سؤال وجواب

موضوع إنشاء عن النبي هود


موضوع إنشاء عن النبي هود

لقد أنعمَ الله على عبادِه بهدايتِهم إلى طريق الحقِّ والصواب، وأيَّدهم برسُلُهِ حتّى لا يظلمهم بالعذاب دون إنذار، ولا يجادلوا ربهم يوم القيامة، بأنَّك لو بعثت لنا رسولًا لآمنّا به، وسيتحدَّث هذا المقال عن قصة النبي هود مع قومه الجاحدين، الذين اختاروا الكفر على الإيمان قصَّة النبي هود تأتي بعد نوح، وكان قوم هود يطلق عليهم قوم عاد، وقد أمدَّهم الله بقوةٍ في أجسادهم لم تُعْطَ لأيٍّ من الأقوام، وتفضَّل عليهم بها، فكانوا أصحابَ مالٍ وجاهٍ وقوَّة.

كانوا يعيشون في حضارةٍ ورُقيّ، مالكين البلاد، مترفين العيش، ولكنَّهم قابلوا هذا الإحسان كلَّه من الله بالكفر، والجحود والعصيان، فعبدوا الأصنام، وظلموا واستكبروا، فبعث الله إليهم بهود يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك الأصنام الصماء التي لا تعود عليهم بفائدةٍ، سوى إدخالهم نارَ جهنّم والعذاب الأليم، وكحال الأقوام مع أنبياهم فقد استكبروا وعَلَوْا في الأرض ولم يؤمنوا، بل اتّهموه بالضلال والكذب، والجنون قال الله -عزّ وجلّ- في كتابه العزيز: {وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} [١].

وبدأت حُجَجُهم بأنَّها آلهة أجدادهم، وأنّ هذا ما وجدوا عليه آباءهم، وهود يلاطفُهم، ويدعوهم إلى عبادة الله بالكلام الليّن الطيّب، وهم يزدادون عتوًّا واستكبارًا في الأرض قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [٢] فها هو يذكّرهم بأنعام الله عليهم، ولكنْ عَمَت أبصارهم، فلم يؤمِن منهم إلا القليل.

وتدورُ الأيّام، وهود يدعوهم إلى دين الله، وهم يستكبرون ويكذبون ويبطشون، فلم يَكنْ من هود إلّا أن قال لهم بأنّ غضبَ الله سيقع عليهم لا محالة، فأمسكت السماء ماءها، وأجدبت الأرض، فأخذهم الله على غفلةٍ، فأمر الهواء أن يتحرّك، وجاءتهم غيمة سوداء من بعيد، فقالوا هذا الغيث هذا المطر، ولكنَّ هذا المطر لم يكن إلا عذابًا عليهم، فكانت الريح تحمل أجسادهم إلى الأعلى وتهوي بهم، جزاءً بما اقترفت أيديهم، سخرها الله عليهم سبعَ ليالٍ وثمانية أيّام، فلم تَذَرْ كافرًا منهم، إنّ الله يمهلُ عبادَه، ولكنّه لا يُهملهم، لا يُهملُ الظالمين، فمع كلِّ قوة عاد إلا أنه أهلكهم حين عَصَوْا رسالته التي بعث بها مع النبي هود، هي قصصٌ وعبر، أنزَلَها الله في كتابه حتّى لا تُعاد ذنوب تلك الأقوام فيلاقوا ذلك المصيرَ نفسَه، مصيرَ الأقوام الظالمين. [٣]

المراجع[+]

  1. سورة هود، آية: 59-60.
  2. سورة الشعراء، من آية: 123 إلى آية: 135.
  3. "قصة هود عليه السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2019. بتصرّف.