سبب-نزول-سورة-المنافقون
سورة المنافقون
سورة المنافقون واحدةٌ من سور المفصَّل المدنيّة نزلتْ بعد سورة الحج وقبل سورة المجادلة، ويبلغُ عددُ آياتها إحدى عشرة آيةً، وتقعُ تلك الآيات في الرُّبعيْن الخامس والسادس من الحزبِ السادس والخمسين من الجزء الثامن والعشرين، وافتُتحتِ الآيات بالأسلوب الشرطيّ "إذا"، وترتيبُها الثالثة والستّون بحسب المصحف العثماني، وتمحورت الآيات حولَ أحوال المنافقين وصفاتهم المذمومة إلى جانب بعضِ القضايا التشريعيّة شأنها شأن باقي السُّور المدنيّة، وهذا المقال يُسلط الضوء على سورة المنافقون من أوجهٍ عدّة.
سبب تسمية سورة المنافقون
أخذتِ السورة اسمَها من ورود كلمة "المنافقون" في الآية الأولى من السورة، حيث تحدّثت الآيات عن المنافقين وأحوالهم وصفاتهم ومواقفهم المعادية للإسلام والمسلمين وللرسول -صلى الله عليه وسلم- وتلك الأوصاف ما زالت موجودةً في كلِّ من أظهر الإسلام وأخفى الكفر وكراهية الإسلام وأهله في قلبه، وقد ذكرها البخاري بهذا اللفظ في صحيحه، كما عُرفت في بعض كتبِ أهل التفسير باسم سورة المنافقين. [١][٢]
سبب نزول سورة المنافقون
اختلفَ أهلُ العلم في تحديدِ وقت نزول السورة فقيل: في غزوة تبوك، لكنّ الأرجح والأشهر أنه كان في غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق، ففي أثناء ذلك اختلف رجلان حول الماء أحدهما جهجاه بن سعيدٍ مولى عمر بن الخطاب والآخر سنان الجهني حليف بني عوفٍ من قبيلة الخزرج؛ فضرب كلٌّ منهما الآخر، ثمّ صاح جهجهاه يا للمهاجرين وصاح سنان يا للأنصار، فاجتمع إليهم الناس ووصلَ الخبر إلى عبد الله بن أبي سلولٍ رأس النفاق في المدينة، فقال: "أقَد تَداعَوا عَليْنا، لَئِن رَجَعنا إلى المَدينةِ لَيُخرِجَنَّ الأَعزُّ مِنها الأَذلَّ" [٣] ونهى عن الإنفاق حتّى يترك الناس الالتفاف حول الرسول، فأنزل الله قولَه تعالى:"هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّـهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ* يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ"[٤]. [٥]
فضل سورة المنافقون
من فضائل سورة المنافقون أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يواظبُ على قراءتِها في صلاة الجمعة في الركعة الثانية لتقريع المنافقين وفضح أمرهم وإيصال صفاتهم المذمومة إلى جميع المسلمين كي يحذروا منهم؛ فهم شرٌّ على الإسلام وأهله، وقد اقتدى الصحابة بقراءة الرسول لسورة المنافقون في صلاة الجمعة: "قُلْتُ لأبي هريرةَ: إنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ -رضوانُ اللهِ عليه إذ كان بالعراقِ يقرَأُ في صلاةِ الجمعةِ سورةَ الجمعةِ و "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ"[٦] فقال أبو هُريرةَ: كذلك كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قرَأ" [٧]، أما عدا ذلك من الأفضال التي شاعت بين الناس ككقراءة السورة قبل النوم أو لأي غرضٍ آخر فلا أصل له، فقد حقق الألباني -رحمه الله- في فضائل السورة والآيات كي يضع بين يدي المسلمين الأحاديث الصحيحة الثابتة حول فضائل السور والآيات، فلم تكن سورة المنافقون من بين تلك السور ذات فضلٍ مخصوصٍ لقراءتها كوِردٍ يوميٍّ. [٨][٩]المراجع[+]
- ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة المنافقون،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-09-2018، بتصرف
- ↑ النفاق والمنافقون،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3518، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {المنافقون: الآيتان 7-8}
- ↑ علوم القرآن أسباب النزول سورة المنافقون،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-09-2018، بتصرف
- ↑ {المنافقون: الآية 1}
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2806، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
- ↑ فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرف
- ↑ وقفات مع سورة الجمعة والمنافقون،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرف