كتب-مارك-توين
مارك توين
مارك توين هو أحد أشهر الكتّاب الأمريكيين في الأدب الساخر وفي كتابة المقالات، ولد في مدينة فلوريدا عام 1835م، توفّي والده وهو في الحادية عشرة من عمره ما اضطره إلى العمل ليساعد أسرته، ثم أصبح قبطانًا نهريًا فيما بعد وأدت معاناته هذه إلى تعاطفه مع الطبقة الكادحة الفقيرة، بدأت بالكتابة أثناء الحرب الأهلية في أمريكا، فقد لاقت قصة الضفدع القافز نجاحًا كبيرًا ما مهَّد له طريق الإبداع والكتابة، يعدُّ من الشخصيات الشهيرة جدًّا فقد كان صديقًا للرؤساء وكبار التجار والملوك في أوروبا، توفي عام 1910م بأزمة قلبية، وهذا المقال سيتحدث عن كتب مارك توين وتجربته الأدبية. [١]
كتب مارك توين
يعدُّ الكاتب مارك توين من أشهر الكتاب العالميين، والذي خرجت شهرته حدود الولايات المتحدة الأمريكية لتجوب في معظم أنحاء العالم، وانتشرت كتب مارك توين في كثير من البلدان وترجمت إلى أكثر من 70 لغة من لغات العالم، فقد ترك ميراثًا كبيرًا من المؤلفات والكتب ومن كتب مارك توين: "مغامرات هاكلبير فين، وصية الثلاثين ألف دولار، مغامرات توم سوير، يوميات آدم وحواء، الأمير والفقير، لغز النجمة الخضراء وغيرها، وفيما يأتي أهم كتب مارك توين: [٢]
- مغامرات هاكليبر فين: من أشعر وأعظم كتب مارك توين، حيث تناولت الرواية قصص الفلاحين والمهمشين والزنوج والمهاجرين، وحاول فيها فيها مارك توين الخروج من نمط الكتابة التقليدية ليعرِّي الرثاثة والبؤس في هذا العالم، وتعدُّ أعظم رواية أمريكية قال عنها هيمنغواي: "إن كل الأدب الأمريكي ينبع من رواية هكلبيري فين وهي أفضل رواية أنتجها الأدب الأمريكي حتى الآن".
- مغامرات توم سوير: جمع مارك توين في هذا الكتاب الذي يعدّ أيضًا من أشهر كتب مارك توين حياة الشقاوة والكبرياء التي عاشها، كما بيّنَ فيها حب المغامرات واللعب والهروب من المدرسة وحب الطبيعة والحياة الحرة بعيدًا عن تقاليد المجتمع العمياء ورتابته.
- يوميات آدم وحواء: حاول مارك توين أن يسرد في هذا الكتاب يوميات آدم وحواء كما لو كانا كتبا هذه اليوميات كما حدثت معهما بالضبط، وكتب ذلك بأسلوبه الساخر ولغته الراقية البديعة، ففي هذه اليوميات يضيق آدم من صحبة حواء المخلوق ذي الشعر الطويل، كثير الكلام ومولع بالتفاصيل، وأما آدم فهو الرجل الغامض الملول، وكلاهما في حيرة من الآخر.
- وصية الثلاثين ألف دولار: وهي مجموعة من القصص التي يجمع فيها الرائع مارك توين الكثير من الأفكار الذكية والمواقف التي تدفع للضحك أحيانًا وأحيانًا أخرى تدفع للبكاء من المرارة والتعاسة والبؤس.
- الأمير والفقير: وهو أحد كتب مارك توين الشهيرة، حيث يروي فيه قصة شابين متشابهين كثيرًا ولكن كل منهما يعيش حياة مختلفة عن الآخر، فأحدهما وريث العرش في إنكلترا، والآخر والده متسول ولص، ويلتقيان مصادفة ذات يوم فيقرران أن يتبادلا ثيابهما ثم يفترقان قبل أن يقوما بتغيير ملابسهما، فيضطر كل منهما للعيش أسيرًا في حياة الآخر ويرى العالم بوجهة نظر مختلفة.
تجربة مارك توين الأدبية
بعد الحديث عن كتب مارك توين، يجدر بالذكر الحديث عن تجربة الكاتب الامريكي الأشهر الأدبية، حيثُ يعدُّ مارك توين أبًا للأدب الأمريكي، عاشَ مارك توين حياةً قاسية بعد أن توفي والده وهو صغير السن، فاضطر لخوض مصاعب الحياة منذ نعومة أظفاره وتعرض للكثير من المآسي والمصائب التي انعكست على كتاباته وأدبه فيما بعد، وقد اعتمدَ في كتاباته على اللغة الامريكية الواقعية والمحكية لقوتها، ومنح بذلك الكتاب الأمريكين تقديرًا لأصواتهم القومية، وأخذ اللغة المحكية وترجمها كتبًا ومؤلفات وأخرجها من وسط الشوارع إلى أمهات الكتب، واعتبرَ توين الواقعية أسلوبًا فنيًّا وأدبيًا وطريقةً لقول الحقيقة وهدم المعتقدات والتقاليد البالية، وهي وسيلةٌ للتحرر وفي رواية هاكليبر فين أكبر نموذج على ذلك.
كان مارك توين في شبابه قد عمل في مطبعة وهذا ما أتاح له فرصة الاطلاع والقراءة، فاستطاع قراءة معظم الأدب الإنجليزي في ذلك الوقت، وقرأ كتبًا في التاريخ والفلسفة وأجاد عدَّة لغات في نفس الوقت، وقد ساعده ذلك كثيرًا في تطوير نفسه وكتاباته لاحقًا، وهذا ما يؤكد سرعة البديهة التي كان يمتلكها واللمحات الفريدة التي اتسمت بها كتاباته ورواياته، فكان ينتقل من الفكاهة والدعابة إلى السخرية والمرارة والألم في نفس اللحظة، فكانت تجربته الأدبية مدرسةً بحد ذاتها ألهمت الكتاب الأمريكيين من بعده، لذلك يصفه وليام فوكنز الشاعر والروائي الأمريكي الحائز على جائزة نوبل في الأدب: "إن مارك توين أول كاتب أمريكي حقًّا". [٣]