من أول من أنشأ نظام الدواوين

نشأة نظام الدواوين

لم يُعرف منذ عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وعهد أبي بكر -رضي الله عنه- شيءٌ يسمّى بالدواوين، ولكن كان يعرف ما يسمى ببيت مال المسلمين، وبقي ذلك في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، إلى أن أنشِئ أول ديوان في عام 15 هـ، وكلمة ديوان ذات أصل فارسي وتعني: موضعٌ لحفظ ما يتعلَّق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمَّال، وكان أول ديوان هو ديوان الجند، ومن ثم ديوان الخراج والذي كان مسؤولًا عن جباية الضرائب والمستحقّات من بلاد الشام وفارس ومصر والعراق، وتاليًا ستتم الإجابة عن سؤال: من أول من أنشأ نظام الدواوين.^[١]

من أول من أنشأ نظام الدواوين

كان سيّدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حريصًا على مصلحة الرعيّة، ودقيق العدل بينهم، فقد كانت أول ثلاث سنوات في حكمه عبارة عن غزوات تقليدية، ومن ثم يرفع الخمس للخليفة وبعدها تقسم الغنائم بالتساوي بين القبائل المقاتلة، ولهذا لم تكن هناك حاجة إلى القيام بتأسيس نظامٍ لتوزيع وإدارة الفيء المكتسب والأموال المغنومة، ولكن بعد فتح البلاد الفارسية والبيزنطية كثرت الأموال وتنامت تناميًا شديدًا، فيقول الماورديُّ: "واختلف الناس في سبب وضعه له، فقال قومٌ: سببه أنَّ أبا هريرة -رضي الله عنه- قدم عليه بمالٍ من البحرين، فقال له عمر -رضي الله عنه-: ماذا جئت به، فقال: خمسمائة ألف درهم، فاستكثره عمر، فقال: أتدري ما تقول! قال: نعم مائة ألفٍ خمس مرَّات، فقال عمر: أطيِّبٌ هو، فقال: لا أدري، فصعد عمر -رضي الله عنه- المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيُّها الناس قد جاءنا مالٌ كثيرٌ، فإن شئتم كلنا لكم كيلًا، وإن شئتم عددنا لكم عدًّا، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين قد رأيت الأعاجم يُدوِّنون ديوانًا لهم فدوِّن أنت لنا ديوانًا"^[٢]

والواضح أنَّ توزيع الأموال في المدينة كان يزداد صعوبةً مع تنامي حجم هذه الأموال المتدفِّقة، وتطور نظام الدواوين في العهدين، الأموي والعباسي، إذ كانت كلّ الدواوين -سوى ديوان الجيش- غير معرّبة وبلغة فارسية إلى أن قام الخليفة عبد الملك بن مروان بتعريب ديوان الشام وعرب باقي الدواوين ابنُه الوليد بن عبد الملك.^[٢]

أشكال الدواوين ووظائفها

بعد الإجابة عن سؤال: من أول من أنشأ نظام الدواوين، سيتم ذكر أشكال الدواوين المتعددة بعد مراحل التطور التي مرت بها منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حتى العهد الأموي، والعهد العباسي الأول والثاني، إذ كان لكل ديوان موظف عليه يسمى "صاحب الديوان" وتاليًا تذكر أهم الدواوين:^[٣]

• ديوان بيت المال: وهو أصل الدواوين، إذ يدون فيه جميع ما يَرِدُ إلى بيت المال من عين وغنائم وأعشار.
• ديوان النفقات: ويتولى تدوينَ ما يُنفَق أو يخرج من الأموال العامة للإنفاق على الجيش أو غيره.
• ديوان الخَراج: وهو يتولَّى أمور الجباية، والحفاظ على حقوق بيت المال في ضريبة الخراج، كما يقوم بتقديم حسابات الضرائب في مختلف الولايات.
• ديوان الجيش أو الجند: وفيه تُحفَظ سجلَّات بأسماء الجند وأنسابهم ومراتبهم وأرزاقهم وأعطياتهم.
• ديوان البريد: ويتولَّى نقل الرسائل والأوامر والأخبار بين حاضرة الخلافة والولايات، ويقوم صاحبُه بعرض الأخبار التي تَرِدُ على الخليفة، ثمّ يتلقى أوامرَه للردِّ عليها.
• ديوان الرسائل: ويتولَّى تحرير كتب الخليفة وأوامره إلى الولاة والقوَّاد وكبار الموظَّفين، وكتب التقليد والرسائل السياسية.
• ديوان التوقيع والدار: أي حوائج الناس التي تقدم إلى الخليفة في داره، ومهمة هذا الديوان جمع القصص والرقاع التي تُرفَع إلى الخليفة، وشرح ما فيها، ورفعها إليه، ليقول فيها رأيه.
• ديوان المستغلَّات: ويتولّى صاحبه إدارة ممتلكات الدولة من العقارات والأراضي الزراعية.
• ديوان الصدقات: ومهمة هذا الديوان جباية موارد الزكاة وغيرها من الصدقات وتوزيعها على مستحقيها وَفْقَ الأحكام الشرعية.
• ديوان المصادرة: كان الخليفة أبو جعفر المنصور قد أحدث هذا الديوان ليتولَّى تسجيل الأموال المصادرة بأنواعها المختلفة، وأسماء مَن صُودرت منهم، وإدارة ما يتعلق بتلك الأموال.
• ديوان الفض: أي فتح الرسائل بعد تلقيها وتلخيص محتواها وتوضيحه، وهذا الديوان يقوم بفتح الرسائل فيفضها ويلخص محتواها ليطلع عليها الخليفة ويوقع ما يراه بشأنها.
• ديوان المواريث: وقد أُحدث هذا الديوان في عهد المعتمِد على الله، آخرِ خلفاء العباسيين، بعد أن فُرِضَت ضريبة المواريث.
• ديوان الزمام: وهو يتولى الإشراف على الدواوين الأخرى ومرافقها وتدقيق أعمالها، وبخاصة ما يتعلق بالنواحي المالية منها، وهكذا تكون قد تمت الإجابة عن سؤال: من أول من أنشأ نظام الدواوين.

المراجع[+]

1. ↑ "ديوان (نظام)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} "نشأة الدواوين في عهد عمر بن الخطاب "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
3. ↑ "الدواوين في الخلافة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.