أسباب-مرض-الكوليرا
محتويات
تعريف مرض الكوليرا
مرض الكوليرا هو مرضٌ بكتيريٌّ خطير يسبب عادةً إسهال شديد وجفاف، ينتشر المرض عادةً من خلال المياه الملوّثة، في الحالات الشديدة يكون العلاجُ الفوريُّ ضروريًّا؛ لأنّ الموت يمكن أن يحدث في غضون ساعات، ويمكن أن يحدث هذا حتى لو كان المصاب بصحة جيدة قبل الإصابة بمرض الكوليرا، فبناءً على ذلك فإن عدوى المياه الملوثة خطيرةٌ جدًا، ولذلك فقد نجحت طرق الصرف الصحيّ الحديثة ومعالجة المياه في القضاء على مرض الكوليرا في معظم البلدان، لكن ما زالت المشكلة في بعض الدول في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والهند، فالبلدان المتأثرة بالحرب والفقر والكوارث الطبيعية هي الأكثر عرضةً لتفشي مرض الكوليرا، ذلك لأن هذه الظروف تميل إلى إجبار الناس على العيش في مناطق مزدحمة دون صرف صحي مناسب. [١]
أعراض مرض الكوليرا
لا يعرفُ معظم مرضى الكوليرا في المراحل الأولى أنهم قد أصيبوا بها، حتى أنه لا تظهر عليهم أعراض المرض، ولكن بسبب خروج بكتيريا الكوليرا من الجسم مع البراز لمدة من أسبوع إلى أسبوعين، يظل المرضى قادرين على نقل العدوى لمن حولهم عن طريق الانتقال بالمياه الملوثة، وتسبب معظم حالات الكوليرا الذي يظهر معها الأعراض في إحداث الإسهال، والذي يتدرج من خفيف إلى متوسط، وغالبًا ما يصعب التمييز بين اسهال الكوليرا وبين الإسهال الناتج من مشكلات أخرى، كما أنه يظهر على فرد واحد تقريبًا من بين كل 10 أفراد أعراضٌ خطيرة لمرض الكوليرا، حيث أنه من العادة ما يحدث ذلك خلال بضع أيامٍ من الإصابة، فقد تتضمن أعراض الإصابة بعدوى الكوليرا الأعراض الرئيسة الآتية: [٢]
- الإسهال المفاجئ: إسهال الكوليرا يحدث بشكل مفاجئ، فقد يتسبب في فقدان السوائل بدرجة خطيرة يصل للتر واحد في الساعة، حيث أن الإسهال الحاصل بسبب الكوليرا يكون شاحب اللون ومعكّرًا ويشبه الماء الذي يُغسل به الأرز.
- الغثيان والقيء المستمر: حيث أنه يحدث في أول مراحل مرض الكوليرا بصورةٍ خاصة، فقد يستمر القيء لعدة ساعات في كل مرة.
- الجفاف الحاد: فيمكن أن يحدث جفاف الجسم من السوائل خلال ساعات من ظهور علامات الإصابة بالكوليرا، فعلى حسب كمية السوائل التي تم فقدها من الجسم، يمكن للجفاف أن يتراوح من بسيط إلى حاد، حيث أن فقدان 10% وأكثر من وزن الجسم، يشير إلى حدوث جفاف حاد.
وقد تشمل أعراض الجفاف بسبب مرض الكوليرا: حدوث تهيّجًا في الجسم، والشعور بالخمول، وتصبح العيون غائرةً، وحدوث جفاف في الفم، والشعور بالعطش الشديد، وحدوث جفاف في الجلد، كما ويحصل تجعّد في الجلد، بحيث يعود كما كان عند قرصه ببطء، وحدوث ضعف في إفراز البول أو عدم إفرازه كليًّا، وحصول انخفاض في ضغط الدم، وحدوث اضطراب في القلب، وكما أنه يوجد علامات وأعراض الكوليرا لدى الأطفال بصفة عامة، فالأطفال المصابون بالكوليرا يعانون من العلامات والأعراض ذاتها التي يعانيها البالغون، ولكنهم أكثر عرضةً بشكل خاص لانخفاض سكر الدم؛ بسبب فقد السوائل التي قد تسبب: تغير حالة الوعي، النوبات والغيبوبة.
أسباب مرض الكوليرا
تسبب بكتيريا تسمى "الكوليرا الواوية" عدوى الكوليرا، ومع ذلك فإن الآثار المميتة للمرض هي نتيجة لسُمٍّ قويٍّ يسمّى سُمّ CTX الذي تنتجه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، فيرتبط CTX بالجدران المعوية، حيث يتداخل هذا السم مع تدفق الصوديوم والكلوريد الطبيعي في الجسم، وهذا يؤدي إلى إفراز كمياتٍ هائلةٍ من الماء؛ مما يؤدي إلى الإسهال وفقدان السوائل والأملاح بشكل سريع، وتعتبر إمدادات المياه الملوثة المصدر الرئيسي للعدوى بالكوليرا، على الرغم من أن المحار الخام والفواكه والخضروات غير المطبوخة وغيرها من الأغذية يمكن أن تؤدي أيضًا للإصابة بمرض الكوليرا.[٢]وتشمل المصادر الشائعة للإصابة بمرض الكوليرا ما يأتي:[٣]
- إمدادات المياه البلدية -الملوثة-.
- الثلج مصنوع من المياه البلدية.
- الأطعمة والمشروبات التي تُباع من قبل الباعة المتجولين.
- الخضار التي نمت بالماء المُحتوي على فضلات الإنسان.
- المحار أو الأسماك غير المطبوخة جيّدًا، والمأكولات البحرية التي يتم صيدها في المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي.
تشخيص مرض الكوليرا
على الرغم من أن علامات وأعراض الكوليرا الشديدة قد تكون واضحةً في المناطق التي تنتشر فيها الأوبئة، فإن الطريقة الوحيدة للتأكد من التشخيص هي تحديد البكتيريا الموجودة في عينة البراز، وتتوفر الآن اختبارات سريعة لمعايرة الكوليرا والتأكد من وجودها أو عدمه، مما يتيح لمقدمي الرعاية الصحية في المناطق النائية تأكيد تشخيص الكوليرا في وقت مبكر، ممّا يُساعد على التأكيد السريع من الإصابة بمرض الكوليرا، وهذا يعمل على خفض معدلات الوفيات عند بداية تفشّي مرض الكوليرا، ويؤدي إلى تدخلات صحية عامة سابقة لمكافحة الأمراض المنتشرة والأوبئة. [٢]
علاج مرض الكوليرا
يتطلب مرض الكوليرا علاجًا فوريًا؛ لأن المرض يمكن أن يسبب الوفاة في غضون ساعات، فمع تطور العلم أصبح هناك سُبل وطرق لعلاج مرض الكوليرا بعدما كان من الأوبئة التي تقضي على عدد هائل من الناس، فمن طريق علاج مرض الكوليرا ما يأتي:[٢]
- الإماهة: هو استبدال السوائل المفقودة باستخدام محلول معالجة الجفاف، فأملاح الإماهة الفموية (ORS) متاحٌ كمسحوق يمكن إعادة تشكيله في الماء المغلي أو المعبأ في زجاجات، بعدما كان يموت ما يقرب من نصف المصابين بمرض الكوليرا، فمع العلاج انخفض عدد الوفيات إلى أقل من 1%.
- السوائل الوريدية: خلال وباء الكوليرا، يمكن مساعدة معظم الناس عن طريق إعادة الإماهة الفموية وحدها، ولكن قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الجفاف الشديد إلى سوائل عن طريق الوريد.
- المضادات الحيوية: في حين أن المضادات الحيوية ليست جزءًا ضروريًا من علاج الكوليرا، إلا أن بعض هذه العقاقير قد يقلل من كمية ومدة الإسهال المتصل بالكوليرا، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة فإن مكملات الزنك تُنقص وتُقصر مدة الإسهال لدى الأطفال المصابين بالكوليرا.