مفهوم-اليوم-الآخر-والإيمان-به

أركان الإيمان
إنَّ الإيمان هو العقيدة، وهو قلبيٌّ حيث يكون في باطن الإنسان، وهو أن يكون الإنسان على يقين تامٍّ بوجود الله تعالى، وللإيمان أركان ستة ذكرها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة الشريفة، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: "الإِيمانُ: أنْ تُؤمن بِاللهِ، ومَلائِكتِه، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، واليومِ الآخِر، وتُؤمن بِالقَدَرِ خَيرِهِ و شَرِّهِ"،[١] فأركان الإيمان -كما وردت في الحديث السابق- هي: أن يؤمن الإنسان بالله تعالى، وبالملائكة وبالرسل والكتب السماوية وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر، وهذا المقال سيتحدث عن مفهوم اليوم الآخر والإيمان به، وسيسلِّط الضوء على حكم إنكار وجود اليوم الآخر في الإسلام.[٢]
مفهوم اليوم الآخر والإيمان به
في الحديث عن مفهوم اليوم الآخر والإيمان به، يمكن القول إنَّ اليوم الآخر هو يوم الحساب أو يوم القيامة، وهو اليوم الذي يقوم فيه الناس إلى ربِّ العالمين، وقد سُمِّي هذا اليوم باليوم الآخر؛ لأنَّه يكون بعد الحياة الدنيا، وسُمِّي بيوم القيامة؛ لأنَّ النَّاس في هذا اليوم يقومون لله تعالى،[٣] أمَّا الإيمان باليوم الآخر فهو ركن رئيس من أركان الإيمان الستة، وهو واحد من أهمِّ أصول الإيمان، ذكره الله -تعالى- في كتابه الحكيم في أكثر من موضع واحد، حيث قال -تعالى- في سورة البقرة: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}،[٤] وقال -تعالى- في سورة البقرة أيضًا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}،[٥] وهذه الآيات الكريمة أدلة صريحة على ضرورة الإيمان باليوم الآخر وأهمية هذا الركن العظيم.[٦]
وقد جعل الله -تعالى- الإيمان باليوم الآخر من البر، فهو سبب رئيس يدفع الإنسان إلى العمل وأداء الواجبات وفعل الخيرات وترك المنكرات لقاء النجاة في هذا اليوم، حيث قال -تعالى- في سورة البقرة: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}،[٧] والله -تعالى- أعلم.[٦]
حكم إنكار اليوم الآخر
بعد الحديث عن مفهوم اليوم الآخر والإيمان به، يجدر الحديث عن أنَّ الإيمان باليوم الآخر مقرون بالإيمان بالله -تعالى- دون شكَّ، فمن لم يؤمن باليوم الآخر ففي إيمانه بالله -تعالى- نقص وضعف، وقد وردَتْ هذه الصلة بين الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالله -تعالى- في قول الله -تعالى- في سورة النساء: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِاليَوْمِ الآَخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا}،[٨] ولذلك إنَّ إنكار وجود اليوم الآخر وإنكار البعث والحساب يُعدُّ درجة من أكبر درجات الكفر، وقد أمر الله -تعالى- المؤمنين بقتال من لا يؤمنون باليوم الآخر، وبسائر أركان الإيمان، حيث قال -تعالى- في سورة التوبة: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِاليَوْمِ الآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}،[٩] والله تعالى أعلم.[١٠]
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2797، حديث صحيح.
- ↑ "أركان الإيمان وشعب الإيمان"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من اليوم الآخر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 62.
- ↑ سورة البقرة، آية: 285.
- ^ أ ب "حقيقة الإيمان باليوم الآخر."، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 15-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 177.
- ↑ سورة النساء، آية: 38.
- ↑ سورة التوبة، آية: 29.
- ↑ "حكم منكر البعث واليوم الآخر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-01-2020. بتصرّف.