قصة-سنوحي
الأدب المصري القديم
هو كلُّ أدب كُتبَ بأيّ لغة من اللغات المصريّة القديمة، من زمن الفراعنة حتَّى سيطرة الإمبراطورية الرومانية، وهو واحد من أقدم الآداب الشهيرة في العالم، وقد كُتب هذا الأدب إحدى لغات مصر القديمة، وهي اللغة الهيروغليفية أو الهيراطيقية في الفترة التي توافق نهاية الألف الرابعة قبل الميلاد، وكان هذا الأدب يشملُ الرسائل والشعر وسير الأشخاص البارزين الذاتية، والتراتيل الدينية، وقد ظهرت في هذا الأدب كتابات جديدة لطبقة النخبة العاملة في الديوان الملكي للفرعون، واعتبرت هذه الكتابات ثورة فكرية في الأدب المصري القديم، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن قصة سنوحي في الأدب المصري القديم إضافة إلى الحديث سنوحي في الثقافة المصريّة. [١]
قصة سنوحي
هي قصّة وعمل أدبيٌّ من قصص الأدب المصري القديم، تشتهرُ قصة سنوحي في مصر شهرةً كبيرة، وقد حدثتْ هذه القصة في مطلع الألفيّة الثانية قبل الميلاد تقريبًا، وقد كُتبت في هذا التاريخ تقريبًا، وقد اختلف المؤرّخون فيما إذا كانت هذه القصة واقعة حقيقيَّة أم هي مجرَّدُ قصة خيالية لا أساسَ لها في الواقع، وتاليًا سرد لأحداث قصة سنوحي المصرية.
تَروي قصة سنوحي الذي نشأ وترعرع في قرية تُسمَّى "أثيت تاوى" وهي عاصمة مصر القديمة، وهو ابن طبيب من أغنياء تلك القرية في عصر الملك "أمنمحات الأول"، وقد كان الملكُ أمنمحات الأول قد تقدَّم في السنِّ وكبرَ ونشب صراع في الخفاء بين اثنين في أولاده طمعًا في أخذ الحكم عن أبيهما، فيقول سنوحي إنَّه سمع في ذات يوم همسًا بين اثنين في الطريق وعرف من خلال همسهما الحذر أنَّهما يدبرانِ لمكيدة أو أمرٍ خطير، فما كان من سنوحي إلَّا أنِ اقتربَ وسمع حديث الرجلين فعرق أنَّ أحد هذين الرجلين هو ابن الملك "سنوسرت الأول" وعرف أن الرجلين يخطّطان لقتل الملك، وبينما هو يسترق السمع، ظنَّ سنوحي أن أحد الرجلين عرفه وعرف أنَّه يسترق السمع على حديثهما فهرب سنوحي مسرعًا، وقرر الفرار من البلدة فحمل أدواته الطبية هرب إلى بلاد اسمها "رتنو العليا" وهي في أواسط بلاد الشام حاليًا، وعاش هناك وتزوج وأنجب وعمل طبيبًا يداوي الفقراء ثمَّ اشتهر باسم "سنوحي المصري" فطلبه ملك تلك البلاد حين مرض ذات يوم، فعالجه سنوحي فقرَّبه الملك منه وجعله مستشارًا له، وجدير بالذكر أن علاقة ملك تلك البلاد كانت سيئة ومضطربة جدًّا مع ملك مصر، وكان هذا الملك يجهز جيشًا كبيرًا للهجوم على مصر، وكان جيش "رتنو العليا" مجهَّزًا بسيوف معدنية والتي اعتبرت في تلك الفترة تطورًا حقيقيًّا وفرصة كبيرة للتفوق في القتال في المعركة مع انتشار السيوف الخشبية، فما كان من سنوحي إلَّا أن حصل على سيف من هذه السيوف وأرسل إلى ملك مصر رسالة يطلب منه الأمان ويطلب منه أن يقابله لأمر مهم للغاية.
وقابل سنوحي الملك المصري بعد أن أعطاه الملك "سنوسرت الأول" الأمان، وأعطى سنوحي للملك السيف الحديديَّ، فجهَّز الملك المصري الجيش المصري بالسيوف الحديدية، وشكر سنوحي على ما قدَّم للجيش المصري ولمصر كلها من مساعدة، فيطلب الملك المصري من سنوحي ما يريد مكافأة منه على جميل فعله، فيطلب سنوحي الأمان فقط ليعيش مع عائلته في مصر التي فارقها على غصب منه، فكان لسنوحي من الملك ما كان وعاش في مصر وأصبح الطبيب الخاص للملك حتَّى وفاته. [٢]