موضوع-إنشاء-عن-الصديق
موضوع إنشاء عن الصديق
الصديق كنز من الكنوز التي تهبها هذه الحياة، فهو مشعلُ النور الذي يرافق الإنسان في حَلّه وترحاله، والأخ الذي لم تلده أمه، ولا يستحقّ لقب الصديق إلا الإنسان الحقيقيّ الذي يشارك صديقه أحزانه فيقول له الكلام الطيب، ويشدّ من أزره كي يكون أكثر قدرة على مواجهة حزنه والتغلب عليه، كما يشاركه مناسبات الفرح كالنجاح في الثانوية العامة أو في مناسبة التخرج من الجامعة أو عند الزواج، ودون وجود الصديق الحقيقي لا يكون هناك معنى لكل هذه المناسبات، فلا يمكن للإنسان أن يكون سعيدًا عندما يكون وحيدًا في لحظات الفرح، كما يصعب على الإنسان أن يتغلب على لحظات الحزن الشديد إن لم يجد بجانبه الإنسان الذي يزيده قوة وتمكُّنًا.
ومن أهم صفات الصديق الحقيقي حفظ الأمانة التي تؤدَّى إليه، وكتمان السر الذي يُقال له، وإجابته لنداء صديقه حين يطلبه، كما أنه يكون قريبًا من الإنسان الذي يحبه دون مقابل، فهناك العديد من الأصدقاء المزيفين الذين يتقربون إلى أصدقائهم من أجل نيل المنافع الشخصية، فيصاحب فلانٌ فلانًا لأنه ذا مال وسلطان، وآخر لأنه يمتلك منصبًا رفيعًا، وآخر لأنه قادر على جلب وظيفة له أو لأحد أقربائه، وهذا الصداقات تكون مكشوفة وسهلة الزوال بمجرد الحصول على المنفعة من صاحبها، حيث يصبح هذا الإنسان غير مفيد، وينقطع التواصل معه، بل قد يصل الأمر إلى الشماتة بصاحب المال إن زال المال عنه، أو بصاحب المنصب الرفيع إن أُزيح عن منصبه لأي سبب من الأسباب.
وينبغي على الإنسان أن يكون حذرًا عند اختيار صديقه، وأن يتحرى الأخلاق الطيبة فيه، فكما يقال بأن الصاحب ساحب، فإن كان خيِّرًا فإنه يجلب إلى صديقه كل الخير من خلال تذكيره بالله تعالى، وإرشاده إلى ما فيه النفع والفائدة، سواء كان كانت هذه المنفعة دينية أو دنيوية، وإن كان أخلاقه غير طيبة فإن سيجعل صاحبه مثله مع مرور الأيام، ويقوده بالتدريج إلى السقوط في الانحلال الفكري أو الأخلاقي من خلال تعليمه بعض العادات السيئة أو إلهائه عن العبادات أو الطاعات أو دفعه إلى التقليل من شأنها، ومع مرور الأيام يصبح هذا الصديق معتادًا على تجاهل العبادات والطاعات، ومنهمكًا في بعض العادات السيئة كالتدخين أو شرب المسكرات وقد يصل الأمر إلى تعاطي المواد المخدّرة التي تؤدي إلى أن يقتل الجسم نفسه بنفسه.
ويقع على أولياء الأمور مسؤولية مراقبة طبيعة الأصدقاء الذين تتمّ مصادقتهم أو نوعية السلوكيات التي يقوم بها الأبناء عند اجتماعهم مع أصدقائهم، فالاهتمامات المشتركة بين الأصدقاء قد توحي بشكل أو بآخر إلى النمط السلوكي الذي يقبلون عليه، كما يمكن استخدام الفعاليات والمناسبات التي يرتادها هؤلاء من أجل الاستدلال على ما يمكن أن يُقدموا عليه من أفعال، ويجب على الآباء أن يراقبوا أبناءهم دون أن يُشعروهم بذلك، لأن هذا قد يؤدي إلى حدوث شرخ في العلاقة بين الآباء والأبناء، ونشوء حالة من الشك وانعدام الثقة بينهم.