قصة-السنجاب-الصغير
قصة السنجاب الصغير
في قديم الزمان، وفي إحدى الغابات البعيدة، كان هناك سنجابٌ صغيرٌ يعيشُ على شجرة بلوطٍ كبيرة، وكان السنجاب الصغير يُحب المرح والتحدّي، وفي يومٍ كان طائر السنونو يطير محلقًا، حتى هبط على غصن شجرة البلوط التي يقف عليها السنجاب الصغير، ونظر السنونو إلى السنجاب وقال له مستهزءًا: آه يالك من سنجابٍ صغير وضعيف، ولا تستطيع الطيران والتحليق مثلي، أنت فقط تقفز من شجرة إلى أخرى ومن غصنٍ إلى آخر، لكنك لا تطير عاليًا، أتحداك أيها السنجاب أن تستطيع الطيران أو أن تقفز في مستوى أعلى مني، فكّر السنجاب لحظة، ثم التفت إلى طائر السنونو وقال له: حسنًا يا طائر السنونو، أنا أقبل تحدّيك، وسنرى من سيطير أعلى من الآخر غدًا.
طار السنونو محلقًا، وترك السنجاب الصغير على شجرة البلوط الكبيرة، وقد اتفقا أن يجري بينهما التحدّي في صباح اليوم التالي، وظلّ السنجاب الصغير يُفكّر طوال الليل كيف سيغلب طائر السنونو، وكيف يفوز بالتحدي وهو يعلم تمامًا أنه لا يستطيع الطيران، وفجأة خطرت للسنجاب الصغير فكرة رائعة، وقرر أن يُنفذها كي يفوز بالتحدي، وفعلًا، جاء الصباح سريعًا، وتجمعت حيوانات الغابة الكثيرة كي ترى التحدّي بين طائر السنونو والسنجاب، وكان الجميع متشوقًا لمشاهدة من سيفوز في النهاية، رغم أن أكثر الحيوانات كانت متأكدة من فوز طائر السنونو، لأنها تعلم أن قفزات السنجاب لا يمكن مقارنتها بطيران السنونو.
وقف كلٌ من السنجاب الصغير وطائر السنونو على فرع شجرة البلوط الكبيرة، استعدادًا لبدء التحدّي، وأعلنت السلحفاة شارة انطلاق التحدّي، وبدأ العدّ التنازلي: واحد، إثنان، ثلاثة، انطلاق، وكانت جميع حيوانات الغابة تراقب المشهد، وفعلًا انطلق طائر السنونو في الهواء دون النظر إلى الأسفل أو إلى جانبه، وعندما حلّق نظر إلى الأسفل فلم يرَ السنجاب الصغير، وقال لنفسه: "هاها، أرى أن السنجاب قد تنازل عن التحدي، لكنني سأطير عاليًا لأثبت أمام جميع الحيوانات أنني أفضل!"، لكن، ما لم يعرفه السنونو، هو أن السنجاب الصغير قفز على ظهره قبل أن يطير بلحظات، وكان خفيفًا جدًا بحيث أنه لم يلاحظ وجوده، لذلك عندما طار السنونو إلى أعلى مستوى له، كان السنجاب الصغير أعلى مستوى منه لأنه فوق ظهره، ومن هذه القصة تظهر حكمة عميقة، وهي أن من يستخدم عقلة ويُفكّر بذكاء لا بدّ وأن يفوز في أي تحدٍ مهما بدا هذا التحدّي مستحيلًا، وكل شخص يستطيع بعقله أن يصل إلى ما يُريد.