فضل-سورة-الشورى

سورة الشورى
سورة الشورى أو سورة حم عسق واحدةٌ من مثاني السور المكيّة بإجماع جمهور العلماء مع استثناء بعض الآيات عند بعض العلماء منهم قتادة وابن عباس، نزلت السورة على الرسول الكريم قبل سورة إبراهيم وبعد سورة الكهف وتُعدّ السورة التاسعة والستين في ترتيب النزول والسورة الثانية والأربعين في ترتيب سور المصحف العثمانيّ، وتقع آياتها البالغ عددها ثلاثًا وخمسين آيةً في الأرباع الأربعة الأولى من الحزب التاسع والأربعين من الجزء الخامس والعشرين، وقد افتتحت السورة آياتها بالحروف المقطعة "حم عسق" للدلالة على الإعجاز القرآني، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة الشورى.
مضامين سورة الشورى
تمحورت آيات سورة الشورى حول مواضيع السور المكيّة بصورةٍ عامّةٍ، والتي تُعنى بأمور العقيدة الإسلاميّة كالبعث والحساب والجزاء ووحدانية الله والرسالة وأركان الإيمان، وقد افتتحت السورة آياتها بالحروف الهجائية المقطعة للتدليل على أنّ القرآن كلامٌ من عند الله تعالى، كما تضمنت السورة: [١]
- استهجان المخلوقات من قول المشركين بأنّ الله له ولدًا وذرية واتباع ما وجدوا عليه آبائهم وأسلافهم في حين ينشغل الملأ الأعلى بالذِّكر والتسبيح.
- التأكيد على امتداد ملك الله لكل ما في السماوات والأرض، وأنّ الرزق بيده وحده.
- التأكيد على حقيقة الأديان السماوية وأنّ جميع شرائع الأنبياء واحدةٌ وأنّ لا دين بعد الإسلام.
- الإتيان على ذِكر المكذبين بالقرآن من المشركين وغيرهم وكذلك المكذبين بالأمور الغيبية كالبعث والجزاء وأهوال يوم القيامة.
- التأكيد على تفرُّد الله بالخلق وتصريف الأمور مع استعراضٍ لنِعم الله على الناس كتسخير البحر وغيرها.
- عرض مقارنةٍ بين المؤمنين والمستكبرين تتمثل في الصفات والأحوال يوم القيامة والجزاء.
- اختتام السورة بما بدأت به وهو الحديث عن الوحي والقرآن.
فضل سورة الشورى
من فضل سورة الشورى أنها واحدةٌ من سبع سُورٍ التي تسمّى بحواميم القرآن الكريم أو آل "حم" أي السور المُفتتحة بالحروف الهجائية المقطعة "حم" وتبدأ بسورة غافر وتنتهي بسورة الأحقاف، وقد قال عبد الله بن مسعود في فضل سورة الشورى وأخواتها أنّها ديباج القرآن وكان -رضي الله عنه- يتأنق فيهنّ أي يعطيهنّ حقهنّ في القراءة والتلاوة والتدبر والتأمل، كما قال في فضل سورة الشورى وأخواتها الحواميم ابن عباس ووصفها بلباب القرآن، ومن فضل سورة الشورى أنها حملت اسم أعظم الصفات التي يمتاز بها القائد للأمة أو للجماعة أو للأُسرة أو لأي جمعٍ من الناس قلّ أو كثُر ألا وهي صفة الشورى والتشاور بين الناس في إطار المجموعة الواحدة. [٢]
الشورى في الإسلام
قال تعالى:"وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ"[٣] جاءت كلمة الشورى في الآية الكريمة لتكون سببًا في تسمية السورة باسم الشورى في إيماءةً واضحةً إلى مكانة وأهمية الشورى في الإسلام، فكانت هذه صفة قائد الأمة -عليه الصلاة والسلام- والتي غرسها في أُمته كي تكون من أبرز صفات الأمة القائدة لغيرها من الأمم فلا ينفرد شخصٌ برأيه مهما علا قدره ومكانته وعلمه وعمله بل يجب أخذ رأي من وُصف برجاحة العقل وحُسن التفكير وسرعة البديهة والنُّصح للإسلام والمسلمين وكمال الدِّين في أي مسألةٍ تعترض الأمة.
وقد برهَنَ الرسول الكريم على ذلك عمليًّا في أكثر من موقفٍ في حياتِه ومنها: التشاور مع أصحابه -رضوان الله عليهم- في الخروج إلى غزوة بدرٍ وموافقة الصحابة على ذلك، وقال المقداد بن الأسود: "امضِ ونحن معك"، كما أخذ الرسول بمشورة الحُباب بن المنذر في مكان النزول استعدادًا للمعركة وكان رأيًّا موفقًا بحيث منعوا قريشًا من الوصول إلى آبار الماء مما عجل في هزيمتهم، كما أخذ الرسول الكريم برأي أبي بكرٍ الصِّديق بشأن أسرى بدرٍ القائم على العفو والفِداء. [٤][٥]المراجع[+]
- ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة الشورى،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-10-2018، بتصرف
- ↑ تفسير القرآن تفسير ابن كثير سورة غافر،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-10-2018، بتصرف
- ↑ {الشورى: الآية 38}
- ↑ سورة الشورى في سؤال وجواب،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-10-2018، بتصرف
- ↑ الشورى،, "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-10-2018، بتصرف