تأملات في سورة الزمر
سورة الزمر
سورة الزمر هي السورة التاسعة والثلاثون بحسب ترتيب سور القراَن الكريم البالغ عددها مائةً وأربعة عشر سورة، تسبقها سورة ص وتليها سورة غافر، وهي السورة التاسعة والخمسون في ترتيب نزول السور على النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، نزلت بعد سورة سبأ وقبل الهجرة إلى الحبشة، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على ما جاء من تأملات في سورة الزمر.[١]
تأملات في سورة الزمر
نظرًا لكون سورة الزمر من السور الطويلة نسبيًّا سيتم الحديث عمّا جاء من تأملات في سورة الزمر في بعض آياتها وهي قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا}،[٢]وقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}،[٣]فالسؤال هنا عن الفرق بين وصف دخول الكفار إلى النار ودخول المؤمنين إلى الجنة والفرق بينهما حرف واحد غيّر معنى الآيتين وهو حرف "الواو"، ففي وصف دخول الكفار قال تعالى: "حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها" وفي دخول المؤمنين الجنة قال: "حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها".[٤]
فعند دراسة تأملات في سورة الزمر يُلاحظ أنّ الفارق بين الآيتين هو أن جهنم هي كالسجن أبوابها مقفلة لا تفتح إلا لداخلٍ أو خارج فالأصل أن تكون الأبواب مغلقة ولا تفتح إلا لإدخال العصاة إليها، وفي هذا الوصف تهويل ومفاجأة للكفار الذي يساقون ثم فجأة وهم لا يدرون أين يذهبون تفتح أبوب النار فيُفاجؤوا ويصابوا بالهلع، أمّا في حال المؤمنين فالجنة أبوابها مفتوحة على الدوام وأهلها يتنقلون فيها من مكان لآخر في يسر وسرور وهم في طريقهم إليها يرونها من بعيد فيسعدون ويسرّون بالجزاء والنعيم الذي ينتظرهم.[٤]
ويرى أهل التفسير البياني في تأملات في سورة الزمر أنّه ومن الناحية البيانية فإن جواب الشرط "إذا جاؤوها" عندما ذكر جهنّم هو: "فتحت أبوابها"، أما في حال الجنة فلا يوجد جواب للشرط "والواو" كانت واو عطفٍ على "فتحت" فهو لم يذكر جوابًا للشرط لأنه يضيق على المرء ذكر النعمة التي سيجدها في الجنة فكل ما يقال في اللغة العربية يضيق بوصف ما في الجنة، والجواب يكون في الجنة نفسها يوم القيامة، والله تعالى أعلم.[٤]
أنواع الشرك
يُقسَم الشِّرك إلى نوعين رئيسين وهما الشِّرك الأكبر والأصغر، ويُقسم كلُّ نوعٍ منهما إلى أنواعٍ عدة بحسب درجة الشرك وطبيعته ونوعه، وأنواع الشرك التي ميّزها أهل العلم هي على النحو الآتي:[٥]
الشرك الأكبر
هذا النوع من أنواع الشرك هو الأعظم لما يترتّب عليه من نتيجة ربما توصل المرء إلى النار -والعياذ بالله-، ويُقسم هذا النوع من الشرك إلى عدّة أنواعٍ بحسب طبيعة الشرك المُندَرج تحته، وهي كما يأتي:[٥]
- شركٌ في الربوبيّة: هو أن يعتقد المرء بأن هناك شريكًا لله -سبحانه وتعالى-، مُتصرِّفًا في الكون بالخلق والإنشاء والإيجاد والتدبير، وقد ادّعى فرعون ذلك لنفسه.
- الشرك في الألوهيّة: وهو أن يصرف المرء عبادته أو شيئًا منها لغير الله -سبحانه وتعالى-، فيجعل في تلك العبادة تقرُّبًا من ذلك الشريك، ومثال ذلك عبادة الأصنام والأوثان والالتجاء بالقبور والتوَّسُّل بأصحابها.
- الشرك في الأسماء والصفات: وهو أن يعتقد المرء أن هناك من البشر أو الخلق مُتَّصفٌ بصفات الله -عزّ وجلّ- أو واحدةٍ منها، وأنّ اتّصاف ذلك الشخص أو الشيء بتلك الصفة هو كاتِّصاف الله بها، وهو كمن يعتقد أن أحد الخلق يعلم الغيب مثل علم الله -عز وجلَّ-.
الشرك الأصغر
وهذا النوع من الشِّرك هو أقل من الشرك الأكبر في الدرجة، حيث إنَّ الأول يخرج من الملَّة ويوجب العقوبة على من يعتقد بشيءٍ منه، أما هذا النوع فهو شركٌ أدنى يوجب استحقاق صاحبه للذنب واعتباره من أهل المعاصي، لكنّه لا يخرجه من الملَّة، وأنواع الشرك الأصغر هي كما يأتي:[٥]
- الحلف بغير الله: فإن بعض المسلمين يلجأ من غير قصدٍ أو اعتقادٍ بمنزلة المحلوف به إلى الحلف بغير الله من الخلق، فهو لا يريد بذلك تعظيم المحلوف به لإيصاله إلى درجات الكمال، لكنّه يريد بحلفه إعطاء اليمين صبغةً أقوى ظنًّا منه أنّ الناس ربما يُصدِّقونه بذلك.
- الرياء: وهو أن يقصد العبد بما يقوم به من الطاعات والعبادات عَرَض الدنيا، فيقصد من ذلك تحصيل جاهٍ عند ذي سلطان، أو نيل منزلةٍ رفيعةٍ أو درجةٍ عالية.
المراجع[+]
- ↑ "مقاصد سورة الزمر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية: 71.
- ↑ سورة الزمر، آية: 73.
- ^ أ ب ت "لمسات بيانية - قال الله تعالى : حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "ما هي حقيقة الشرك ، وما هي أقسامه؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 24-07-2019. بتصرّف.