سؤال وجواب

قصة-جحا-والحمار


قصة جحا والحمار

قصة جحا والحمار من القصص التي يرويها جميع الناس، فقد كان جحا رجلًا فطِنًا، يَعرف كيف يُخرج نفسه من المآزق، على الرّغم من أنّه كان يتصرّف بحماقة في كثيرٍ من الأحيان، كما كان يتصرّف أحيانًا بطريقة مضحكة مثيرة للسخرية، ولهذا ظلّت قصة جحا ومغامراته الكثيرة محفورةّ في أذهان الجميع، وفي مرة من المرات، حدثت قصة جحا مع حميره العشرة، وهي من القصص التي تُبيّن حماقة جحا وقصر نظره في تقدير الأمور، حيث كان لجحا عشرة حمير بألوانٍ مختلفة وأحجامٍ متباينة، وكانت حمير جحا مشهورة في جميع أنحاء مدينته؛ لأنّه كان يُحافظ عليها كثيرًا مثلما يُحافظ على أبنائه، وكان يُعطي لكل حمارٍ من هذه الحمير اسما خاصًّا به.

في كلّ أسبوع، كان جحا يذهب مع حميرة العشرة خارج المدينة، ويأخذ في نزهة إلى البراري، وكان في كل لحظة يعدّ حميره ليتأكد من أنها عشرة حمير لم تنقص حمارًا واحدًا، لأنه كان يخشى على ضياع واحدٍ منها أو أكثر، وكانَ حرصه على حميره ظاهرًا كثيرًا ومعروفًا بين الناس، حتى أنّ جحا لم يكن يُكلّف حميره بأي عملٍ مهما كان، بل كان يُدلّلها ويجلب لها الماء والشعير وهي مرتاحة في الشمس، ويُقال أنّ ابن جحا قال له يومًا: تمنيتُ لو أنّك تُدللني مثلما تُدلل حميرك العشرة!

في إحدى المرّات التي كان جحا يأخذ فيها حميره العشرة في نزهة، ويعدّ حميره كل لحظة كي يتأكد من عددها، أحسّ جحا بألمٍ في قدميه وهو عائدٌ من نزهته مع حميره، فما كان منه إلا أن ركب على أحد الحمير كي يرتاح قليلًا، فتذكر وهو على ظهر حماره أنّه يجب أن يتأكد من عددها، فأخذ يعدّها وفي كل مرة ينسى أن يعدّ الحمار الذي يركب عليه، فيجد أن عدد حميره تسعة وليس عشرة، فأُصيب جحا بالهلع والخوف خشية أن يكون قد فقد أحد حميره العشرة، فنزل عن ظهر حماره وأعاد عدّ حميره من جديد، فوجد أنّها عادت عشرة!، وتكرّرت هذه معه، فكان يركب وينزل ويُعيد العد، واكتشف جحا أن عدد حميره عشره دون أن يكون راكبًا على واحدٍ منها، وبمجرّد أن يركب على أحدها تُصبح تسعة!

عندَ عودة جحا وحميره العشرة إلى المدينة، سأله أحد أبناء مدينته، لماذا يا جحا لا تركب على أحد حميرك كي ترتاح، فأجابه جحا: أن أمشي ويكون عندي عشرة حمير، أحبّ إلى قلبي من أن أمشي وتنقص حميري واحدًا!، فتعجّبَ الرجل من حماقة جحا، وبهذا أصبحت قصة جحا مع حميره مضربًا في المثل في الحمق وقصر النظر، ويُستفاد من قصة جحا مع حميره أيضًا كيف أنّ الطمع يجعل الإنسان أكثر تعبًا وحمقًا، تمامًا مثلما حدث في قصة جحا عندما نزل عن حماره ظنًّا منه أنه سيخسره إن ركب عليه!