العبر-المستفادة-من-صلح-الحديبية
صلح الحديبية
في ذي القعدة من العام السادس للهجرة النبوية، سار رسول الله والصحابة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وكان عددهم حوالي ألف وأربعمئة من المهاجرين والأنصار، ونزلوا في الحديبية، فأرسل رسول الله عثمان بن عفان إلى قريش ليخبرهم أن نية المسلمين ليست القتال إنَّما العمرة، فاحتجزت قريش عثمان وأرسلت عروة بن مسعود ليتقصَّى أخبار المسلمين، فرجع وأخبرهم بما رآه من حب الصحابة لرسول الله، ومن استعداهم للموت في سبيل الله، فبادرت قريش إلى إطلاق سراح عثمان بن عفان وإلى الصلح فكان صلح الحديبية في عام 6 للهجرة وعقدت هدنة مدتها عشر سنوات، وفيما يأتي العبر المستفادة من صلح الحديبية وبنود صلح الحديبية. [١]
بنود صلح الحديبية
قبل الحديث عن العبر المستفادة من صلح الحديبية جدير بالذكر أن يتم الحديث بنود هذا الصلح الذي كان بين المسلمين والمشركين، وفي هذا السياق يمكن القول إنَّه بعد أن أرسلت قريش سهيل بن عمرو إلى رسول الله لعقد الصلح، قدم سهيل على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- واتفقا على صلح، سُمِّي صلح الحديبية، وبعد أن تمَّ الصلح دخلت قبيلة خزاعة في حلف رسول الله ودخلت قبيلة بكر في حلف قريش من العرب، ويقوم هذا الصلح على البنود الآتية: [٢]
- أن تكون بين المسلمين والمشركين هدنة مدتها عشر سنوات كاملة.
- لا بأس في أن يدخل من شاء من القبائل في حلف قريش أو يدخل من شاء أيضًا من قبائل العرب في عهد محمد رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- من غير قريش.
- أن يرجع المسلمون إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة في العام التالي أي في العام السابع للهجرة.
- عدم نشوب أي تصادم أو حرب بين قريش والمسلمين أو من حالفهما.
- أن يردَّ المسلمون من أتاهم مسلمًا من قريش دون إذن سيده أو وليه، وألَّا يرد المشركون من أتاهم مرتدًا عن دين الإسلام.
العبر المستفادة من صلح الحديبية
بعد الحديث عن بنود صلح الحديبية، لا بدَّ من الوقوف وقفة تأملية على أحداث هذا الصلح لاستخلاص العبر المستفادة من صلح الحديبية وقد مثَّل هذا الصلح كثيرًا من الدروس الفكرية الإسلامية التي تستحق التأمل وكثيرًا، ومن أبرز هذه العبر المستفادة ما يأتي: [٣]
- يعدّ الصلح دليلًا شرعيًا على مشروعية طلب المسلمين الصلح مع العدو إذا كان هذا الصلح من صالح المسلمين.
- الصلح والهدنة في الحروب لا تعني تحقيق كلِّ المكاسب أو الرغبات إنَّما سيكون هناك نقص، وهذا ما قَبِلَ به المسلمون في صلح الحديبية؛ فقد وافقوا على الصلح رغم وجود البند الذي نصَّ على رفضهم كلَّ من جاءهم مسلمًا من قريش بينما لا ترفض قريش من جاء مرتدًا عن الإسلام من المسلمين.
- إنَّ تصرف رسول الله كان وحيًا إلهيًا، وبداية لفتح مكة المكرمة الذي كان لاحقًا.
- كشف صلح الحديبية ذكاء رسول الله وتصرفه العظيم وهو عدم إقحام المسلمين في حرب، وهم غير مستعدّين لها.
- ومن العبر المستفادة من صلح الحديبية أيضًا هو ضرورة طاعة أوامر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لأنَّه لا ينطق عن الهوى، قال تعالى: "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" [٤]، والله تعالى أعلم.
المراجع[+]
- ↑ صلح الحديبية, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-03-2019، بتصرّف
- ↑ صلح الحديبية, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-03-2019، بتصرّف
- ↑ صلح الحديبية دروس وعبر, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-03-2019، بتصرّف
- ↑ {النجم: الآية 1-2-3-4}