سؤال وجواب

من-هو-شاعر-القطرين


شعراء المهجر

يمكن تعريف شعراء المهجر على أنَّهم شعراء عرب أغلبُهم من بلاد الشام، تحديدًا من لبنان، أُطلق عليهم اسم شعراء المهجر لأنَّهم هاجروا من بلادِهم وكتبوا شعرَهم في الأماكن التي هاجروا إليها، ويرجع كون أغلبهم من لبنان بسبب الهجرة الكبيرة التي شهدها لبنان إلى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، ويقسم شعراء المهجر إلى شعراء المهجر الشمالي والجنوبي، ولعلَّ أشهر شعراء المهجر هم: إيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وغيرهم، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن أحد شعراء المهجر وهو الشاعر خليل مطران من حيث أسلوبِهِ الشعري وأشهر قصائده.

نبذة عن خليل مطران

هو شاعر عربي لبناني مصريٌّ، واسمه خليل بن عبده بن يوسف مطران، ولد عام 1871 في بعلبك في لبنان، وهو مسيحي تعلّم في المدرسة البطريريكية في بيروت، وتعلّم الأدب واللغة والبلاغة على يد الأخوين إبراهيم وخليل اليازجي، كانَ خليل مطران مهتمًّا بأشعار الغربيين، ومُـطَّلعًا على كثير من تجاربهم، بدأت حياتُهُ مع الهجرة بهجرتِهِ إلى باريس؛ فأصبح نتاجُ الأدباء الغربيين محطَّ اهتمامِهِ بعد هجرتِهِ.

لُقِّب باسم شاعر القطرين والمقصود بالقطرين لبنان ومصر؛ لأنّه تنقّل بينهما كثيرًا فكان منتميًا للبلدين معًا بالروح الوطنية ذاتها التي يحملها في قلبِهِ، شبَّهَهُ النقّاد بالأخطل، فكانَ شاعرًا مثقّفًا، يُشهد له بالعلم والمعرفة، خاصّة في الأدبين العربي والفرنسي، وكان خليل مطران رقيق الطبع، مرهف الحسِّ، وكانت هذه الرِّقة واضحةً في كلماتِهِ وأدبِهِ وضوحَ الشمس، وكانَ مطران أحد دعاة التجديد في الشعر العربي، فكانَ من أوائل من سعى إلى إخراجِ الشعر العربي من بداوتِهِ ونقلِهِ من خيمتِهِ الجاهلية إلى حياة المدن والحضارة الحديثة، وقد تُوفّي خليل مطران في القاهرة عام 1949 متأثرًا بمرضِهِ الشديد، فكانت مصر حاضنة لبداية حياتِهِ الأدبية ونهايتها. [١]

الأسلوب الشعري عند خليل مطران

بعدما ما وردَ من نبذة عن حياة الشاعر خليل مطران، لا بدَّ من المرور بتجربتِهِ الشعرية والتعرّف عليها، خاصّة وأنَّه عُدَّ من الشعراء الفحول في عصرِهِ، حتّى لقّبَهُ النقاد بالأخطل، ومن الجدير بالذكر عند الحديث عن تجربة خليل مطران الشعرية أنّه كانَ من روادِ حركة التجديد في الشعر العربي، فكانَ أحد الخارجين من خيمة الشعر العربي المتشبِّثِ بالكلاسيكية العربية على صعيد اللفظ والصورة إلى الشعر العربي الذي يناسب العصر الحديث الذي يُكتب بهِ، عصر الحضارة والحياة الحديثة التي لم يعرفها الشعراء العرب القدماء.

وقد تميّز شعر مطران بالحس العالي، وهذا ما عكس شخصيتَهُ وطبعه المرهف، وإلى جانب كلِّ هذا كانَ مطران رائدًا من روّاد النثر وأحد مخلّصي النثر من أساليبه القديمة، وبالنظر إلى سير تجربته الأدبية يتبين أنّه كانَ يتعرّض لأغراض الشعر المعروفة المتمثلة في الرثاء والمديح والغزل وغير ذلك إلّا أنّه اتّخذ الرومانسية التي استمدّها من الأدب الفرنسي طريقًا له، وكان واسعَ الخيال، نقيَّ الإيقاع، هادئَ اللفظ، فكانَ له تأثير كبير في تجارب الشعراء المعاصرين له. [٢]

أشهر قصائد خليل مطران

بعد ما وردَ من معلومات عن الشاعر خليل مطران، لا بدَّ من عرض بعض قصائدهِ الشعرية التي تعكس تجربتَهُ الناضجة أدبيًا وفكريًّا، ومما كتبَ مطران: [٣]

  • قال في إحدى قصائده:

دَعَوْتُمُونِي وَبِي مَا بِي مِنَ الْوَصَبِ              وَهلْ دَعَا وَاجِبٌ قَبْلاً وَلَمْ أَجِبِ

فَإِنْ أَقْصُرْ وَأَرْجُ الْيَوْمَ مَعْذَرَةً                       فَالْوِدُّ يَحْفُزُنِي والجِهْدُ يَقْعُدُ بِي

يَا عُصْبَةَ الْخَيْرِ مَا زِلْتُمْ كَعَهْدِكُمُ                  تَقْضُونَ حَقَّ أَولى الإِحْسَانِ عَنْ كَثَبِ

اليومَ يُكَرمُ حُرٌّ شَدَّ إزْرَكُمُ                         بِمَا ابْتَغَيْتُمْ لِنِفْعِ الْنَّاسِ مِنْ أَرَبِ

إِنَّ الضِّعَافَ أَمَانَاتٌ يُوَكِّلُنَا                          بِهَا القَضَاءُ ومَنْ يَرْأَفُ بِهِمْ يَثِبِ

نَجِيْبُ أَدْرَكْتَ أَوْجاً لَيْسَ يُدْرِكُهُ                   غَيْرُ الْفُحُول مِنَ الصُيَّابَةِ النُجُبِ

أَلَمْ تَكُنْ فِي ثِقَاتِ الطُّبِّ مَفْخَرَةً                لِمِصْرَ بَيْنَ ثِقَاتِ الْعَجْمِ وَالعَرَبِ

لاَ بِدْعَ أَنْ تَرْفَعَ الأَوْطَانُ قَدْرَ فَتىً                أَفْعَالُهُ بِالنَّدَى مَوْصُولَةُ السَّبَبِ

يَزْهُو النَّبُوغُ بِمَا حَقَّقْتَ مِنْ أَمَلٍ                 قَبْلَ الأَوَانِ وَمَا آثِلْتَ مِنْ حَسَبِ

وَمَا تَبَوَّأْتَ مِنْ عَلْيَاءَ مَنْزِلَةٍ                      زَادَتْ سَنَى الشَّرَفِ الوَضَّاحِ وَالنَّسَبِ

  • وقال أيضًا:

دُرْ فِي سَمَائِكَ يَا قَضَاءُ فَإِنْ يَثُرْ                     بكَ عِثْيَرٌ فَقَرَارُهُ فِي لَحْدِهِ

مَنْ يَبْتَغِي الشَّمْسَ المُنِيرَةَ بِالأَذَى               تَرْأَفْ بِهِ مَهْمَا يَضِلُّ وَتَهْدِهِ

إِنْ يَرْمِكَ الشَّاكِي بِحِقْدٍ عِنْدَهُ                      فَاسْلَمْ وَلا تَبْلُغْكَ رَمْيَةُ حِقْدِهِ

مَنْ زَيَّفَ الأَحْكَامَ لَمْ يَكُ نَاقِماً                        بَلْ نَاقِداً فَلْيُبْدِ حُجَّةَ نَقْدِهِ

مَا قِيمَةُ القَوْلِ الجُزَافِ فَإِنَّهُ                          مَهْمَا يَخَلْهُ مُجْدِياً لَمْ يُجْدِهِ

يَا كَائِلاً فِي غَيْرِ كَيْلٍ لَمْ يُصِبْ                        مِمَّا يُرَجِّي غَيْرَ خَيْبَةِ قَصْدِهِ

  • وقال في قصيدة أخرى:

هذه الروض التي تبدي حلاها               والأزاهير التي تهدي شذاها

والشوادي بأغاريد المنى                      تملأ الأسماع أُنْساً بغِناها 

والسَّواقي عذَّبتْ أدمُعَها                      وحلا في مشربِ النفس بكاها

والصناعات البديعات التي                      زانَتِ الدار وأعلتْ محتواها

نعمٌ دامَتْ على أربعكم                        ورَعَتْ من حل فيها ورعاها 

المراجع[+]

  1. الشاعر خليل مطران, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 23-10-2018، بتصرّف
  2. خليل مطران, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 23-10-2018، بتصرّف
  3. الشعر الفصيح: ديوان خليل مطران, ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 23-10-2018، بتصرّف