قصة-السيدة-هاجر-للأطفال
قصة السيدة هاجر للأطفال
كان لزوجاتِ أنبياء الله تعالى -عليهم السلام- العديدُ من المواقف خلالَ دعوتهم إلى الله تعالى، ومن أبرز الأمثلة على زوجات النبي ومواقفهن من دعوة الأنبياء أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- والتي كانت من أشد الداعمين للرسالة المحمدية، وسارة الزوجة الأولى لسيدنا إبراهيم -عليه السلام- وزوجته الثانية هاجر رضي الله عنهنَّ جميعًا، أما قصة السيدة هاجر فهي من أبرز قصص زوجات الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم.
كان زواج النبي إبراهيم -عليه السلام- من السيدة هاجر بسبب تأخر النبي إبراهيم -عليه السلام- في إنجاب الذرية التي ترثه من بعده، حيث كانت زوجته سارة لا تنجب، وبعد أن تزوجها سيدنا إبراهيم -عليه السلام- أنجبت له نبي الله إسماعيل -عليه السلام، وكان فرحُهُ بهِ عارمًا، لكنه ما لبث أن جاء أمر الله تعالى بأن يترك ابنه إسماعيل -عليه السلام- وأمه في وادٍ في غير زرع في مكة المكرمة، فلم يتردد نبي الله إبراهيم -عليه السلام- في الاستجابة لأمر الله تعالى رغم حزنه الشديد على ترك ابنه وزوجته في هذه الظروف الصعبة، كما استجابت السيدة هاجر لأمر الله تعالى رغم إداركها لصعوبة الموقف، وقسوته عليها وعلى ابنها الرضيع.
وبعد ذلك غادر نبي الله إبراهيم -عليه السلام- زوجته وابنها ليُتركا وحيدَيْنِ في الصحراء القاحلة، حيث درجة الحرارة العالية، وعدم وجود مصدر للماء فيها، وعندما اشتدَّ بهما العطش بدأت السيدة هاجر بالبحث عن مصدر للماء، وأخذت تسعى بين الصفا والمروة سبعَ مراتٍ وقد أصابها الفزع، وبعد ذلك ظهرت رعاية الله لزوجة النبي إبراهيم -عليه السلام- وابنه إذ بدأ الماء يتدفق من تحت سيدنا إسماعيل -عليه السلام- بأمر الله، فسقت ابنها وشربت حتى ذهب عشطهما، لتبقى بئر زمزم من آيات الله تعالى التي تدل على صبر السيدة هاجر على أمر الله -سبحانه وتعالى-.
وبعد أن جاء الله أمر لسيدنا إبراهيم بالعودة إليهما أخبرته عمَّا حصل معها ومع ابنها، فأخبرها بأن ثقته بالله كانت فوق كل شيء، وأن الله لن يضيعهما، ومضَت الأيام وشبَّ نبي الله إسماعيل -عليه السلام- وجاء موعد الابتلاء الآخر لسيدنا إبراهيم -عليه السلام- إذ رأى في منامه بأنه يذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام- ورؤيا الأنبياء حقٌّ، فعلم سيدنا إبراهيم بأنه أمر الله تعالى، وأخبر به هاجر وابنه إسماعيل -عليه السلام- بأمر المنام وسلّموا أمرهم لرب الأرض والسماء، وجاء الموعد المنتظر وتلَّ نبي الله إبراهيم -عليه السلام- ابنه للجبين كي لا يرى وجهه عند ذبحه ولا يتردد في ذلك، ووضع السكين ليذبح ابنه، وهنا ناداه الله تعالى بأن المنام لم يكن إلا امتحانًا له على استجابته لأمر الله، وفداه الله -سبحانه وتعالى- بكبش عظيم لتكون سنة الذبح لله تعالى في عيد الأضحى مأخذوة من هذه القصة العظيمة.
والدروس المستفادة من قصة السيدة هاجر أن الزوجة تصبر على ما يصيبُ زوجَها وتتحمل معه في سبيل الحفاظ على أسرتها على زوجها، وأن المؤمن يستجيب لأوامر الله تعالى مهما كانت هذه الأوامر شاقّة على نفسه، كما يستفاد من هذه القصة بأن الله لا يترك عباده المؤمنين المتوكلين عليه -سبحانه وتعالى-، كما أنه -عزّ وجل- يبتلي عبادة المؤمنين كي يختبر ثباتهم على دين الله تعالى، وقدرتهم على الاستجابة لأوامره والصبر عليها. [١]المراجع[+]
- ↑ قصة إسماعيل وأمه هاجر, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-11-2018، بتصرف