من-هي-رملة-بنت-أبي-سفيان
أمهات المؤمنين
أمهات المؤمنين في الإسلام مصطلحٌ وكنيةٌ تُطلق على زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وجواريه، وقد ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم مرةً واحدةً قال تعالى:"النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ"[١]، ولهنّ مكانةٌ مرموقةٌ بين النساء لذا استحققن هذه الكنية؛ إذ لهنّ حق الاحترام والتقدير والتوقير وتحريم الزواج بهنّ بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقد أجمع العلماء على أنّ عدد أمهات المؤمنين اثني عشر -الزوجات إحدى عشرة وملك اليمين واحدةٌ مارية القبطية- وهذا المقال يسلط الضوء على واحدةٍ من زوجات الرسول -عليه الصلاة والسلام- القرشيات وهي رملة بنت أبي سفيان -رضي الله عنها-.
من هي رملة بنت أبي سفيان
رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية كنيتها أم حبيبة نسبةً إلى ابنتها الوحيدة حبيبة من زوجها عبيد الله بن جحش، وُلدت في مكة سنة 25 وقيل 35 قبل الهجرة، وهي امرأةٌ ذات نسبٍ عريقٍ فأبوها أبو سفيان صخر بن حرب زعيم قريشٍ وأحد ساداتها البارزين وأمها صفية بنت أبي العاص عمة الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنها- وأخوها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- مؤسس الدولة الأموية وخليفتها الأول، وتزوجت رملة بنت أبي سفيان بعد زوجها عبيد الله بن جحش -الذي أسلم وهاجر معها إلى الحبشة لكنه ارتدّ هناك عن الإسلام واعتنق النصرانية- هو سيد ولد آدم محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- الذي تزوجها في السنة السابعة للهجرة وكانت تبلغ من العمر ستة وثلاثين سنةً لتنضم بذلك إلى بيت النبوة حتى وفاتها في المدينة المنورة في السنة الرابعة والأربعين للهجرة عن عمرٍ يناهز الثامنة والستين في خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- ودُفنت في البقيع. [٢]
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من رملة بنت أبي سفيان
بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى النجاشي ملك الحبشة طالبًا منه تزويجه بأم حبيبة بعد انقضاء عدتها بانفصالها عن زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي الذي ارتدّ عن الإسلام، فجعلت خالد بن سعيد بن العاص وكيلها كي يزوجها من رسول الله وتمّ الزواج بحضور الصحابة من مهاجري الحبشة، وكان صداقها الأعلى بين زوجات الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذ بلغ أربعمئة دينارٍ، وقد أهداها النجاشي العود والعنبر وغيرها من الهدايا التي قدمت بها على النبي -صلى الله عليه وسلم- حين انتقل المؤمنون من الحبشة إلى المدينة المنورة ووفدت على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- برفقة شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه-، وقد تزوج النبي الكريم من رملة بنت أبي سفيان تكريمًا لها على ثباتها على دين الله تعالى حين ارتدّ زوجها عن الإسلام إذ لم تلحق به وبقيت على موقفها الثابت من الإيمان بالله ورسوله، وقد أنزل الله تعالى في زواجها من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قوله تعالى:"عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"[٣]. [٤][٥]
حافظت أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان -رضي الله عنها- على كرامة زوجها وبيتها ودينها في وجه القريب والبعيد وكان لها مع أبيها أبي سفيان --رضي الله عنه-، ولم يكن قد أسلم آنذاك- موقفٌ فيه الثبات على الدين والحفاظ على بيت النبوة؛ إذ قصَدَ والدها المدينة المنورة لتمديد مدة الهدنة مع المسلمين فدخل على بيت ابنته أم حبيبة -رضي الله عنها- وأراد الجلوس على فراش الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكنها طوته دونه فتعجب من ذلك وهو والدها، فقالت له: هذا فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنت امرؤ نجسٌ كونه ما زال على الشرك. [٦]المراجع[+]
- ↑ {الأحزاب: الآية 6}
- ↑ أم حبيبة،, "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-03-2019، بتصرف
- ↑ {الممتحنة: الآية 7}
- ↑ أم حبيبة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-03-2019، بتصرف
- ↑ نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم،, "shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-03-2019، بتصرف
- ↑ (9) أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-03-2019، بتصرف