دعاء-الفرح
الدعاء في الإسلام
يحتاج الإنسان دائمًا إلى مَن يسمعه ويعينه، وخير معينٍ للإنسان هو الله، وقد أرشد الله عباده إلى طريق مناجاته وهو الدّعاء، كما عدّها من أعظم العبادات، حيث قال تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚإِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"،[١] ولا خيبةَ في الدعاء؛ فإمّا أن يستجيب الله، وإما يدفع أذىً عن عباده، وينبغي للإنسان أن يتخذ من الرسل والأنبياء مثالًا يُحتذى بتمسكهم بهذه العبادة؛ كزكريا ونوحٍ عليهما السلام، وأن يغتنمَ أوقاتِ الإجابة المُستحبّة؛ كوقت نزول المطر والأيام الفضيلة وغير ذلك ممّا ورد ذكره، ولا بدّ من الإلحاح في الدعاء، واليقين بأنّ الله سيستجيب، وسيخصص المقال حديثه عن دعاء الفرح.[٢]
دعاء الفرح
مما لا يسع جهله في هذا المقام أنّه لم يرد ذكرُ دعاءٍ للفرح بشكلٍ مخصوص؛ لا في كتابٍ الله ولا في سنة رسوله، على أنّ العاقل يتوخى من القرائن والأشباه ما يمكن أن يسقطه على نفسه ويقيس به حالته التي يكون عليها، ومثلُ هذا في الشرع كثير؛ لا سيّما إذا ما استصحبنا أنّ إنسانًا برأه الله على وجه هذه البسيطة ثم تركه هكذا دون ابتلاءٍ، فما ذلك إلا محضُ وهم، فالدعاءُ كان وما يزال بابًا يلجُ منه العبد إلى مولاه وخالقه دون وسيطٍ ولا رقيب، وما إن يوقن العبد بالإجابة حتى يُتمّ أحد أهمّ شروط الدعاء، فإن تحققت غايته فنعمّا هي، وإلّا فقد كسب مثوبة الدعاء والتوكل واحتساب الأمر كلّه عند الله، وقد وردت بعض الأدعية التي يُمكن للمسلم أن يدعوَ بها، أو أن يحذو بالتضرّع حذوها، علّها تكون مظنة استجابةٍ، وتفريجٍ للهموم والكربات وتضييق الأنفس، وفيما يأتي بيان ذلك:[٣]
- "اللّهم يا فاطر السماوات والأرض ويا عالم الغيب والشهادة، أسألك ربي أن تشرح صدري وتغفر ذنبي، اللهم إني أسألك بأنك أنت الله مالك الملك وأنك على كل شيءٍ قدير، أن تفرّج همّي وكربي يا رب".
- "اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شرّ ما استعاذ منه عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ أو عمل، وأسالك أن تجعل كل قضاءٍ قضيتَه لي خيراً".
- "ربِّ امنحني من سَعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس ما يعينني على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرّة عيني".
أسباب السعادة في الإسلام
وليس الأمرُ مقتصرًا على دعاء الفرح؛ بل هنالك أسبابٌ عديدةٌ تجعل من المسلم إنسانًا سعيدًا، ولكن لا بدّ من السّعي وراء هذه الأسباب لتحقيقها، والتنعّم بما فيها من خيرٍ في الدنيا وما تسبغه على المسلم في الحياة الآخرة، ومن بين هذه الأسباب:[٤]
- الدّعاء: كما ورد الحديث عنه مُسبقًا.
- الإخلاص: بأن يجعلَ مُبتغى عباداته وأعماله كلها خالصةً لوجه الله، فلا ينتظر من أحدٍ جزاءً ولا شكورًا.
- التفكّر بنعم الله تعالى: على المسلم أن يحصيَ دائمًا ما يحيط به من نعمٍ، وليس العكس، وسيجد أن نعم الله عليه لا تعدُّ ولا تُحصى، وسيجد نفسه أفضل بكثيرٍ من غيره، وكما قال الله تعالى في كتابه: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}.[٥]
- الأعمال الصالحة: وغير ذلك الكثير من الأسباب كالصبر.
المراجع[+]
- ↑ سورة غافر، آية: 60.
- ↑ "الدعاء عبادة منسية "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "دعاء الفرح والسعادة (أدعية لانشراح الصدر)"، www.muhtwa.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "علاج الهم والحزن في ضوء الكتاب والسنة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 34.
