سؤال وجواب

موضوع إنشاء عن النبي شعيب


موضوع إنشاء عن النبي شعيب

منذُ أن بدأ الله الخليقةَ على هذه الأرض، وجعلَ الإنسان آيةً في هذه الحياة، أرسلَ الله الأنبياءَ مبشّرين ومنذرين، مبشّرينَ بالجنان لمن آمن بالله واليومِ الآخر، ومحذّرين من الويلات والعذاب إنْ كفروا، ومن بين الرّسل الذين بعثَهم الله النبي شعيب -عليه السلام- فقد أرسلَه الله لقوم مدين، وكان هؤلاء القوم يعبدون الأيكة، ويُخسِرون في الميزان، ولا يتّقون اللهَ في أفعالهم وشرورهم، قال الله -عزّ وجلّ- في كتابه العزيز: {إِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }[١]

بدأ شعيب بتذكيرِهم بالله وآياته، وما لَهم من جزيل العقاب، ولكنَّهم قومٌ لم يعرفوا ربّهم وآثَروا الجهل، والكفر، فينعتوه بالضَّلال والجنون، وهو يدعوهم إلى الخير والفلاح، فكانوا ينقصون المكيال، ويستخدمون أعتى أساليب الغشِّ، والنبي شعيب يخاطبُهم بلطيف الكلام والعبارات، ولكنَّهم قومٌ لا يفقهون، ثم يعيد المحاولة بتذكيرهم بالأمم السَّالفة من قبلهم، فيقول لهم { وَيَاقَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ}[٢] فينذرهم من العذاب الذي قاسته الأقوام من قبلهم لعلَّهم يعودون إلى رشدهم، لكنهم يأبون إلا الكفر، والاستكبار.

وهنا بدأت مرحلة الاستهزاء بنبيّ الله شعيب -عليه السلام- فيقولون له ساخرين متهكِّمين {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}[٣] وهذا هو طبع الكافرين، فإن لم يستطيعوا الرَّد بادروا إلى التسفيه بأنبياء الله، وبدأوا بالتهديد والوعيد فقالوا له: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}[٤] فاستثاروا حميَّة شعيب فهم لم يخافوا الله، وإنَّما خافوا من قومه، فقال لهم: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ} فأنذرهم النبي شعيب من عذاب الله الذي سيحيط بهم نتيجة أفعالهم.

وجاءهم اليوم الموعود فسلّط الله عليهم الظّمَأ الشّديد فلا يَرويهم ماءٌ، ولا ظلّ يتفيّأون فيه، حتّى رَأوْا غيمةً تقترب من بعيد فظنُّوها ملجًأ، وتجمعوا تحتها جميعهم، حتَّى إذا اكتملوا رمتهم بالشرر والشهب فأختهم الصيحة، وهكذا نَجا النبي شعيب والذين آمنوا معه برحمةٍ من الله وفضل والله حكيمٌ عليم.[٥]

المراجع[+]

  1. سورة هود، آية: 84-85-86.
  2. سورة هود، آية: 89.
  3. سورة هود، آية: 87.
  4. سورة هود، آية: 91.
  5. "قصة شعيب عليه السلام (خطبة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2019. بتصرّف.