، وذلك لأنه عند نمو هذا العلم وتطوره تعرّض لمؤثرات عدة من العلوم الطبيعية على اختلافها جعلت علماء النفس يختلفون في وجهات نظرهم إلى طبيعة الظاهرة النفسية وتأويلها، ويمكن تعريف علم النفس بالتعاريف الآتية:[٢]

  • أنّه العلم الذي يدرس الحياة النفسية، وما تتضمنه من أفكار ومشاعر وإحساسات وميول ورغبات وذكريات وانفعالات.
  • أنّه العلم الذي يدرس سلوك الإنسان، أي ما يصدر عنه من أفعال وأقوال وحركات ظاهرة.
  • أنّه العلم الذي يدرس أوجه نشاط الإنسان وهو يتفاعل مع البيئة المحيطة به ويتكيف معها.

واستطاع العلماء أن يُجمِلوا كلّ التعاريف السابقة في تعريف علم النفس الأساسي، وهو العلم الذي يبحث في كلّ ما يفعله الإنسان وكل ما يصدر عنه من سلوك حركي أو لفظي، وكلّ ما يصدر عنه من نشاط عقلي كالإدراك والتخيل والتفكير، وكلّ ما يستشعره من تأثرات وجدانية وانفعالية كالإحساس باللذة والألم وكالشعور بالضيق أو والقلق أو الارتياح أو بالحزن أو بالفرح وبالخوف والغضب، ويسعى علم النفس شأنه شأن العلوم الأخرى إلى فَهم السلوك وتفسيره، والتنبّؤ بما سيكون عليه، وضبط السلوك والتحكم فيه بتعديله وتحسينه، ويتضح هذا من خلال تعريف علم النفس.[٢]

مناهج البحث في علم النفس

فروع العلم كافّة بوجهٍ عام تبحث وتجمع وتفسر وتستخلص نتائجها من خلال مناهج البحث، وعلم النفس شأنه شأن مختلف العلوم الأخرى، فيستخدم المناهج المناسبة للمشاكل المناسبة، وذكر في تعريف علم النفس أنه دراسة للسلوك الإنساني، وهذه الدراسة تحتاج إلى منهج لدراسته، ومن هذه المناهج الآتي:[٣]

  • المنهج العلمي: يتميز المنهج العلمي بجمع الوقائع والمعلومات عن طريق الملاحظة المنظمة لا العارضة، والملاحظة الموضوعية لا الذاتية؛ أي الملاحظة التي لا تتأثر بميول الباحث وعواطفه وانحيازه وأفكاره السابقة، وأيضًا يعتمد على الملاحظة التي يمكن التحقق من صحتها؛ أي من الممكن أن يعيدها باحثون آخرون ويخرجون بنفس النتائج.
  • منهج التأمل الباطن: أو الملاحظة الداخلية أو الاستبطان، وبمعناه العلمي الدقيق هو ملاحظة الشخص ما يجري في شعوره من خبرات حسية أو عقلية أو انفعالية ملاحظة منظمة ودقيقة وصريحة تستهدف وصف هذه الحالات وتحليلها وتأويلها أحيانًا، ومن أبسط أمثلة الاستبطان عندما يشرح الإنسان ما يشعر به للآخرين، ولكن واجه الكثير من الاعتراضات بسبب حقيقة أنه غير موضوعي ولا يمكن التحقق من صحته.
  • المنهج التجريبي: لا يمكن للعلم أن يقتصر في بحوثه على الانتظار لوقوع الأحداث والظواهر لملاحظتها، فإن سير الأبحاث سيكون بطيئًا، لذا كان لا بد من أن يتدخل الإنسان فيرتب الظروف التي تقع فيها الظواهر ترتيبًا معينًا، ثم يلاحظ ما يحدث، وهذه هي التجربة، فليس التجربة إلى ملاحظة مقصودة مقيدة بشروط تجعلها تحت مراقبة الباحث وإشرافه.

فروع علم النفس

كان علم النفس في الماضي يقتصر على دراسة الإنسان الراشد الكبير، غير أن اتساع آفاقه وتعدد مسائله اضطره إلى التخصص والتفرع كما فعلت علوم الطب والهندسة، فمن خلال تعريف علم النفس يتبيّن أنه يتناول الإنسان من كل الجوانب، وهذا يحتاج إلى تفرّع تخصصاته، فمن أهم فروع علم النفس الآتي:

  • علم النفس العام: يدرس أوجه النشاط النفسي التي يشترك الناس فيه جميعًا، مثل التفكير والتعلم والنسيان والانفعال وهو أساس كل الفروع الأخرى، ويتشابه مع تعريف علم النفس.[٤]
  • علم النفس الفارق: يدرس ما بين الأفراد أو الجماعات أو السلالات من فوارق في الذكاء أو في الخلق أو الشخصية أو الاستعدادات والمواهب الخاصة، وكما يحاول تفسير أسباب هذه الفروق الفردية.[٤]
  • علم نفس النمو: يدرس علم نفس النمو مراحل النمو المختلفة التي يمر بها الفرد في حياته، والخصائص السيكولوجية لكل مرحلة، والمبادئ العامة التي تصف هذا النمو، فيدرس نمو الانسان من بداية نشأته إلى الممات.[٤]
  • علم النفس الاجتماعي: ويعرف علم النفس الاجتماعي بأنه الدراسة التي تؤدي إلى فهم وتفسير التفاعل الاجتماعي بين الأفراد وبعضهم البعض في مختلف المواقف الاجتماعية، والوقوف على كيفية تأثير الآخرين بهم.[٥]
  • علم النفس التربوي: وينظر إلى علم النفس التربوي بأنه الجانب التطبيقي من علم النفس العام الذي يوظف المبادئ والمفاهيم والنظريات النفسية على الممارسة التربوية داخل غرف الصف، وهو يعنى بدراسة السلوك الإنساني في المواقف التعليمية.[٦]

مدارس علم النفس المعاصرة

لم يكن علماء النفس حتى مطلع هذ القرن يعملون أكثر من جمع وقائع عامة في مجالات تعريف علم النفس، ولم تكن هناك خطة عامة للبحث، أو رابط يجمع بين هذه المعلومات المتناثرة بل لم يكن هناك اتفاق عام بين علماء النفس على طبيعة هذا العلم نفسه، وقد أدّت هذه الحاجة إلى ظهور مدارس علم النفس، ومنها الآتي:[٧]

  • المدرسة السلوكية: وترى المدرسة السلوكية أن أن موضوع علم النفس يقتصر على دراسة السلوك الحركي الصريح للإنسان والحيوان عن طريق الملاحظة الموضوعي، فضلًا عن أنها تنكر وجود القدرات والاستعدادات الفطرية.
  • مدرسة التحليل النفسي: مؤسس هذه المدرسة هو العالم النمساوي فرويد، تؤكد هذه المدرسة على أثر العوامل والدوافع اللاشعورية في سلوك الإنسان واهتمامها بدراسة الشخصية السوية والشاذة، فالتحليل النفسي هو علم الشخصية.
  • مدرسة الجشطلت: ظهرت هذه المدرسة في وقت أسرف فيه الكثير من علماء في تحليل الظواهر النفسية إلى عناصر جزئية، وترى هذه النظرية أن الظواهر النفسية وحدات كلية منظمة، وليست مجموعة عناصر أو أجزاء متراصّة.

المراجع[+]

  1. محمد قطب (1993)، دراسات في النفس الإنسانية (الطبعة العاشرة)، القاهرة-مصر: دار الشروق ، صفحة 15،16. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، الإسكندرية-مصدر: دار الكتاب العربي، صفحة 3،5،17. بتصرّف.
  3. د. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، الإسكندرية-مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 32،33،40. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت د. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، الإسكندرية-مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 20. بتصرّف.
  5. معتز عبد الله (2001)، علم النفس الاجتماعي (الطبعة الأولى)، القاهرة-مصر: دار غريب للطباعة والنشر، صفحة 11. بتصرّف.
  6. عماد زغول (2011)، مبادئ علم النفس التربوي (الطبعة الثالثة)، عمان-الأردن: دار الكتاب الجامعي، صفحة 22. بتصرّف.
  7. د. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، الإسكندرية-مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 50،51،52. بتصرّف.