سؤال وجواب

حكم-عن-الصمت


الصمت

يُعدُّ الصمت أحد أهمّ وسائل التعبير عن الذات، فهو من أساليب التعبير الانفعاليّ والعاطفيّ والوجداني، ويعني الصمت عدم الحديث لفترةٍ من الزمن، أو تأجيل الحديث إلى وقت مناسب يكون فيه الحديث أفضل من السكوت، وعادة ما يتم قرنُ الصمت بالحكمة، وبعضهم يقرنه بوجود سمة الغموض في الشخصية الصامتة، وهذا كان سببًا في وجود حكم عن الصمت كُتبَت من قبل العديدِ من المُفكرين والكُتاب، فالصمت له العديد من الأهداف والاستخدامات المتنوّعة، والتي يسعى الإنسان إلى الوصول إليها من خلال عدم الحديث، وفي هذا المقال سيتم ذكر حكم عن الصمت.

حكم عن الصمت

هناك حكم الصمت وردتْ على لسان العديدِ الأشخاص بما فيهم بعضُ الصحابة -رضوان الله عليهم-، والذين اتّخذوا من الكتابة وسيلةً للتعبير عن أهميّة الصمت، وأثر قلّة الكلام على تكوين الشخصية الحكيمة، كما تحدث بعضهم في هذه الحكم عن دور الصمتِ في الإخبار عمّا لا يستطيع الكلامُ الإخبار عنه، وفيما يأتي حكم عن الصمت منسوبة إلى قائليها:

  • أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: أخذ بطرف لسانه وقال: "هذا الذي أوردني الموارد".
  • عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: بكثرة الصمت تكون الهيبة، وقوله: أفضل العبادة الصمت، وانتظار الفرج.
  • أبو الدرداء -رضي الله عنه-: تعلموا الصمت كما تعلمون الكلام، فإنَّ الصمت حلم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلّم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكًا من غير عجب، ولا مشَّاءً إلى غير أرب.
  • أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أربعٌ لا يصبن إلا بعجب: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع، وذكر الله، وقلة الشيء.
  • وهيب بن الورد: الحكمة عشرة أجزاء: فتسعة منها في الصمت، والعاشرة عزلة الناس.
  • عبد الله بن أبي زكريا: عالجت الصمت اثنتي عشرة سنةً، فما بلغت منه ما كنت أرجو، وتخوفت منه فتكلمت.
  • باروخ سبينوزا: لو كان للبشر نفس الرغبة في الصمت، مثل رغبتهم في التحدث لكان العالم مكان أجمل.
  • غسان كنفاني: لقد بدا بائسًا ومحطمًا ومثقلا، وكان بعيدًا أيضًا عن الطريق، والليل يتسرب من حوله دون أن يدري! وددت لو أستطيع أن أقول له شيئًا، إلا إنَّ الصمت هو قدري، وكان متعبًا بلا شك، ملقى في هذه الهوة من العتمة معذبًا ومطعونًا دون كلمة واحدة، دون كلمة واحدة.
  • أوشو: ‏الشهوة هي انفعال بينما الحب هو العطر الناتج عن الصمت، عن الطمأنينة، عن القلب التأملي، لا علاقة للحب بأي من القضايا الكيميائية أو الهرمونية.
  • الطاهر بن جلون: ردّد في سرِّك إن الصمت مُريحٌ لك وللآخرين، وبخاصةٍ الآخرين.
  • هيرتا مولر: حين تصمت، يصعب عليك أن تكذب، لذلك، يتمّ الارتياب في الصمت، أكثر من الكذب.
  • نجيب محفوظ: قد يصنع الصمت ما لا يصنعه الكلام، وقد يعالج البعد أمورًا لم يستطع القرب علاجها.
  • لودفيج فان بيتهوفن: احتفظ بأسراركَ بعيدا حتى عن أعين أصدقائك؛ وتعلم الصمت.
  • أحمد مازن الشقيري: قد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأنّ الصمت أقوى من أي كلام.
  • غادة السمان: ارتدي قناع الصمت، وعباءة الريح الغامضة، ووشاح شهرزاد، وأثرثر، كي لا أقول شيئًا.
  • فروغ فرخزاد: لا تَضع على شَفتيّ قفلَ الصَّمت، ففي قَلبي قِصَّةٌ لَم تُروَ، وانزع القَيدَ الثَّقِيلَ عَن قَدمِي.
  • عبد الوهاب مطاوع: كثيرًا ما تعاملتُ مع أشخاص لا يئنّون ولا يشتكون من حياتهم أو ظروفهم الخاصة، ثم سرعان ما عرفتُ بعد اقترابي منهم أنهم حقًا لا يئنون ولكن ليس لأن حياتهم خالية مما يستحق الأنين وإنما لأنهم قد تجاوزوا مرحلة البوح والصراخ إلى مرحلة العجز عن الشكوى.
  • باتريك موديانو: إننا نعيش تحت رحمة بعض أنواع الصمت.
  • توماس بين: الصمت في بعض المواقف ليس ضعفًا، لكنه ارتقاء لم تدركه بعض العقول.
  • سلمان العودة: الصمت ليس ضعفًا، هو القوة الحقيقية في مواجهة النفس، ما يقوله الآخرون لا يضرك إلا إذا شئت.
  • سيغموند فرويد: الضغوط النفسية تغيّر الشخص من مرح إلى كتلة من الصمت.

الصمت والكلام

على الإنسان أن يوازن بين الصمت والكلام، فالصمت يُعدُّ سلاحًا ذو حدّين، ففي بعض الأحيان يصبح لزامًا على الإنسان أن يكفَّ عن الصمت، وأن لا يسكت عن حقه، فينفجر في وجه الظلم والطغيان، فالصمت قوة عندما يواجه الإنسان نفسه، ويمتنع عن الرد على السفهاء، والخوض في أعراض الناس، والمشي بالنميمة بينهم، أما في موضع الظلم فإن الصمت ضعف لا يغتفر، بل إنه يؤدي في الغالب إلى تغوُّلُ الظالم، وزيادة تجبره في الساكت عن حقّه.