مفهوم-سنة-رسول-الله
مصادر التشريع الإسلامي
يمكن تعريف مصادر التشريع الإسلاميّ على أنَّها الوسائل والمراجع التي يرجع إليها العلماء المسلمون في سبيل الوصول إلى الأحكام الشرعية الإسلامية التي تتناول كلِّ جوانب حياة الإنسان المسلم، ويعدّ القرآن الكريم المصدر التشريعي الأول في الإسلام، فهو المرجع الاول الذي يعتمد عليه العلماء في إصدار الأحكام الإسلامية، ثمَّ تأتي سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المرتبة الثانية من مصادر التشريع الإسلامي، وهناك مصادر أخرى للتشريع كالقياس والإجماع وغيرها، وهذا المقال سيسلط الضوء على مفهوم سنة رسول الله -عليه الصلاة- في الإسلام. [١]
مفهوم سنة رسول الله
تعدّ سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي -كما مرَّ سابقًا- وقد فصلت كثيرًا في أحكام القرآن الكريم التي أصدرها القرآن بشكلها العام وجاءت السنة وشرحتها وبسَّطتها وبينتها للناس أجمعين، وفي الحديث عن مفهوم سنة رسول الله يمكن القول إنَّ للسنة النبوية تعاريف كثيرة نشأت من تعدد علوم السنة واختصاصاتها، فمنهم من عرفها بالمعنى اللغوي ومنهم من تناول تعريف السنة بالمعنى الاصطلاحي وعرفها المحدثون وعرفها الفقهاء وغيرهم، ويُعرف مفهوم سنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- على أنَّه كلُّ ما وردَ عن رسول الله من أقوال أو أفعال أو تقارير أو صفات خَلْقِيَّة أو خُلُقيَّة، وهذا التعريف هو تعريف علم الحديث ذاته، ويُعرَّف مفهوم سنة رسول الله أيضًا على أنَّه كلُّ ما صدر عن رسول الله غير القرآن الكريم، مما قاله أو فعله أو أقرَّه أو أمر به.
وقيل أيضًا في تعريف سنة رسول الله إنَّها ما ثبت عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- وما لم يكن فرضًا أو واجبًا، كالنوافل والمستحب وما سواها، فالسنة هي التي لا يُعاقب من يتركها عند الفقهاء، والراجح هو أنَّها ما جاء عن رسول الله من أحاديث، كقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ" [٢]، وما جاء عن رسول الله من أفعال كطريقة أداء الصلاة، وما جاء عنه من تقارير وموافقات ومنهيات، أي الأشياء التي كان يحبذها ويوافق عليه والأشياء التي كان ينهى عنها، والصفات هي طباعه الخُلُقية فهي إرادية ويُجب أن يتمثلها الإنسان في حياته، وأن يتطبع بأخلاق وأطباع النبي، وخَلْقية وهي الصفات الجسمانية غير الإرادية، والله تعالى أعلم. </span>[٣]
حكم إنكار سنة رسول الله
يعدّ إنكار السنة النبوية الشريفة كبيرة من الكبائر، وهو مخالفة صريحة لكتاب الله -عزَّ وجلَّ-، قال تعالى في محكم التنزيل: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [٤]، فيجب التسليم التام بسنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعدم إنكار أي حديث أو قول منها أو أي تقرير مما قاله رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فقد اتفق أهل العلم على أنَّ من أنكر سنة رسول الله فقد كفر، فالإسلام يكون بالاستسلام التام لأوامر الله تعالى في القرآن والسنة، فالسنة وحي من الله كالقرآن التامّ، قال تعالى: "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ" [٥]، وقال الإمام إسحاق بن راهويه: "من بلغه عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- خبرٌ يُقرُّ بصحته ثم ردَّهُ بغير تقيَّة فهو كافرٌ"، والله تعالى أعلم. [٦]المراجع[+]
- ↑ مصادر الفقه الإسلامي, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 19-03-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عمر بن الخطاب، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 1، حكم المحدث: صحيح
- ↑ تعريفات السنة النبوية, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 19-03-2019، بتصرّف
- ↑ {النساء: الآية 65}
- ↑ {النجم: الآية 3-4}
- ↑ حكم من يرد الحديث الصحيح, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 19-03-2019، بتصرّف