تعريف-تنظيم-الأسرة
الزواج
إن الزواج نعمة من النعم التي أنعمها الله تعالى على الأشخاص، لصون نفسهم من كل حرام، بالإضافة إلى زيادة النسل وتعمير الأرض، ومهما تشددت الظروف المعيشية فإن مصير كل إنسان في النهاية التفكير بالزواج، فالرجل بحاجة المرأة والعكس أيضًا، فكل إنسان يحتاج من يعينه في هذا الحياة ويقف إلى جانبه، لكن في الآونة الاخيرة هناك نسبة كبيرة من الرجال عازفين عن الزواج، وذلك بسبب غلاء المعيشية والظروف الصعبة، فالزواج نهايته الإنجاب، وكل طفل يجب أن يحظى بالحياة الكريمة، لذلك؛ خُصِّصَ هذا المقال لتوضيح تعريف تنظيم الأسرة، وحكم تحديد النسل في الإسلام.[١]
تعريف تنظيم الأسرة
إن تعريف تنظيم الأسرة يتضمن: "استعمال وسائل معروفة لا يراد من استعمالها إحداث العقم أو القضاء على وظيفة جهاز التناسل، بل يراد بذلك الوقوف عن الحمل فترة من الزمن لمصلحة ما يراها الزوجان، أو من يثقان به من أهل الخبرة"، ويتضح من خلال تعريف تنظيم الأسرة أنه من الممكن إيقاف الإنجاب لفترة زمنية معينة، بشرط أن يكون هذا الإيقاف مقرونًا بمصلحة مشروعة لأحد الزوجان، مع الحرص على أخذ رأي أحد العلماء أو دائرة الإفتاء في الدولة، ويجب أن تكون الوسائل المستخدمة لإيقاف الحمل لفترة معينة من الزمن مشروعة، فلا يجوز استخدام أي أدوية من شأنها أن تؤدي إلى العقم أو القضاء على وظيفة الجهاز التناسلي بالكامل، ومن الواجب عدم استخدام أي علاج إلاّ تحت إشراف طبيب مختص.[٢]
حكم تحديد النسل
إن تحديد النسل خوفًا من ضيق الرزق والفقر لا يجوز؛ وذلك لأن الله تعالى هو موزع الأرزاق والنعم، وما من مولود يولد إلا ورزقه معه، فكل طفل يأتي إلى هذه الحياة يكون مقدر له أجله ورزقه، قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[٣]، فقتل الأطفال أو تحديد النسل خوفًا من الفقر فيه من فعل الجاهلية الذين كانوا يقتلون أولادهم خوفًا من الفقر، وهذا مُحرم شرعًا؛ لأنه لا يجوز قتل أي نفس قدر الله تعالى لها أن تُخلق، وبالتالي إن كان القتل أو التحديد لا يجوز ذلك لأن العلة واحدة، وهي الخوف من الفقر وعدم القدرة على تأدية المتطلبات المعيشية، لكن هذا فيه إساءة ظن لله تعالى الذي جعل جميع الأرزاق بيده، فسبحانه يرزق من يشاء بغير حساب.[٤]
وبالتالي يجب على كل زوج وزوجة إحسان الظن بالله تعالى وعدم جعل الخوف والهواجس تطرق إلى النفس، فلا يعلم أي إنسان ما يخبئه الله تعالى له من أرزاق، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[٥]، لكن إن كان التنظيم أو تأخير الحمل من أجل دواعي صحية متعلقة بالمراة، كأن تكون لا تتحمل الحمل أو الولادة في ظروفٍ خاصة، أو أنها تعاني من أمراض مزمنة، ففي هذه الحالة من الممكن أخذ أدوية تحت إشراف الطبيب تمنع الحمل مؤقتًا إلى حين زوال الحالة التي أجلت المرأة حملها بسببها، وهذا يكون علته من باب الوقاية والعلاج، وليس من باب تحديد النسل أو تأخيره خشيةً من الفقر.[٤]المراجع[+]
- ↑ "الزواج.. الأهداف والفوائد"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "تنظيم النسل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 151.
- ^ أ ب "حكم تنظيم النسل بسبب قلة الدخل"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 216.