مكروهات-الجماع-في-الإسلام
الجماع
يمكنُ تعريف الجماع في الإسلام على أنَّه علاقة جنسيَّة بين شخصين بغض النظر فيما إذا كانت هذه العلاقة مشروعة أو غير مشروعة، ويُعرف أيضًا على أنَّه علاقة جنسية تتم بإدخال ذكر الرجل في مهبل المرأة بهدف المتعة الجنسية، أو بهدف التكاثر، أو بهدف التكاثر والمتعة معًا، وقد شرَّع الإسلام تشريعات كثيرة في سبيل تنظيم الجماع بين الرجل والمرأة وفق ما يُرضي الله تعالى؛ لذلك يجب على المسلم أن يكون على اطلاع بكلِّ تفاصيل الجماع الإسلامية؛ ليبقى في تصرفاته ضمن حدود الله تعالى، وهذا المقال سيتناول الحديث عن مكروهات الجماع في الإسلام والحديث عن آداب الجماع في الإسلام أيضًا.[١]
مكروهات الجماع في الإسلام
بعد تعريف الجماع سيتم الحديث عن مكروهات الجماع في الإسلام، وقد حدَّد الشرع ووضع ضوابط خاصة للجماع في الإسلام، وهذا من عظيم شرع الله الذي دخل في تفاصيل الإنسان كافة لكي يكون الإنسان بكلِّ حركاته وسكناته تحت شرع الله تعالى وحكمهِ، وتختلف هذه الضوابط بين محرمات ومكروهات، أمَّا المحرمات فهي إتيان الزوجة من دبرها وإتيانها وهي حائض أو نفاس، وهذا لا اختلاف فيه بين أهل العلم أبدًا، أمَّا مكروهات الجماع في الإسلام فقد وردَ عن أهل العلم أنَّه لا حرجَ في الحديث بين الزوجين أثناء الجماع بالكلام الذي يثير شهوة كلٍّ منهما، ولكن من المكروهات أن يتحوَّل هذا الكلام إلى سبٍّ وقذف وفُحش، فليس من طبع المؤمن الشتم والسب واللعن في أيّ وقتٍ وتحت أيّ ظرف من الظروف، حيث قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ليسَ المؤمِنُ بالطعانِ، ولَا اللعان، ولا الفاحِش، ولا البذيء"،[٢] والله أعلم.[٣]
ومن الجدير بالذكر إنَّه يُستحب الجماع يوم الجمعة؛ لأنّه يؤدي إلى غض البصر، ولأنَّه يحمل الزوجين على الاستحمام في هذا اليوم، أمَّا ما ورد عن كونِ الجِماع مكروهًا في بعض الأوقات؛ فليس فيه أيّ دليل ثابت في الكتاب والسُّنَّة، فالقاعدة تقول أنَّ الأصل في الجماع الإباحة في أيّ وقت من الأوقات، إلَّا في حال كون المرأة حائضًا أو نفساء،[٤] وإنَّ مما يُستحب في الجماع أيضًا أن يتوضَّأ الرجل إذا جامع امرأته ثمَّ أحب أن يعود إليها مرة أخرى؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إذا أتى أحدُكم أهلَه ثم أراد أن يعودَ فلْيتوضَّأْ"،[٥] والله أعلم.[٦]
آداب الجماع في الإسلام
بعد الحديث عن مكروهات الجماع في الإسلام، لا بدَّ من الحديث عن آداب الجماع في الإسلام، فينبغي على المسلم أن يكون على اطلاعٍ دائم بآداب الجماع التي نصَّ عليها هذا الدين، لأنَّ مسألة الجماع فطرية، سيمرُّ بها كلُّ إنسان عند الزواج، ولعلَّ أبرز ما جاء من آداب الجماع هو:[٧]
- إتيان المرأة من القُبل: فينبغي على الرجل أن يأتي زوجته من القبل فقط ومن أي جهة أراد، تحقيقًا لأمر الله -تعالى- وشريعته، حيث قال -تعالى- في سورة البقرة: {نساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.[٨]
- ذكر الله قبل الجماع: ينبغي على المسلم أن يطبق حديث رسول الله قبل أن يأتي أهله، حيث قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "لو أن أحدَكم إذا أتى أهلَه قال: بسمِ اللهِ، اللهم جَنِّبْنا الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقْتَنا، فقُضِيَ بينهما ولدٌ لم يَضُرُّه".[٩]
- اختيار الوقت المناسب: يجبُ على المسلم أن يختار الوقت المناسب للجماع، أن يكون مستعدًا وألَّا يشق على أهله.
- الرفق بالزوجة: كما ينبغي على المسلم أن يظهر الحنان والرفق بزوجته أثناء الجماع، وهذا لقول رسول الله -صلَى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّهِ".[١٠]
المراجع[+]
- ↑ جماع, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-02-2019، بتصرّف
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5381، حديث صحيح.
- ↑ "حكم تهييج الشهوة بين زوجين بالشتائم البذيئة وقبيح الكلام والضرب!"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 06-02-2019. بتصرّف.
- ↑ "الوطء في أيام معلومة من الأسبوع"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-02-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 263، حديث صحيح.
- ↑ "آداب الجماع"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 06-02-2019. بتصرّف.
- ↑ "آداب الجماع"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-02-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 223.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 141، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6024، حديث صحيح.