نبذة-عن-عمر-بن-الخطاب-رضي-الله-عنه
الصحابة
عند الحديث عن عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- لا بدَّ ن يتطرَّق الباحث إلى الأشخاص الذين عاصرهم ومن أين جيء لهم باسم الصحابة، وبعد البحث المُطول وُجد في الآية الكريمة قوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[١] ومن هنا فإنَّ لفظ الصاحب لمن كان مع النبي وارد في آيات الله وقد قال سيد الخلق في حديثه: "لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ."[٢] وهذا تبيانٌ واضحٌ لمكانة الصحابة وقدرهم العالي لذلك كان لا بدَّ من اختصاص أهم الإسلام برجل كان من الأشداء عليه وحارب المؤمنين حتى أضاء الله قلبه بنور الإيمان وما كان ليُضاء لولا رحمةٌ من الله شملته، فكان دعوة النبي التي تحققت بأن يُعز الله الإسلام بأحد العمرين، فكان أعدل النَّاس بالنَّاس حتى سمي بالفاروق لتفريقه بين الحق والباطل، وابنته حفصة أم المؤمنين وزوج النبي -عليه الصلاة والسلام-[٣]
فكان أحرص النَّاس على النَّاس يتفقد أحوالهم ويرعى شؤونهم يرق قلبه للصغير والضعيف، وفي أثناء مروره يومًا في أيام خلافته طائفًا بين المسلمين ليلًا إذ وجد صغيرًا يبكي فيسأل أمّه لتجيبه بأنها تحاول فطامه لأنَّ عمر يفرض راتبًا للفطيم، فيضرب الفاروق جبهته ليقول أنا المسؤول فيأمرها برضاعه ويأمر في أرجاء الأرض بأنَّ كل طفلٍ مسلمٍ يُفرض له عطية، فبمثل هذه الأخبار عمرت الأرض وارتفع شأن المُسلمين، وفي ذلك نبذة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[٤]
موافقات عمر للقرآن
بعد الكلام عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا بدَّ من الإشارة إلى أمرٍ هامٍّ جدًّا وهو موافقات عمر للقرآن الكريم، بدايةً لا بدَّ من التعريف بأنَّ القرآن لم ينزل جملةً واحدةً وإنّما كان دستورٌ ينزل متفرقًا حسب الأسباب والأحوال والوقائع والأسئلة، وقد حدث غير موقفٍ في عهد النبي فكان عمر يُدلي برأيه وغيره من الصحابة يخالفوه فينزل القرآن حكمًا في الأمر ميَّالًا لرأي عمر وقد قال في ذلك: " قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ : وافَقْتُ ربِّي في ثلاثٍ أو وافَقني ربِّي في ثلاثٍ قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ لوِ اتَّخَذْتَ مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصلًّى فأنزَل اللهُ : {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} البقرة: 12، وقُلْتُ : يدخُلُ عليكَ البَرُّ والفاجرُ فلو حجَبْتَ أمَّهاتِ المُؤمِنينَ فأُنزِلَتْ آيةُ الحجابِ وبلَغني شيءٌ مِن معامَلةِ أمَّهاتِ المُؤمِنينَ فقُلْتُ : لَتكُفُّنَّ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أو لَيُبدِلَنَّه اللهُ أزواجًا خيرًا منكنَّ حتَّى انتهَيْتُ إلى إحدى أمَّهاتِ المُؤمِنينَ فقالت : يا عُمَرُ أمَا في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما يعِظُ نساءَه حتَّى تعِظَهنَّ أنتَ فكفَفْتُ فأنزَل اللهُ : {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} التحريم: 5"[٥] رضي الله عنه وأرضاه كان صحابيًّا ترتفع به الهامات والرؤوس.[٦]المراجع[+]
- ↑ سورة التوبة، آية: 40.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2540، [ حديث صحيح].
- ↑ "عمر بن الخطاب رضي الله عنه "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "عمر بن الخطاب.. العبقري الفذ!!"، www.alukah.ne، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6896، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "حقيقة موافقات عمر للقرآن "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2020. بتصرّف.