سؤال وجواب

الفلسفة-الوجودية-عند-سارتر


القلق الوجودي

القلق هو إحساسٌ عامّ بالضيقِ والخوف والتوجُّس يرتبطُ عادةً بعدم الارتياح أو التردّد، غالبًا ما يكون القلق مصحوبًا بسلوكيات تعكسُ حالة من التوتر وعدم الارتياح مثل الحركة بخطواتٍ ثابتة ذهابًا وإيابًا أو أعراض جسديّة أخرى، أمّا القلق الوجوديّ فهو شُعور يشعر به الإنسان ناتجٌ عن كونه مُلقى ومتروكًا في هذا العالم ومُرغَمًا على الاختيار، وأن هناك خطرًا دائمًا يُهدّد وجودَه، فهو دائمًا وجهًا لوجه أمام نفسه باعتبارِه لم يوجد بعد إنّما سيوجد بواسطة الاختيار، والاختيار حُريّة ومُخاطرة، وكلّ هذا يترافق مع الإحساس بِلا عقلانية، وبعض الفلاسفة أسْموه القلق المتافيزيقيّ؛ لأنه ناتجٌ عن الإحساس بالسقوط والانحلال والموت، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن الفلسفة الوجودية عند سارتر.

الفلسفة الوجودية عند سارتر

سارتر الفيلسوف والروائيّ الذي أمضى حياتَه بين الكُتب والكتابة خصَّص جزءًا من كتاباته عن الفلسفة الوجودية فقالَ في إحدى المرّات: "الوجود ليس إلا عبثًا، والوجود الإنسانيّ كله لا داعيَ له فهو مجرّد سُخف لا تَلقى أيَّ تفسيرٍ يقنعك بضرورته"، هذا ما قاله الفيلسوف سارتر وهذا ما يجعلُ القارئ مليئًا بالفضول ليكملَ ما بدأ به من الكلام، فوجود الإنسان سُخف في هذا العالم السخيف، والعالم عبارة عن عبث في عبث، وبالرّغم من ذلك كلّه يبقى الإنسان موجودًا في هذا العالم الذي لا معنى له، وُجد بلا سبب ولا هدف.

أمّا الماضي والمستقبل فهما موجودان لكنّهما عبارة عن عدم، إذْ قال: "أنا أختلفُ عن نفسي بين الماضي والحاضر والمستقبل، أنا كوجود، خلفي عدم وأمامي عدم، أنا وجودٌ بين عدَمَين"، وأكّد سارتر أنّ الوجودية فلسفةٌ متفائلة، إذ إنّها فلسفةٌ تضعُ الإنسان في مواجهةِ ذاته، حُرًّا يختار لِنفسه ما يشاء، وهذا أمر مُزعِج للكثير من الناس، لا يُعجبهم أبدًا أن يكونوا مخيّرين، هذه المسؤوليّة اتجاه الآخرين هو القلق الذي يعانيه الوجوديّون، وهذا لا يمثّلُ أيّ عائق يفصلهم عن العمل إنّما جزء من العمل وشرط لقيامه أيضًا، أما مٌلخّص الوجودية فكما يقول سارتر فإنّه يقوم على أنها فلسفة تأمُّل وسكون، وأنها ليست فلسفة متشائمة كما يقول عنها الكثيرون؛ لأنها تضعُ مصير الإنسان بين يديه لذلك هي أكثر الفلسفات تفاؤلًا، إذ هي تحرّك الإنسانَ للعمل وترى أن النجاة فيه، فهو سبب استمرار الحياة، فالوجودية عند سارتر هي فلسفة أخلاق وعمل والتزام، ومع انقسامِ الوجودية إلى مَسيحيّة ومُلحدة، فإنّ الوجودية المُلحدة التي يُمثّلها سارتر،  تعتمد على مبدأ أنّ الرّب لم يكن موجودًا عندما وُجد الإنسان، فالانسان وُجد قبل الرب أما شكله وصفاته فقد كانت موجودة في عقل الرب فقط، ثم تمثّلت على هيئة الإنسان الموجودة الآن، يعني إرادة الله والخلق يحصلان في الوقت ذاته جنبًا إلى جنب. [١]

أقوال سارتر

الأقوال التي تُنسب لشخصٍ ما تبقى حيّه أكثر من  أي شيءٍ آخر قد يتركه، فالكلام يبقى في حافظة التاريخ، يتدارسونه الناس أحيانًا وقد يبنون عليه العديد من الدراسات والمؤلفات أيضًا، فالأساس الذي يحكم به الناس على الشخص هي أقواله، فإذا توافقت مع ما عرفوه في سابق عهدهم أكملوا وإلّا فلا، وهناك العديد من الأقوال الواردة عن سارتر، وسيتم ذكر بعض منها تاليًا: [٢]

  • الإنسان محكوم عليه أن يكونَ حرًّا، لأنه ذات مرة أُلقي في العالم، وهو مسؤولٌ عن كل ما يفعل.
  • لا يمكنني أن أجعل الحرية هدفي ما لم يتساوَ الآخرون أمام هدفي.
  • الإنسان مسؤول مسؤولية كاملة عن طبيعته واختياراته.
  • الحرية هي ما تفعلُه مع ما تمّ فعله بك.
  • الوجود هو، الوجود بحدّ ذاته، الوجود هو ما هو كائن.
  • الجحيم هي الناس الآخرين.
  • الحياة تبدأ من اليأس.
  • المعركة الخاسرة هي المعركة التي يعتقد المرء أنه خسرها.
  • الوجودي يقول فورًا أنّ الإنسان هو الكرب.
  • نحن لا نعرفُ ما نريد ونحن مسؤولون عمّا نحن عليه، وهذا هو الواقع.
  • علينا أن نتصرف بعيدًا عن العاطفة قبل أن نشعر بشيء.
  • ماذا يهمّني من المشتري؟ العدالة هي قضية الإنسان، وليست في حاجة إلى إله لتدريسها.
  • أقول لكم الحقيقة: إمّا أنّ كل البشر هم أنبياء وإمّا أنّ الله غير موجود.
  • عندما يخوض  الأغنياء الحروب مع بعضهم البعض، الفقراء هم الذين يموتون.
  • أنا أكره الضحايا الذين يحترمون جَلّاديهم.

المراجع[+]

  1. جان بول سارتر, ، "www.wikiwand.com"، اطلع عليه بتاريخ 5-12-2018، بتصرّف
  2. من هو جان بول سارتر, ، "www.arageek.com"، اطلع عليه بتايخ 5-12-2018، بتصرّف