من هم أنبياء بني إسرائيل
محتويات
مفهوم الأديان
يمكن أن يعرَّف الدين بأنه مجموعة من أفكار وعقائد مرتبطة مع بعضها لتشكيل تفسير يوضِّح لكل من يؤمنُ بهذا الدين ما هي غاية الوجود وسرُّ وجود الكون وحياة البشر، وتوضِّحُ أيضًا علاقة البشرية بالكون نفسه، كما يتضمَّن الدين العديد من الأفكار التي ترتبط بالعلم وهو ما يعرف بالعلوم الغيبية والماورائيات أو ما وراء الطبيعة، حيثُ يؤمنُ أصحاب الأديان عمومًا بصحة أمور غير مرئية بناءً على ما وردَ في كتبهم المقدسة، وتتبلور الأديان في طقوس عديدة مثل الصلوات والمواعظ والحج والأعياد وغيرها، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول الأديان السماوية والأنبياء وحول من هم أنبياء بني إسرائيل.[١]
الأديان السماوية
قبل الحديث عن من هم أنبياء بني إسرائيل سيُشار إلى تعريف الأديان السماوية، حيثُ تدلُّ الأديان السماوية أو الأديان الإبراهيمية كما تسمَّى أيضًا نسبةً إلى نبيِّ الله إبراهيم -عليه السلام- على مجموعة من الأديان التي يعتقدُ أتباعها أنَّها منزَّلة من عند الله تعالى من السماء عن طريق الوحي جبريل -عليه السلام-، كما يؤمنون أيضًا بأنَّ أنبياءهم جميعًا هم من نسل إبراهيم -عليه السلام-، وبالرغم من وجود أكثر من عشرة آلاف دين مستقل بذاته على وجه الأرض إلا أنَّ عدد قليل منها يؤمنُ بها معظم البشر وتعد الديانات السماوية منها وعلى رأسها أكبر ديانتين سماويتين على الإطلاق وهما الديانة المسيحية والإسلامية، ويؤمنُ جميع أتباع الديانات السماوية بفكرة التوحيد وهذا ما يميِّزُها عن بقية الأديان، إذ تقرُّ هذه الأديان بوحدانية الله تعالى على رغم وجود خلاف فيما بينها على ماهية هذا الإله.[٢]
الأنبياء
وردَ لفظ النبوة في القرآن الكريم وحدَّد الإسلام معنى هذه الكلمة بعد هبوط الوحي جبريل -عليه السلام- على محمد -صلى الله عليه وسلم-، فتمَّ تعريف النبيِّ في الإسلام بأنَّه الشخص الذي اختاره الله تعالى وأنزل عليه الوحي وأمره بتبليغ الناس رسالته، فالنبيُّ ليس ساحرًا وليس شاعرًا وليس كاهنًا كما يدَّعي بعض الكفرة الجاحدين، قال تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}[٣]، وقد فرَّق الإسلام بين النبوة الحقيقية والمزيفة التي تندرج تحت العرافة والكهانة فحدد استعمالاتها بكل دقة، فالنبي هو فقط من أنزل عليه الوحي فأخبرَ الناس عن الغيب الذي أطلعه الله تعالى عليه، ويبلغ عدد الأنبياء أكثر من 124 ألف نبيٍّ ورسول كما وردَ في الحديث، فعن أبي ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- قالَ: "قلتُ يا رسولَ الله ِكم الأنبياءُ؟، قال: مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفًا، قلتُ: يا رسولَ اللهِ كم الرسلُ منهم ؟، قال: ثلاثُمائةٌ وثلاثةَ عشرَ جمًّا غفيرًا"[٤]، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أسماء خمسةٍ وعشرين من الأنبياء وهم: آدم، إدريس، نوح، هود، صالح، إبراهيم، لوط، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، يوشع بن نون، ذو الكفل، داوُد، سليمان، إلياس، اليسع، يونس، زكريا، يحيى، عيسى، محمد -صلى الله عليهم أجمعين-.[٥]
من هم أنبياء بني إسرائيل
في الحديث عن من هم أنبياء بني إسرائيل يجب معرفة أنَّه لا يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة نصٌّ واضحٌ وصريحٌ يحدِّدُ جميعَ أسماء أنبياء بني إسرائيل ورسلهم، إلا أنَّه تمَّ ذكر بعض الأسماء منهم، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في محكم التنزيل أو ذكرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة، إلا أنَّه يجبُ على المسلم أن يؤمنَ بجميع أنبياء الله تعالى ورسله سواءً علمَ بأسمائهم أو لم يعلم، ويؤمنَ بكل من وردَ ذكره في نصٍ صحيح، قال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[٦]، حتى يكتملَ إيمانه عند الله تعالى.[٧]
وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أسماء خمسة وعشرين من الرسل كما سبَق معظمهم من بني إسرائيل، وأمَّا فيما يخصُّ أنبياء بني إسرائيل عمومًا فإنَّ أكثر الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله تعالى كانوا في بني إسرائيل، فقد كانوا قومًا أصحابَ عنادٍ وكفر ما إن يغادرهم نبيٌّ حتى يكفروا بما أنزله الله إليهم ويفسدوا في الأرض ويضلوا من بعد علم، لذلك فإنَّ معظم الأنبياء والرسل من بني إسرائيل إلا عشرة أنبياء منهم، وقد وردَ عن عبد الله بن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح، وهود، ولوط، وصالح، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، ويعقوب، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم، وليس لنبي من بني إسرائيل اسمان إلا عيسى: المسيح، ويعقوب: إسرائيل"[٨][٧]
وقد وردَ في حديث أبي ذر الغفاري أيضًا أنَّه قال: "قلتُ يا رسولَ الله ِكم الأنبياءُ؟، قال: مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفًا، قلتُ: يا رسولَ اللهِ كم الرسلُ منهم ؟، قال: ثلاثُمائةٌ وثلاثةَ عشرَ جمًّا غفيرًا، قلتُ: يا رسولَ اللهِ من كان أولُهم؟، قال: آدمُ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ نبيٌّ مُرسَلٌ؟، قال: نعم خلقه اللهُ بيده ونفخ فيه من رُوحِه ثم سوَّاه قبلًا، ثمَّ قال: يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سِريانيون، آدمُ وشيثُ ونوحٌ وخنوخٌ وهو إدريسٌ وهو أوَّلُ من خطَّ بالقلمِ، وأربعةٌ من العربِ هودُ وصالحٌ وشعيبٌ ونبيُّك يا أبا ذرٍّ، وأولُ نبيٍّ من بني إسرائيلَ موسى وآخرُهم عيسى، وأولُ النبيِّينَ آدمُ وآخرُهم نبيُّكَ"[٤]، وعلى ذلك يكون موسى -عليه السلام- أول أنبياء بني إسرائيل وعيسى -عليه السلام- آخرهم وقد لا يكون منهم كما وردَ في حديث ابن عباس -رضي الله عنه- والله تعالى أعلم.[٧]
أهم أنبياء بني إسرائيل
بعد الحديث عن من هم أنبياء بني إسرائيل سيتمُّ ذكر بعض أهم أنبياء بني إسرائيل الذين وردَ ذكرهم في كتاب الله وسنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، حيثُ يعدُّ نبي الله موسى -عليه السلام- هو أعظم أنبياء بني إسرائيل وخاصَّةً أنَّه من أولي العزم الخمسة أيضًا وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد -عليهم صلاة الله أجمعين-، فقد أرسل الله تعالى إليهم عددًا كبيرًا من الأنبياء كما سبقَ، لكثرة إفسادهم وفسادهم، وقد كان جدُّه يعقوب -عليه السلام-، وقد ولدَ في حكم الطاغية فرعون فنجا من بطشه بفضل الله تعالى وتحدَّاه فيما بعد فأغرقه الله تعالى هو وجنوده ونجا بني إسرائيل على يد موسى -عليه السلام-، والله أعلم.[٩]المراجع[+]
- ↑ "دين (معتقد)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "ديانات إبراهيمية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحاقة، آية: 41-42.
- ^ أ ب رواه ابن كثير ، في البداية والنهاية، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2/140، [فيه] محمد الغساني الشامي تكلموا فيه.
- ↑ "نبي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 136.
- ^ أ ب ت "الأنبياء الذين بعثوا لبني إسرائيل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم: 3415، سنده لا بأس به.
- ↑ "أعظم أنبياء بني إسرائيل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرّف.