معلومات-عن-متلازمة-الجوع-الليلي
محتويات
متلازمة الجوع الليلي
تُعد متلازمة الجوع الليلي أحد الاضطرابات التي يُعاني منها الشخص لمدى طويل، ولا علاقة لهذه المتلازمة بالوزن؛ فقد تحدث لدى الأشخاص الذين يتمتعون بوزنٍ طبيعي، أو أولئك الذين يُعانون من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة، بحيث يُصاحب هذه المتلازمة المُعاناة من اضطرابات النوم في العديد من الحالات، وتتمثل باستيقاظ الشخص أثناء الليل بحيث لا يستطيع العودة للنوم دون تناول الطّعام،[١] في حين أنّ هؤلاء الأفراد يُعانون من فقدان الشهية في الصباح، واستنادًا إلى إحدى الدراسات فإنّ معدل عدد مرات الاستيقاظ ليلًا لدى المُصابين بمتلازمة الجوع الليلي يبلغ حوالي 3.6 مرة، بحيث أنّ متوسط السعرات الحرارية التي يتمّ تناولها تبلغ حوالي 1134 سعرة حرارية، وسيتمّ في هذا المقال تقديم معلومات حول متلازمة الجوع الليلي.[٢]
أعراض متلازمة الجوع الليلي
في الحقيقة قد تتفاوت أعراض متلازمة الجوع الليلي من شخصٍ إلى آخر، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ المُصابين بهذه المتلازمة يتذكّرون تمامًا في اليوم التالي بأنّهم قد استيقظوا من النوم لتناول الطّعام، أيّ أنهم يكونون مُدركين لما حَدث في الليلة السابقة جيّدًا، بحيث يُصاحب ذلك اتخاذ قرار بتناول الطعام ليلًا، ويُمكن بيان أبرز الأعراض التي قد تُصاحب هذه المتلازمة على النّحو الآتي:[٣]
- تدني الشهيّة أو انعدامها تجاه تناول وجبة الفطور.
- تناول كميّات كبيرة من الطعام بعد العشاء، بحيث يكون ذلك أكبر ممّا تمّ تناوله أثناء الوجبة.
- تناول أكثر من نصف كمية الطّعام اليوميّة بعد وقت العشاء.
- استمرار السلوكات السابقة لمدّة شهرين على الأقل.
أسباب متلازمة الجوع الليلي
يُشار إلى أنّ السبب الدقيق للإصابة بمتلازمة الجوع الليلي غير واضح ومُحدّد، ولكن يعتقد الخبراء بأنّ هذه المتلازمة قد تكون مرتبطة باضطرابات دورة النوم والاستيقاظ إضافةً إلى اختلال توازن بعض الهرمونات، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ تغيّر جدول النوم ونمطه غير مُرتبط بحدوث هذه المتلازمة، ولكن قد يزداد خطر الإصابة بمتلازمة الجوع الليلي إذا كان الشخص يُعاني من السّمنة المفرطة أو اضطرابات الأكل الأخرى، ويُعتقد بأنّ للعوامل الجينية دورًا في تطوّر هذه الحالة، ومن عوامل الخطر الأخرى وجود تاريخ سابق للإصابة بالاكتئاب أو القلق، أو تعاطي المخدرات، واستنادًا إلى الإحصائيّات فإنّ شخص واحد أو أكثر من كل 100 شخص بقليل يُعانون من متلازمة الجوع الليلي، أمّا الذين يُعانون من السّمنة فإنّ معدل إصابتهم بهذه الحالة يبلغ حوالي شخص واحد من بين كلّ عشرة أشخاص.[٤]
تشخيص متلازمة الجوع الليلي
يتضمّن تشخيص متلازمة الجوع الليلي قيام الطبيب بتوجيه مجموعة من الأسئلة للشخص؛ بحيث تكون هذه الأسئلة مُرتبطة بعادات النوم والنّظام الغذائي، وقد يُحصي الطبيب هذه الأسئلة في استبيان تفصيلي ويقوم بإعطائه للشخص لتعبئته، وقد يتضمّن التشخيص إخضاع المريض لما يُعرف بتخطيط النوم أو اختبار النوم المتعدد، إذ يتضمّن قياس موجات الدماغ، ومستويات الأكسجين في الدم، ومعدلات التنفس وضربات القلب، ويُشار إلى أنّ تخطيط النوم يُجرى في العادة في المستشفى أو مراكز النوم، ويُشار إلى أنّه ولتشخيص متلازمة الجوع الليلي يتطلّب الأمر قيام الفرد بتناول وجبة في الليل لمدة 3 أشهر على الأقل، كما قد تُجرى اختبارات أخرى في سبيل تأكيد المُسبّبات واستبعاد الحالات الأخرى.[٤]
علاج متلازمة الجوع الليلي
في سياق الحديث عن علاج متلازمة الجوع الليلي يُشار إلى أنّ هذه الحالة صنّفت على أنّها إحدى اضطرابات التغذية أو الأكل المحددة الأخرى وفقًا للنّسخة الخامسة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات النّفسية، وفي الحقيقة هُناك العديد من العلاجات التي يُمكن اتباعها في سبيل السّيطرة على هذه الحالة بحيث يتمّ تحديد المُناسب منها وفقًا لحالة المريض، ويُمكن بيان أبرز العلاجات فيما يأتي:[٥]
العلاج السلوكي
يُمثل العلاج المعرفي السلوكي أحد أكثر علاجات اضطرابات الأكل فعاليّةً في السيطرة على هذه الحالة، وقد ظهرت دراسة تدعم ذلك، وتتمثل العلاجات النّفسية بشكلٍ عامّ بإجراء التعليم النّفسي حول الحالة إضافة إلى القيام بالمراقبة الذاتية لفهم الاضطراب والعوامل المؤثرة فيه، كما ينطوي هذا النّوع من العلاجات على الحدّ من السّلوك الغذائي، بحيث يتضمّن ذلك تنظيم موعد وجبات الطّعام والتخطيط لها، وبشكلٍ عامّ يُشار إلى أنّ علاجات هذه المتلازمة تُركّز بشكلٍ رئيس على تحويل أنماط الأكل بحيث يتمّ تناول الوجبات في وقتٍ مُبكر من اليوم بما يتناسب بشكلٍ أفضل مع دورة النوم والاستيقاظ لدى الفرد، ويتضمّن ذلك التركيز على وجبة الفطور، حتّى وإن تمّ ذلك بصورةٍ تدريجيّة.[٥]
يُمكن تعزيز المُعتقدات الجيدة لدى الفرد واستبعاد المُعتقدات السيئة لديه؛ كاقتناعه بأنّه غير قادر على تجنّب الطعام ليلًا، ووجود قناعة لديه بأنّ عليه تناول الطعام ليتمكّن من النوم، مع اعتقاده بأنّ القلق المسائي لا تتمّ السيطرة عليه إلّا بالطعام، ويُشار إلى أنّ هذه المُعتقدات يُمكن السيطرة عليها من خلال إعادة الهيكلة المعرفيّة واستخدام التجارب السلوكية، إذ سينطوي ذلك على تعليمه آلية التفكير بما يُمكّن من التغلّب على الأفكار التي تراود الشخص تجاه تناول الطّعام ليلًا.[٥]
العلاجات الدوائية
تُعد الأدوية النفسية هي العلاجات الأكثر استخدامًا من بين الأدوية الأخرى في السيطرة على متلازمة الجوع الليلي إذا ما ظهرت حاجة للجوء إلى العلاجات الدوائيّة، فعلى الرغم من وجود أدلة قليلة تدعم استخدام الأدوية النفسية لعلاج اضطرابات الأكل بشكلٍ عامّ، إلّا أنّ هناك بعض الأبحاث التي دعّمت استخدام مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية؛ بما في ذلك الباروكستين، أو الفلوفوكسامين، أو السيرترالين.[٥]
العلاج الضوئي
ظهر العلاج الضوئي لأول مرة في سبيل السيطرة على الاضطرابات العاطفيّة الموسمية؛ كالاكتئاب الموسمي، ويستند هذا العلاج على أنّ متلازمة الجوع الليلي قد ترتبط باضطراب الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، وكما هو معروف فإنّ هرمون الميلاتونين يلعب دورًا في تنظيم هذه الساعة، وبالتالي فإنّ العلاج الضوئي قادر على تخفيف هذه الحالة من خلال تعديل مستويات الميلاتونين في الجسم وبالتالي تحسّن الأعراض، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ العلاج الضوئي يُساعد في تحسين أعراض الإصابة بالاكتئاب، وقد ظهرت العديد من الدراسات التي تدعم فعاليّته.[٦]المراجع[+]
- ↑ "Night eating syndrome", www.sciencedirect.com, Retrieved 02-12-2019. Edited.
- ↑ "What is night-eating syndrome?", www.medscape.com, Retrieved 02-12-2019. Edited.
- ↑ "Sleep-Related Eating Disorders", www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 02-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "What Is Night Eating Syndrome?", www.webmd.com, Retrieved 02-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Night Eating Syndrome", www.verywellmind.com, Retrieved 02-12-2019. Edited.
- ↑ "Treatment of Night Eating Syndrome", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 02-12-2019. Edited.