موضوع تعبير عن الجار للصف الخامس
موضوع تعبير عن الجار للصف الخامس
لقد راعى الإسلام طبيعة المجتمعَ بجميع شرائحه من صديقٍ وقريب وزميلٍ وجار، ولكنَّه خصَّ الجار ببعض الحقوق والواجبات، فحُسن الجوار من المسائل الواجبة في الإسلام؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أوصاني جِبريلُ عليه السَّلامُ بالجارِ حتَّى ظنَنْتُ أنَّه لَيُورِّثُه"[١] فلو تأمَّل الإنسان هذا الحديث لرأى أنَّ جبريل وهو رسول الله إلى أنبيائه ينزل من السَّماء السَّابعة ليوصي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجار والإحسان إليه، ونظرًا لأهمية هذا الموضوع سيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن الجار للصف الخامس.
إنَّ هذا المرء الذي يشاركه أفراحه وأحزانه، وإن احتاج إلى أيِّ شيءٍ يكون إلى جانبه قبل أخيه، وقد قالوا قديمًا الجار قبل الدَّار، ومن صور الإحسان إلى الجار أن يعينَه على المعروف، ويمدَّ يده إليه، فلا يبخلُ بشيءٍ بل يكون معطاءً كريمًا، وعليه أيضًا إن ابتلاه الله -عزّوجل- بجار سوء أن يصبر عليه، ويباديه بالكلام الطَّيب، والابتسامة المضيئة عسى حسن الخلق يُغيِّر ما به من سوء.
وعلى الجار أن يبادرَ جاره بالسلام كلَّما رآه فهذا أدعى للألفة، وأقرب للحبِّ والمودَّة، وزيارته في الأعياد، والمناسبات، ومبادرته بكلِّ ما يستطيع حتَّى يكون المجتمع الإسلامي مجتمعًا متماسكًا متراصًّا، لا يستطيع شيطانٌ أن يخرق صفَّه أو يزعزع أمنه، إن أذى الجار يولِّد الحقد، والبغضاء بين أفراد الحيِّ الواحد فيراهم الرَّجل، وقد تفشَّت بينهم مظاهر الحقد، والمكر، والخداع، وهذا ليس من الأخلاق الإسلاميَّة، أو الصُّور التي حضَّ عليه ذلك الدِّين الكريم.
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"أتدرونَ ما حقُّ الجارِ؟ إنِ استعانَ بِكَ أعنتَهُ وإنِ استنصرَكَ نصرتَهُ وإن استقرضَكَ أقرضتَهُ وإنِ افتقرَ عدتَ عليهِ وإنِ مرضَ عدتَهُ وإن ماتَ اتَّبعتَ جَنازتَهُ وإن أصابَهُ خيرٌ هنَّأتَهُ وإن أصابتهُ مصيبةٌ عزَّيتَهُ ولا تَستعلِ عليهِ بالبناءِ فتحجبَ عنهُ الرِّيحَ إلَّا بإذنِهِ ولا تؤذِهِ وإذا اشتريتَ فاكِهَةً فأَهْدِ لَهُ فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا ولا يخرُجْ بِها ولدُكَ ليغيظَ بِهِ ولدَهُ ولا تؤذِهِ بقتارِ قِدرِكَ إلَّا أن تغرفَ لَهُ منها ثمَّ قالَ أتدرونَ ما حقُّ الجارِ ؟ والَّذي نفسي بيدِهِ لا يبلغُ حقَّ الجارِ إلَّا مَن رحمَهُ اللَّهُ" [٢] إذًا هو أخٌ في الدِّين، ومعينٌ في النَّوائب، ورجلٌ إن جار الزَّمان، ولا يدخل الجنَّة من أقام على أذية جيرانه إلّا أن يتغمَّده الله برحمة منه، هذا ليس فقط موضوع تعبير عن الجار للصف الخامس، بل هو قوانينٌ تحاول الآن كلُّ دول العالم أن تطبقها، وتحذو حذوها، لتشكِّل دولةً يصعب شق صفها، نعم إنَّه الإسلام دين التكافل والتراحم.