معجزات الرسول المذكورة في القرآن
محتويات
رسول الله
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي من قريش، ولد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سنة 570 ميلادية وبُعث وهو في الأربعين من عمره أي في عام 610 ميلادية، وقد أيَّد الله -سبحانه وتعالى- رسوله الكريم بالمعجزات الكثيرة التي من شأنها أن تُقنع من في قلبهم شكٌّ بصحة رسالته العظيمة، ولكن عناد أهل الشرك حال دون إيمانهم رغم ما رأوا من معجزات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهذا المقال سيسلط الضوء على تعريف المعجزة في الإسلام وعلى معجزات رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- المذكورة في القرآن الكريم.
تعريف المعجزة في الإسلام
لقد أيَّد الله -سبحانه وتعالى- أنبياءه ورسله بالمعجزات لإقناع الأقوام التي أُرسِلُوا إليها، والمعجزة في آية من آيات الرسالة أو النبوة التي يمتلكها النَّبيُّ أو الرسول، وهي شيء خارق لا يحدث في الأحوال الطبيعية، ويكون هذا الأمر مرتبطًا بتحدي الأقوام الكافرة لتؤمن وترى أنَّ الله حق، ومن المعجزات التي أيد بها الله الرسل والأنبياء معجزة الناقة التي آتاها الله -عزَّ وجلَّ- لنبيه صالح -عليه السَلام- ومعجزة بقرة بني إسرائيل التي أيد الله تعالى بها نبيه موسى -عليه السَّلام- ومعجزة إبراءِ الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وهي معجزة نبي الله عيسى -عليه السَّلام-، والله تعالى أعلم.[١]
معجزات الرسول المذكورة في القرآن
بعث الله تعالى محمدًا -صلّى الله عليه وسلَّم- إلى الناس نبيًا لآخر الزمان، بعثه خاتمة للأنبياء والرسل وكرَّمه بمعجزاتٍ خاصة تأييده له وتحديًا لقومه المشركين، وقد جاءت معجزات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في القرآن الكريم وفي السُّنَّة النَّبويَّة المباركة، فكان عددها خمس وثلاثين معجزة، ثلاث منها وردت في القرآن الكريم والبقية جاءت في السنة النبوية، وفيما يأتي معجزات الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- التي ذُكرت في القرآن الكريم فقط:
معجزة القرآن الكريم
يعتبر القرآن الكريم المعجزة الوحيدة الباقية من معجزات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، والقرآن الكريم كلام الله تعالى الذي تحدَّى به أهل الفصاحة والبيان، وهو أمر خارق للعادة، لا يمكن لبشر أن يأتيَ بمثله، قال تعالى في سورة الإسراء: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[٢]، وقال تعالى في سورة هود تأكيدًا على أنَّ القرآن الكريم معجزة الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- الباقية: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[٣].[٤]
معجزة رحلة الإسراء والمعراج
تعتبر رحلة الإسراء والمعراج معجزة من معجزات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد أسري برسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ليلًا من مكة المكرمة إلى القدس في فلسطين ثمَّ عُرج بها نحو السماء وعاد إلى فراشه في ليلة واحدة آيةً من آيات الله -سبحانه وتعالى- التي أيَّد بها ونصر رسوله الكريم، وقد جاءت الآيات القرآنية على ذكر هذه المعجزة العظيمة، قال تعالى في مطلع سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[٥]، وقال تعالى في سورة النجم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}[٦].[٤]
معجزة انشقاق القمر
وهي الآية أو المعجزة الثالثة التي ذُكرتْ في القرآن الكريم، حيث شقَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- القمر بعصاه شقين، قال تعالى في محكم التنزيل: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}[٧]، وهذه المعجزة العظيمة من معجزات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- التي جاء ذكرها في السُّنَّة النَّبويَّة المباركة أيضًا، فعن النجاشي: عندما مات النجاشي ملك الحبشة علم رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- بموته في نفس اليوم الذي مات فيه، فقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "قَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حِينَ مَاتَ النَّجَاشِيُّ: مَاتَ اليومَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقُومُوا فَصَلُّوا علَى أخِيكُمْ أصْحَمَةَ"[١١].
الفرق بين المعجزة والكرامة
حدد أهل العلم الفرق بين المعجزة والكرامة، فالمعجزة -كما اتفق أهل العلم- خاصَّة بالأنبياء الموكلين بالدعوة، أمَّا الكرامة فصاحب الكرامة لا يكون نبيًا يبلِّغ رسالة أو دعوة نبوية، فالكرامة لا تكون للأنبياء وإنَّما لأولياء الصالحين من غير الأنبياء، وجدير بالذكر إنَّ الكرامة تكون للإنسان الذي يتبع شرع الله -سبحانه وتعالى- ويستقيم عليه حتَّى يكن من أولياء الله الصالحين الذي يكرمهم الله بالكرامات، ومن الكرامات ما كان لمريم بن عمران من ثمر الصيف في الشتاء، ومن الكرامات أيضًا ما كان لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما وصل صوته لسارية الذي كان يبعد عنه آلاف الأميال، وهذه كرامات لأنَّها حدثت مع غير الأنبياء، والله تعالى أعلم.[١٢]المراجع[+]
- ↑ "يزعم أن المعجزة لا تخرق العادة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 88.
- ↑ سورة هود، آية: 13-14.
- ^ أ ب ت ث "معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 1.
- ↑ سورة النجم، آية: 1-9.
- ↑ سورة القمر، آية: 1-5.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3868، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3584، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 2277، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3877، صحيح.
- ↑ "الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-05-2019. بتصرّف.