من هو أول أمير في الإسلام

الإمارة في الإسلام
الإمارةُ لغةً: الولاية، يقال: أمر على القوم يأمر فهو أمير، والجمع: أمراء. وأمّا اصطلاحًا فقد استعمل في المعنى اللغوي نفسه، إلّا أنّ للأُمراء مراتب في الولاية حسب صلاحياتهم، لقد خلق الله الإنسان وكرّمه وفضّله على الخلائق كلّها، ومع ذلك فقد جبله على صفات مشتركة، وطبائع متباينة، يختلف فيها كل فردٍ عن الآخر، ولأجل ذلك كان الأمر مستلزمًا وجود من يقوم على إرجاع الأمور إلى نصابها، وإعطاء كل ذي حق حقه، لذا جاء الإسلام مقررًا أنّ ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين[١]، وقد جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- أنّه قال: "إذا خرَج ثلاثةٌ في سَفَرٍ فليُؤمِّروا أحَدَهم"[٢]، وكان تباعًا لذلك أول أمير في الإسلام هو عبد الله بن جحش.
أول أمير في الإسلام
إنّ أول أمير في الإسلام هو عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مـرة بـن كبيـر بـن غـنم بـن دودان الأسـدي، يُكنّى بأبي محمد، صحابيٌّ جليل، وهو ابن عمة النبي أميمة بنت عبد المطلب، وأخ زينب بنت جحش -رضي الله عنها- زوجة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من السابقين الأولين في دخول الإسلام، وكان أحد اللذين أعلنوا إسلامهم جهرةً أمام الناس، فكان عرضةً للأذى من المشركين، وهاجر على إثر ذلك مع قلّة من المسلمين إلى الحبشة، وشهد أيضًا الهجرة إلى المدينة، فلما ازداد غيظ قريش للمسلمين أمر رسول الله أصحابه ممن كانوا معه بمكة المكرمة بالهجرة إلى المدينة المنورة إلى إخوانهم الأنصار[٣].
وبعد استقرار المسلمين في المدينة، أراد النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- إرسال سريّة من المسلمين لرصد عير قريش المقبلة من الشام ومعرفة أخبارها. ولما أصابتهم الفرقة في أمرهم عاد فريقًا منهم إلى النبيّ ليأخذوا مشورته في أحوالهم، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلم-: "أذهبتم من عندي جميعًا، وجئتم متفرقين، إنّما أهلك من كان قبلكم الفرقة، لا نعيّن عليكم رجلًا ليس بخيركم، أصبركم على الجوع والعطش"[٤]، فبعث عليهم عبد الله بن جحش فكان أول أمير في الإسلام.[٣]
استشهاد عبد الله بن جحش
إضافةً إلى كونه أول أمير في الإسلام، كان يطلق عليه المجدَّع في الله -أيّ المقطوع الأنف والأذن-، وذلك نسبةً لحاله بعد شهادته، ففي غزوة أحد المباركة توجَّه عبد الله إلى ربّه يدعوه ويرجوه: "اللهم ارزقْني رجلًا شديدًا حرده -بأسه-، أقاتله فيك ويقاتلني، ثمّ يأخذني -يقتلني-، فيجدع -يقطع- أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا -يوم القيامة- قلت: من جَدَعَ أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول: صدقت"، ونزل بعدها إلى ساحة المعركة، وأظهر فيها الشجاعة والبسالة، حتّى كُسِرَ سيفه، فأعطاه الرسول عرجون نخلةٍ يقاتل فيه المشركين، حتى جاءه أحد المشركين، وضربه بسيفه ضربةً شديدة، ففاضت روحه إلى بارئها، ثم قام هذا المشرك بقطع أنفه وأذنه، ليستجيب بذلك الله تعالى دعائه، ويرزقه شهادةً في سبيله[٥].المراجع[+]
- ↑ "أهمية الولاية في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2608، سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ^ أ ب "الصحابي الجليل عبد الله بن جحش"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 6/69، فيه المجالد بن سعيد وهو ضعيف عند الجمهور وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
- ↑ "عبد الله بن جحش"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 01-06-2019. بتصرّف.