تعريف-الحديث-القدسي
الحديث القدسي
قسّم علماء الحديث الخبر باعتبار وصوله إلينا إلى أربعة أنواع هي: الحديث القدسي، والحديث المرفوع، والحديث الموقوف، والحديث المقطوع، فالحديث القدسي أحد هذه الأنواع الأربعة، وهو: ما نقل إلينا عن النبي –صلّى الله عليه وسلّم- مع إسناده إيّاه إلى ربّه -عزّ وجلّ-، والقُدْسِيُّ نسبةً إلى القُدْس وهو الطُهر، أي الحديث المنسوب إلى الذاتِ القُدْسِيَّة، وهو الله -جلّ وعلا-؛ فالنبي عليه -الصّلاة والسّلام- يرويه عن الله -سبحانه وتعالى-. [١]
الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم
القرآن الكريم كلام الله -سبحانه وتعالى- المُعجز، المُوحى به إلى سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بواسطة جبريل عليه السّلام، وهو المنقول بالتواتر، المكتوب في المصحف، المتعبّد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة النّاس. [٢] وهو بذلك يختلف عن الحديث القدسي؛ فهو معجز لا يمكن الإتيان بمثله وقد وقع به التحدي، أما الحديث القدسي فليس معجزًا، ولم يقع به التحدي، كما أنّ القرآن الكريم متعبّد بتلاوته، أمّا الحديث القدسي فغير متعبّد بتلاوته، ولا يُقرأ به في الصّلاة، والقرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر؛ فهو قطعي الثبوت، أمّا الحديث القدسي فمعظمه خبر آحاد؛ فمنه الصحيح والحسن والضعيف، والقرآن الكريم كلام الله -سبحانه وتعالى- لفظًا ومعنى، أمّا الحديث القدسي فقد وقع فيه الاختلاف بين العلماء؛ فمنهم من قال أنّ معناه من الله -سبحانه وتعالى-، ولفظه من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنهم من قال أنّ لفظه ومعناه من الله -سبحانه وتعالى-. [٣]
عدد الأحاديث القدسية
يبلغ عدد الأحاديث القدسية حوالَيْ مئتي حديث، ومن أشهر المصنفات في الأحاديث القدسية كتاب: الإتحافات السنية بالأحاديث القُدْسِيّة للشيخ المناوي، ومن أمثلة الحديث القدسي ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي –صلّى الله عليه وسلّم- فيما روى عن الله –تبارك وتعالى- أنّه قال: "يا عبادي! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا. فلا تظَّالموا. يا عبادي! كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه. فاستهدوني أَهْدِكم. يا عبادي! كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه. فاستطعموني أُطعمكم. يا عبادي! كلكم عارٍ إلا من كسوتُه. فاستكسوني أكْسُكُم. يا عبادي! إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا. فاستغفروني أغفرُ لكم. يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني. يا عبادي! لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإِنْسَكم وجِنَّكم. كانوا على أتقى قلبِ رجلِ واحدٍ منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي! لو أنَّ أوَّلَكم وآخركم. وإنْسَكم وجِنَّكم. كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ. ما نقص ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم. وإنسَكم وجِنَّكم. قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني. فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألتَه. ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ. يا عبادي! إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم. ثم أوفِّيكم إياها. فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ. ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسَه ". وفي روايةٍ : " إني حرَّمتُ على نفسي الظلمَ وعلى عبادي. فلا تظَّالموا ". [٤]، [٥]المراجع[+]
- ↑ الفرق بين الحديث القدسي والقرآن, ، "www.alukah.net"، اطلع عليه بتاريخ 7-12-2018، بتصرّف.
- ↑ الواضح في علوم القرآن, ، "www.al-eman.com"، اطلع عليه بتاريخ 7-12-2018، بتصرّف.
- ↑ مقدمة حول الأحاديث القدسية, ، "www.islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 7-12-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2577، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ تيسير مصطلح الحديث, ، محمود الطحان، ص 126، بتصرّف.