قصة-النبي-هارون-للأطفال
قصة النبي هارون للأطفال
ذُكرت قصة النبي هارون -عليه السلام- في القرآن الكريم مع قصّة أخيه النبي موسى -عليه السلام- اللذيْن أُرسلا إلى فرعون كي يدعواهُ إلى عبادة الله وحده، وترك ما هو عليه من ادّعاء للألوهية وظلم للناس، قال تعالى على لسان سيدنا موسى -عليه السلام-: "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى" [١]، وكان النبي هارون -عليه السلام- أفصح لسانًا من أخيه موسى فاستعان به سيدنا موسى -عليه السلام- في دعوته لفرعون.
وبعد أن انتهت قصة فرعون بغرقه في الماء بعد أن فرَقَ الله تعالى البحر لسيدنا موسى -عليه السلام- وأنجاه ومن معه، تهيّأ للقاء ربّه كي يأخذ منه أوامره، فاجتمع بأخيه النبي هارون وطلب بأن يمكث مع بني إسرائيل إلى حين عودته إليهم مرة أخرى، وأوصاه بأن يحافظ عليهم، وألّا يسمح لهم بأن يتفرقوا أو أن يُحدثوا بعده في الدين من شيء، فقد نصر الله موسى -عليه السلام- ومن آمن معه، وأسبغَ عليهم نعمه وزرقهم بالطعام والشراب الكثير، وأنزل عليهم المن والسلوى، وفي ظل غياب سيدنا موسى -عليه السلام- من أجل لقاء ربه خرج رجل من بني إسرائيل يُدعى السامري، الذي أخذ قبضة من أثر جبريل عليه السلام، وجمع الذهب والحلي الذي كان مع بني إسرائيل وصنع لهم عجلاً له خوار.
وبعد ذلك شرع بنو إسرائيل في عبادة هذا العجل واتخذوه إلهًا من دون الله، وعندها قال لهم النبي هارون -عليه السلام- بأنه حادوا عن الطريق القويم، وأنكرَ عليهم عودتهم إلى الكفر بعد أن هداهم الله تعالى إلى الإيمان، وأنهم بهذه الفعل سيغضبون رب الأرض والسماوات، فأخبره بنو إسرائيل بأنهم سيظلون عاكفين عليه حتى يرجع إليهم موسى، وهددوه بالقتل إن استمر في نهيهم عن عبادة العجل الذي صنعهم لهم السامريّ.
وعندما عاد سيّدنا موسى -عليه السلام- ورأى ما قام بنو إسرائيل بفعله من بعده أخذ برأس أخيه هارون يجره إليه، وكان سيدنا موسى قد علم بما فعل قومه من بعده فقد أخبره الله تعالى بذلك عندما كلّمهُ، وعاتب أخاه هارون وأخبره بأنه طلب منه ألّا يعصي أمره، وأن يحافظ على قومه إلى حين عودته، وهنا قال له النبي هارون -عليه السلام-، بأنه خشي أن يتفرق بنو إسرائيل إن عنّفهم في القول وأن يتركوا أوامر الله -عزّ وجل- ويكون بذلك قد خالف أمر الله وأمر أخاه موسى -عليه السلام-، وبعد ذلك أخذ هارون -عليه السلام- يستثير في أخيه عاطفة الأخوة، ويدعوه إلى التهدئة من روعهِ فدعا موسى ربّه بأن يغفر له ولأخيه هارون ما كان منهما.
وبعد ذلك توجَّه سيدنا موسى -عليه السلام- إلى السامري وأخبره بأنه سبب الفتنة التي حدثت في القوم من بعده، وأن الله سيعاقبه على فعلته، وبعد ذلك أمر سيدنا موسى -عليه السلام- بأن يتم حرق العجل وأن يُذاب ويلقى في الماء، وعلم بأن هارون -عليه السلام- لو حاول إجبار بني إسرائيل على العودة إلى عبادة الله لتفرقوا مع بعده، وتم بذلك القضاء على الفتنة التي شاعت في بني إسرائيل بعد نجاتهم من فرعون وقومه.
والدروس المستفادة من قصة النبي هارون -عليه السلام- أن الإنسان يستعين بأخيه الإنسان في قضاء الحاجات، ويبحث عن الأشخاص الذي يمتلكون رجاحة العقل وفصاحة اللسان في ذلك، كما يجب على الإنسان أن يتريث في الحكم على الأشخاص وفي علاج المواقف؛ لأن في التأني يكون اختيار الموقف السليم بعيدًا عن حالة التخبط التي قد يعيشها الإنسان في حالة الغضب، وأن الله -سبحانه وتعالى- يجزي المؤمنين بزيادة النعم عند استجابتهم لأوامر الله تعالى وابتعادهم عن نواهيه.المراجع[+]
- ↑ {طه: الآيات 25-36}