كلمة-عن-حسن-الخلق
كلمة عن حسن الخلق
حسن الخلق من أعظم ما يتّصف به الإنسان، لأنّ الأخلاق الحسنة هي معيار التفاضل بين الناس، وهي الأساس في بناء المجتمعات الفاضلة، كما أنّ حسن الخلق دليلٌ على التربية السليمة وقوّة الوازع الديني، والدليل على أهمية حسن الخلق أن الله تعالى حين امتدح نبيَّه محمد -عليه الصلاة والسلام- وصفه بأنّه صاحب خلقٍ عظيم ولم يمدح نَسَبَه ولا ماله، فالأخلاق الحسنة هي مدعاة للفخر، وحُجّة قوية لصاحبها، ومن كان لديه خلق حسن لا يعيبه أي شيء؛ لأنّ الاخلاق الحسنة مفتاحٌ للأبواب المغلقة، وطريقٌ للسعادة والأمان، وهذا يظهر واضحًا في المجتمعات التي يتميز أفرادها بحسن أخلاقهم، وتوصف بانها مجتمعات ناجحة وفاضلة.
من فضائل حسن الخلق أنّه ينشر المحبة والألفة بين الناس، ويمنع انتشار الجرائم والفتن، ويجمع بين القلوب على الخير ويحجب الشر عنها، كما أنّ حسن الخلق من أسباب نيل رضا الله تعالى، لأنّ الله أمر عباده بالاتصاف بالأخلاق الفاضلة، ومن جملة هذه الأخلاق: الصدق والشجاعة والأمانة والإيثار وحب الخير للآخرين والحياء والكرم، وغيرها الكثير من الأخلاق التي ترفع قدر صاحبها في الدنيا والىخرة، على عكس الأخلاق السيئة التي تُسبّب انحدار المجتمع والأفراد إلى أدنى المستويات.
فطرة الإنسان السليمة التي خلقه الله عليها تدعوه دائمًا للاتصاف بالأخلاق الكريمة الطيبة، لهذا تقع مسؤولية غرس الأخلاق الحسنة في نفوس الأبناء على الآباء والأمهات، لأنّ الأخلاق بحرٌ كبير، وكلمّا تزوّد الإنسان من خير هذا البحر كان شأنه عظيمًا بين الناس، كما يجب على الإنسان أن يُحافظ على التزام طيّب الأخلاق، ويُحاول التخلص من كلّ صفة غير محببة، لأنّ الناس لا يأمنون جانب سيء الخلق، ويبتعدون عنه قدر الإمكان، فسيء الخلق يجلب السمعة السيئة لصاحبه ويجرّه إلى المهالك، ويجعله مكروهًا بين الناس.
يجبُ على كلّ شخص أن يتخذ في حياته قدوة حسنة يتصف بأخلاقها الطيبة بحيث تكون هذه القدوة مشهودًا لها بالخير والصلاح وحسن الخلق، وما من قدوة أعظم من رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، ومن صفات حسن الخلق أن يكفّ الإنسان لسانه عن أعراض الناس، وأن لا يستغب أحدًا ولا يمشي في النميمة، وألّا ينطق إلا بخير، وأن يُساعد الناس قدر الإمكان ويُدخل السعادة إلى قلوبهم، وأن يقضي حاجاتهم، وأن يُصلح بينهم، وألّا يقرب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالأخلاق تكاملية، لذلك يجب أن يلتزم الإنسان بها كلّها وألّا يُغفل أي خلقٍ حسن، وألّا يستهينَ بتطبيقه.