دعاء أم موسى عليه السلام
ولادة النبي موسى
قصة النبي موسى من أكثر القصص المذكورة في القرآن الكريم، حيث تمّ ذكر حياته منذ البداية فقد كانت ولادة سيدنا موسى في أرض مصر التي كانت تحت حكم فرعون الذي طغا وعذّب بني إسرائيل، وسبب هذا الظلم الذي مارسه فرعون أن أحد الكهّان أخبره بمجيء مولود من بني إسرائيل سيقضي على ملكه، مما دعاه لقتل جميع مواليدهم الذكور، وفي تلك الفترة كانت أم النبي موسى تُهيأ نفسها لتضع مولودها وكانت خائفة، فلما وضعت حملها وكان المولود ذكرًا كتمت أمره مخافة أن يقوم فرعون بقتله، فأوحى الله لها أن تضعه في تابوت وتلقيه في البحر، فما دعاء أم موسى -عليه السلام- الذي دعته وهي تلقي بوليدها في البحر هو ما سيجيب عنه هذا المقال.[١]
دعاء أم موسى عليه السلام
قال تعالى في سورة القصص: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}،[٢] ثم يأتي القرآن الكريم على ذكر بقية القصة وهي التقاط آل فرعون للتابوت وأخذ سيدنا موسى إلى القصر ورغبة زوجة فرعون السيدة آسيا -عليها السلام- بإبقائه وتربيته، ثم يصف القرآن حال أم موسى في تلك الأثناء وذلك في قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}،[٣] وتلتزم أم موسى بأمر الله الحكيم وتصبر وتحتسب فيأتي الفرج ويتحقق الوعد الرباني ويعود ابنها إلى أحضانها بعد رفضه لجميع المرضعات التي جاءه بها فرعون وإقباله على ثدي أمه، وقد يقول قائل ما هو دعاء أم موسى -عليه السلام- الذي دعته حتى حصل هذا الأمر وهو أشبه ما يكون بالمعجزة، والصحيح أن دعاء أم موسى عليه السلام لم يرد في القرآن الكريم ولا السنة النبوية ولكن مما لا شكّ فيه أنها دعت دعاء الواثق بقدرة الله -عزّ وجلّ- الذي لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وكانت تحمل يقين غير محدود بأن لا ملجأ للإنسان إلا الله عند اشتداد الكرب وانعدام الأسباب والوسائل، فاستجاب الله -سبحانه وتعالى- دعاءها وأتمّ أمره.[٤]
أسباب استجابة الدعاء
الدعاء من العبادات العظيمة في الإسلام، فالاعتناء بالدعاء وتحري أوقات الاستجابة وأسبابها مما يحرص عليه المسلم، وقد تمت الإشارة إلى أن دعاء أم موسى -عليه السلام- لم يرد بنصّه في القرآن الكريم إلا أنه من المؤكد أنها دعت بإخلاص ويقين وهو من أهم أسباب استجابة الدعاء، قال تعالى {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}،[٥] ومن الملفت في هذه الآية الكريمة أن الله -سبحانه وتعالى- قال "فادعوا" ثم قال "مخلصين له الدين" وفي هذا إعلاء لمنزلة الدعاء ومكانته في الدين، وكذلك فإن الإلحاح بالدعاء وحضور القلب والخشوع والتذلل والانكسار بين يدي الله الرحيم من الأسباب المعينة على الاستجابة، ومنها أيضًا الإكثار من ذكر الله -عزّ وجلّ- وترك النوب والمعاصي وكثرة الاستغفار، كما أن الدعاء في مواسم البركة والأماكن المقدسة يكون مظنة استجابة، مثل الدعاء في العُشر الأخير من رمضان والدعاء في عشر ذي الحجة، وكذلك في الثلث الأخير من الليل ويوم الجمعة، فإن هذه الأوقات مما وردت فيها أحاديث وأدلة شرعية تحث على الإكثار من الدعاء فيها وأن الدعاء فيها يكون مستجاب -بإذن الله-، ويُستحب عند الدعاء رفع اليدين وخفض الصوت واستقبال القبلة، ويجب أيضًا عدم استعجال الدعاء والقنوط من الإجابة كأن يقول "دعوت ولم يُستجب لي"، فهذا مما نهى عنه الشرع الحكيم.[٦]المراجع[+]
- ↑ "قصة موسى عليه السلام في القرآن 1-4"، www.articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية: 7.
- ↑ سورة القصص، آية: 10.
- ↑ "يقين أم موسى"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 14.
- ↑ "أسباب إجابة الدعاء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-07-2019. بتصرّف.