بحث-عن-هجرة-الرسول
بحث عن هجرة الرسول
الهجرة النبوية هي هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من مكّة إلى يثرب؛ بسبب ما لاقوه من أذى المشركين، وبهدف تأسيس مكان آمن للدعوة الإسلاميّة، وكان ذلك في العام الثالث عشر للبعثة النبويّة، وقد أوجبها الله تعالى على من آمن من المسلمين، وبقي الأمر كذلك حتّى فتح مكة، وفي هذا المقال: بحث عن هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيتم ذكر سبب جعل المدينة النبوية دارًا للهجرة دونًا عن غيرها من المدن، وبعض ما لاقاه الرسول-صلى الله عليه وسلم- في طريقه إليها.
سبقَ هجرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- إلى يثرب عددٌ من الهجرات، وهي هجرة أصحابه إلى الحبشة بأمر منه -عليه الصلاة والسلام-، وهجرته إلى الطائف؛ بسبب رفض أهل مكة دعوته واتهامه بالسحر والجنون وتخطيطهم لقتله صلوات الله وسلامه عليه، خاصّةً بعد وفاة عمه أبو طالب، وبعد ما لاقى من آمن به شتى أنواع العذاب والتنكيل من المشركين كما حصل بآل ياسر، أذن الله تعالى له بالهجرة إلى يثرب؛ وذلك لأن أهلها تقبلوا الإسلام ورحبوا بالدعوة، بعدما أرسل لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير وابن أم مكتوم لتعليمهم القرآن وشرائع الإسلام. [١]
وفي بحث عن هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا بدّ من بيان نتائج هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة المنورة، فلم يكن الهدف الوحيد من الهجرة هو الابتعاد عن أذى قريش، بل كان لها عدّة نتائج مثمرة عادت على الأمة الإسلامية بالنفع والخير، فالمدينة المنورة تعد إحدى المدن التي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بزيارتها بقوله: "لا تُشدّ الرِّحال إلا إلى ثلاثةِ مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى" [٢].
ومن نتائج الهجرة أيضًا: أن أصبحت دار الهجرة "المدينة المنورة" موطنًا لنشوء الدعوة الإسلامية ومحاربة المشركين، فقد شُرع الجهاد بعد الهجرة وبعدما قويت شوكة المسلمين من المهاجرين والأنصار، ثمّ ترسيخ مبدأ التعاطف والتكافل الاجتماعيّ بتآخي المهاجرين والأنصار ومشاركتهم بعضهم البعض في الأموال والأعمال، واجتماع كلمة أهل المدينة من الأوس والخزرج بعد سنوات من الحروب والنزاع، وأصبح يطلق عليهم الأنصار، وبناء أول مسجد في الإسلام، وتجمع المسلمين للصلاة فيه، والرضا بأوامر الله تعالى مهما كان فيها من مشقة وتعب، فقد ترك المهاجرونَ بيوتهم وأعمالهم في مكة استجابةً لأمر الله تعالى في الهجرة. [٣]
وفي أي بحث عن هجرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- لا بدّ من ذِكر الطريق التي سار بها الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبو بكر وما كان يكتنف الطريق من مخاطر، وكيف نجّاهم الله تعالى منها في الطريق إلى المدينة، إذ وردَ أنّ الرسول-صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر أصابَهما الجوع والعطش، فمروا بخيمة أبي معبد، فعن قيس بن النعمان -رضي الله عنه- قال: "لما انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر مستخفيان، نزلا بأبي معبد فقال : والله ما لنا شاة وإن شاءنا لحوامل، فما بقي لنا لبن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسبه: فما تلك الشاة؟، فأتى بها، فدعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالبركة عليها ثم حلب عُسا (قدحا كبيرا) فسقاه ثم شربوا، فقال : أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ ؟!، قال: إنهم يقولون، قال : أشهد أن ما جئت به حق، ثم قال: أتبعك؟، قال: لا حتى تسمع أنا قد ظهرنا، فاتبعه بعد"، وكانت هذه الحادثة سببًا في إسلام أبي معبد وزوجته.
ومعجزة أخرى في طريق الرسول-صلى الله عليه وسلم- وهي عدم رؤية المشركين للرسول-صلى الله عليه وسلم- وصديقه أبا بكر في الغار رغم قربهم الشديد منهم، يقول أبو بكر -رضي الله عنه-: "نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا ، فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه؟!، فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما". [٤]المراجع[+]
- ↑ أسباب ونتائج الهجرة النبوية, ، "www.alukah.net"، اطّلع عليه بتاريخ 17-1-2019، بتصرّف.
- ↑ الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 11483، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين
- ↑ الهجرة النبوية ومنعطف التاريخ, ، "www.islamweb.net"، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2019، بتصرّف.
- ↑ الهجرة النبوية الشريفة, ، "www.islamweb.net"، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2019، بتصرّف.