مقتبسات-من-روايات
الرواية
تُعدُّ الرواية من الفنون النثريّة التي بدأت عند الغرب في القرن الثّامن عشر، ثمّ دخلت الأدب العربي في نهايات القرن التاسع عشر، ثمّ ما لبثت أن قويت واشتدّ عودها وصار للعرب نتاجهم الخاصّ بهم في هذا المجال، والرواية هي نوع من السّرد الطويل يعالج أحداثًا حقيقيّةً أو خياليّةً من خلال رسم شخصيّات تعالج ذلك الموضوع، والرواية هي أكبر الأجناس الأدبيّة القصصيّة من ناحية الحجم والشّخصيّات وتنوّع الأحداث، ومن أنواعها الرواية التاريخيّة والبوليسيّة والعاطفيّة والسّياسيّة والواقعيّة والنّفسيّة، ومن عناصرها الشخصيّات والحبكة والموضوع والزمان والمكان وغير ذلك، وسيقف هذا المقال مع مقتبسات من روايات، منها روايات عربية ومنها روايات أجنبية مترجمة.[١]
مقتبسات من روايات عربية
بعد الوقوف على مفهوم الرواية وماهيّتها وبدايتها في الغرب ثمّ دخولها إلى الأدب العربي والوقوف على بعض أنواعها وعناصرها صار لزامًا نشر مقتبسات من روايات عربيّة وأخرى أجنبيّة، وهذه الفقرة ستختصّ بنشر مقتبسات من روايات عربيّة، والرواية العربيّة النّاضجة قد انطلقت في الوطن العربي في أوقات مختلفة، ففي مصر بدأت مع بداية العقد الثاني من القرن العشرين برواية زينب لمحمد حسين هيكل، وفي العراق بدأت الرواية الناضجة مع رواية جلال حامد للروائي محمود أحمد السيد، وفي سوريا بدأت مع رواية نهم للروائي شكيب الجابري، وفي الأردن تبدأ الرواية الناضجة مع رواية فتاة من فلسطين للروائي عبد الحليم عبّاس، وفي السعوديّة بدأت مع رواية ثمن التّضحية لحامد الدمنهوري، وفي السودان تبدأ مع مجيء الرّوائي الكبير الطّيب صالح، وفي تونس مع رواية جولة حول حانات البحر المتوسط لعلي الدوعاجي، وأمّا في الجزائر فقد تأخّرت الرواية في الظهور حتى سبعينيّات القرن العشرين مع روايتين لعبد الحميد بن هدوقة وهي ريح الجنوب ونهاية الأمس، وامّا في المغرب فقد بدأت الرواية النّاضجة مع الروائي عبد الكريم غلّاب من خلال روايته دفنّا الماضي وكذلك رواية المعلم علي،[٢] وستقف هذه الفقرة مع مقتبسات من روايات عربية وهي رواية ثلاثية غرناطة[٣] ورواية الطنطورية لرضوى عاشور،[٤] ورواية الأسود يليق بك لأحلام مستغانمي،[٥] ورواية عتمة الذاكرة لأثير النشمي،[٦] وأخيرًا رواية موسم الهجرة إلى الشمال للروائي الكبير الطيب صالح، وفيما يأتي المقتبسات تباعًا:[٧]
- مقتبسات من رواية ثلاثية غرناطة:[٣]
- لكلِّ شيءٍ ثمن وكلَّما عزَّ المُراد ارتفع ثمنه عاليًا.
- وكلما حاول أن يغالب ما في قلبه ازدادَ ما في قلبه اتّقادًا.
- لم يودعوا الزيتون ولا اقتربوا من الحقول، فمن يملك قلبًا مدرعًا ليحدق في جذع زيتونة غرس شتلتها ورعاها وكبرها ورأى عقد الثمار عليها عامًا بعد عام، تهربوا من الزيتون، وغادروا في صمت وبلا سلام.
- الزمن يجلو الذاكرة كأنَّه الماء تغمر الذهب فيه يومًا أو ألف عام، فتجده في قاع النهر يلتمع، لا يفسِد الماء سوى المعدن الرخيص، يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ.
- العمر حين يطول يقصر، والجسد حين يكبر يشيخ، والثمرة تستوي ناضجة ثم تفسد، وحين يقدم النسيج يهترئ.
- قد يكون في الموت الرحيل، وليس في البقاء.
- مقتبسات من رواية الطنطوريّة لرضوى عاشور:[٤]
- كيف احتملنا وعشنا وانزلقتْ شربةُ الماء من الحلق دون أن نشرق بها ونختنق؟ وما جدوى استحضارُ ما تحمَّلناهُ وإعادتهُ بالكلام؟ عند موتِ من نحبُّ نكفِّنُهُ، نلفُّهُ برحمةٍ ونحفرُ في الأرض عميقًا.
- وأحب زينب أم حنظلة، وهي وإن كانت ترتدي ثوبًا فلاحيًا إلَّا أنَّها مثل أمِّي تحملُ مفتاحَ دارها في فلسطين معلقًا في رقبتها بحبل، وأبو حنظلة الفلَّاح كبير القدمين، الحافي، المقهورُ دائمًا يذكّرني بأبي وبإخوتي لأنَّني أعرفُ أنَّهم مقهورون.
- افتقدتُكَ لأنَّكَ معنا وغائبٌ، ولأن ألمَ الغيابِ بدا كخيطٍ دقيقٍ مصفورٍ بخيطٍ آخر من الزُّهور.
- لا أحبُّ المزهريات الثمينة، ولا المزهريات الفخَّارية الملونة أو المنقوشة، أنفرُ من مزهرية تجذب العين، ما الداعي للزهور إذًا؟!
- مقتبسات من رواية الأسود يليق بك لأحلام مستغانمي:[٥]
- اللامبالاة، إنه سلاح يفتك دائمًا بغرور المرأة.
- أجمل لحظة في الحب قبل الاعتراف بهِ، كيف تجعل ذلك الارتباك يطول، تلك الحالة من الدوران التي يتغير فيها نبضك وعمرك أكثر من مرة في لحظة واحدة.
- لا أحد يُخيّر وردة بين الذّبول على غصنها أو في مزهريّة.. العنوسة قضيّة نسبيّة؛ بإمكان فتاة أن تتزوّج وتنجب وتبقى رغم ذلك في أعماقها عانسًا، وردة تتساقط أوراقها في بيت الزوجيّة.
- الأحلام التي تبقى أحلامًا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرةً واحدة وما كنا ندري أنه لن يتكرر.
- في عزّ تفتّحها تكون الوردةُ أقربُ إلى الذبول، وكذا كلّ شيء يبلغ ذروته، يزداد قربًا من زواله.
- مقتبسات من رواية عتمة الذاكرة لأثير النشمي:[٦]
- أشعر بأن الله قد خلق الشيطان لا ليختبر مدى إيماننا فقط؛ بل يعلمنا من خلال الشر أنّ طريق الله دائمًا هو الأسهل حتى وإن حاول الشيطان أن يعرقلنا.
- هناك أمور عندما تنتهي يصبح من الصعب أن يتحدث الإنسان فيها، من الصعب أن يطرق بابها من جديد، أن يبررها، أن يفسرّها، حتى وإن كانت تحمل وجوها تفسر وأمور تبرر.
- لم أكن أعرف أنّ شجاعتي في الإقدام على النهاية بقلبٍ جسور لم تكن إلّا حماقة لا تُغتفر.
- مقتبسات من رواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح:[٧]
- كأنّني مقرور طلعت عليه الشّمس؛ ذاك دفء الحياة في العشيرة.
- إنّني أقرّر الآن أنّني أختار الحياة، سأحيا لأنّ ثمّة أناس قليلين أحبّ أن أبقى معهم أطول وقت ممكن، ولأنّ عليّ واجبات يجب أن أؤديها لا يعنيني إن كان للحياة معنًى أو لم يكن لها معنى، وإذا كنت لا أستطيع أن أغفر فسأحاول أن أنسى.. سأحيا بالقوة والمكر.
- إنّني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة، أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر؛ ثمّة آفاق كثيرة لا بدّ أن تُزار، ثمّة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملًا واضحة بخط جريء.
مقتبسات من روايات أجنبية مترجمة
بعد الوقوف على مقتبسات من روايات عربيّة بقي أن يقف هذا المقال في النهاية على مقتبسات من روايات أجنبيّة مترجمة، ومن تلك الروايات التي ستقف عليها هذه الفقرة رواية العمى لجوزيه ساراماغو،[٨] ورواية الغريب لألبير كامو،[٩] ورواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي:[١٠]
- مقتبسات من رواية العمى:[٨]
- إنّ العمى -بلا شكّ- بلوة مرعبة، وقد تبقى محتملة نسبيًّا إذا ما احتفظ الضحيّة التَّعِس بذاكرة جيّدة.
- إذا كنّا غير قادرين على العيش مثل الكائنات البشريّة فدعونا -على الأقلّ- نفعل كلّ ما بوسعنا لئلّا نعيش كالحيوانات تمامًا.
- لو أنّنا نُمعنُ التّفكيرَ -قبل الشّروع بأيّ فعل- بالنّتائج المترتّبة على هذا الفعل فلن نخطو أبدًا أبعدَ من النّقطة التي تتوقّف عندها محاكمتنا الأولى؛ فالخير والشّرُّ المتأتّيان عن كلماتنا وأفعالنا متكافئان.
- مقتبسات من رواية الغريب:[٩]
- المساء في هذا البلد أشبه بهدنة حزينة.
- عارٌ على البشريّة أن ينتحر أحدهم وقد كان في حاجة إلى عناقٍ طويل.
- إنّ الإنسان يجد متعة حينما يستمع إلى النّاس وهم يتحدّثون عنه، حتّى وإن كان يجلس على مقاعد المتّهمين.
- في ذلك الليل الذي يفيض بالنّجوم أحسستُ للمرّة الأولى برقّة اللّامبالاة وعذوبتها، وأحسستُ أيضًا أنّني كنتُ سعيدًا في يوم من الأيّام، وما زلتُ حتّى الآن.
- مقتبسات من رواية الجريمة والعقاب:[١٠]
- يستطيع المرء في الفقر أن يظل محافظًا على نبل عواطفه الفطرية، أما في البؤس فلا يستطيع ذلك يومًا.
- لا بدَّ لكل إنسان من أن يجد ولو مكانًا يذهب إليه، لأنَّ الإنسان تمرُّ به لحظات لا مناصَ له فيها من الذهاب إلى مكان ما، إلى أي مكان.
- أحبّ نفسك، وابدأ بنفسك، لأنَّ كل شيء في هذا العالم قائم على النفع الشخصي.
- يخيل إليّ أنّ الرّجال العظماء لا بدَّ أن يشعروا على هذه الأرض بحزن عظيم.
- إذا كان على المرء أن ينتظر اللحظة التي يصبح فيها العالم كله من الأذكياء، فإن عليه أن ينتظر طويلًا.
المراجع[+]
- ↑ "رواية (أدب)"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "الرواية العربية.. بداية وإرهاصات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "ثلاثية غرناطة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020.
- ^ أ ب "الطنطورية"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020.
- ^ أ ب "الأسود يليق بكِ"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020.
- ^ أ ب "عتمة الذاكرة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020.
- ^ أ ب الطيب صالح (1987)، رواية موسم الهجرة إلى الشمال (الطبعة الرابعة عشرة)، بيروت: دار العودة، صفحة 5 وما بعدها.
- ^ أ ب جوزيه ساراماغو (2013)، رواية العمى (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار المدى، صفحة 12 وما بعدها.
- ^ أ ب ألبير كامو (2014)، رواية الغريب (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجمل، صفحة 1 وما بعدها.
- ^ أ ب "الجريمة والعقاب"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020.