الإعجاز-العلمي-في-النجوم
الإعجاز العلمي
يُعرَّف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية على أنَّه إخبارُ القرآن والسنة حقائق علمية مختلفة، لم يعرْفها البشر أيام نزول الوحي على رسول الله قبل ما يقارب أربعة عشر قرنًا، وأصبحت النصوص التي أخبرت بالحقائق العلمية آياتِ إعجاز علميٍّ مع تطوُّر العلم الحديث الذي وصل إلى هذه الحقائق بعد هذه السنين الطويلة التي مرَّت على إخبار القرآن والسنة بهذه الحقائق، وإنّما هذا يدلُّ على صحَّة نبوَّة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعلى عظمة ما جاء به من الحق، وهذا المقال سيتناول الحديث عن الإعجاز العلمي في النجوم إضافة إلى الحديث عن أبرز صور الإعجاز العلمي في الإسلام. [١]
الإعجاز العلمي في النجوم
إنَّ النجوم كما عرَّفها العلم الحديث هي عبارة عن أفران هائلة ملتهبة، فيها ما فيها من التفاعلات الكيميائيّة الضخمة، والنجوم في السماء ضخمة إلى حدّ كبير جدًّا، فيها قوة من قى الجاذبية الهائلة التي تقوم من خلالها بضبط مسار الكواكب التي تدور في مداراتها حول هذه النجوم، تمامًا كالشمس التي هي نجم المجموعة الشمسية التي يدور فيها كوكب الأرض، ولأنَّ النجوم ضخمة وحجمها يبلغ أضعاف حجم الكواكب ولأنَّها تملك مجموعة من القوى: كالقوة النوويّة الشديدة والضعيفة والقوة الكهربائية والقوة المغناطيسية فإنَّها تتحكم بالكواكب وتجذبها إليها بنسب مختلفة، وكلُّ النجوم ترتبط مع بعضها بقوة الجاذبية التي تتمتع بها، فإذا خارت قوى الجاذبية فسد الكون كلُّه وانهار، وهذا ما أثبته العلم الحديث.
ولكنَّ الإعجاز العلمي في النجوم يظهر في السنة النبويّة الشريفة، في حديثِ رسول الله الذي رواه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "صَلَّيْنَا المَغْرِبَ مع رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- ثُمَّ قُلْنَا: لو جَلَسْنَا حتَّى نُصَلِّيَ معهُ العِشَاءَ، قالَ: فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقالَ: ما زِلْتُمْ هَا هُنَا؟ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْنَا معكَ المَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حتَّى نُصَلِّيَ معكَ العِشَاءَ، قالَ أَحْسَنْتُمْ، أَوْ أَصَبْتُمْ، قالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ، وَكانَ كَثِيرًا ممَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ، فَقالَ: النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ ما تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي ما يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ" [٢]، وهذه من صور الإعجاز العلمي، فقد أخبر رسول الله في صحيح السنة عن أحوال النجوم قبل ألف وأربعمئة سنة، فحقق هذا الحديث الشريف الإعجاز العلمي في النجوم تأكيدًا على صحة نبوة رسول الله ودحضًا لحجج المشككين والمشركين، المكذبين لرسالته رسول الله العظيمة، والله أعلم. [٣]
صور من الإعجاز العلمي
تكثرُ صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم والسنة النبويّة، وكلُّ هذه الصور والآيات تمثّلُ دلائلَ علميّة جديدة على عظمة هذا الدين وصدق الرسالة المحمدية التي جاء بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد كثُرَت آيات القرآن الكريم التي حملت كثيرًا من الحقائق العلمية التي توصل إليها العلم الحديث، ومن أبرز هذه الآيات ما يأتي: [٤]
- نشأة الكون: أكَّد العلم الحديث إنَّ الكون كان عبارة عن غاز في بداية نشأته، ومن هذا الغاز بدأت عمليات تكوين الأرض، وهذا ما أكَّده الله تعالى في قوله: "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ". [٥]
- الجبال: أثبتَ العلم الحديث أيضًا إنَّ الجبل هي من تثبت الأرض وتحقّق التوازن لها، وهذا ما جاء به كتاب الله تعالى في قوله تعالى: "وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ". [٦]
- عسل النحل: أثبتَ العلم الحديث بعد تحليلِ عسل النحل والكَشف عن الخصائص العلاجيّة التي يتمتّع بها إنَّ عسل النحل من أعظم الأدوية على سطح الأرض لِما فيه من فوائدَ عظيمة، وهذا ما جاءَ به القرآن في قوله تعالى: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". [٧]
- بصمات الإنسان: وجاءَ العلم أيضًا ليُثبت إنَّ لكلِّ إنسان بصمات أصابع خاصة به لا يمكن أن تتشابه مع بصمات أي إنسان على هذه الأرض، وهذا أيضًا ورد في قوله تعالى: "بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ". [٨]
المراجع[+]
- ↑ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 04-03-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 2531، حكم المحدث: صحيح
- ↑ النجوم أمَنةٌ للسماء, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 04-03-2019، بتصرّف
- ↑ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 04-03-2019، بتصرّف
- ↑ {فصلت: الآية 11}
- ↑ {لقمان: الآية 10}
- ↑ {النحل: الآية 68-69}
- ↑ {القيامة: الآية 4}