تاريخ-الحضارة-البيزنطية
محتويات
البيزنطيون
البيزنطيّون هم جزء من الإمبراطورية الرومانية القديمة، انفصلوا عنها فيما بعد وأسسوا دولة لها كيانها السياسي الخاص، وقد توسَّعتْ دولة البيزنطيين، وكانت من أقوى الدول في العالم عسكريًا وسياسيًا، ويرجع أصل البيزنطيين إلى القرن الرابع الميلادي تقريبًا حيث كان البيزنطيون يشكلون مستعمرة في اليونان ويتبعون للإمبراطورية الرومانية، ثمَّ قام الإمبراطور الروماني قسطنطين ببناء روما الجديدة في موقع بيزنطة القديمة، وهكذا بدأت ملامح الدولة البيزنطية بالتشكل والخروج من رحم الحضارة الرومانية القديمة، فهي جزء لا يتجزأ من تاريخ هذه الحضارة، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على تاريخ الحضارة البيزنطية.[١]
سبب تسمية البيزنطيين بهذا الاسم
قبل الحديث عن تاريخ الحضارة البيزنطية،يجدر بالذّكر أنَّ تسمية البيزنطيين بهذا الاسم ظهرت أول مرة في أوروبا الغربية عام 1557م في كتاب كوربوس هستوريا بيزنتيا للمؤرخ الألماني يرونيموس فولف، ومصطلح بيزنتوم الذي استخدمه المؤرخ الألماني كان اسمًا لمدينة القسطنطينية قبل أن تكون هذه المدينة عاصمة للإمبراطور الروماني قسطنطين الذي سمَّاها القسطنطينية، ولم يكن مصطلح بيزنطة أو البيزنطيين مستخدمًا بكثرة في تلك الفترة إلَّا في بعض الكتب التاريخية والشعرية، ثمَّ عاد هذا المصطلح عام 1648م وانتشر بين المؤلفين بعد أن نشر شارل دو كانج كتابه هستوريا بيزنتينا، ثمَّ اختفى مصطلح بيزنطي حتَّى القرن التاسع عشر عندما شاع وانتشر في العالم بشكل كبير، وكان مصطلح الدولة اليونانية هو الاسم الذي يدل على البيزنطيين أيام معركة مؤتة، ثمَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[٣]
وفي الوقت الذي ولي فيه معاوية بن أبي سفيان ولاية دمشق، بدأتْ سيطرة البيزنطيين على البحر المتوسط بالانحسار شيئًا فشيئًا بعد إنشاء الأسطول العربي الذي حارب الإمبراطورية البيزنطية في قبرص، وسيطر على عدَّة جزر كانت تتبع للدولة البيزنطية في البحر الأبيض المتوسط، والخلاصة أنَّ العلاقات العربية البيزنطية لم تكن علاقات ودٍّ وتحالف في غالبها، بل كانت علاقات حروب ونزاعات وثارات استمرَّت لسنوات طويلة حتَّى سقوط الإمبراطورية البيزنطية على يد الدولة العثمانية.[٣]