نتائج الفتوحات الإسلامية في أوروب
محتويات
الفتوحات الإسلامية
يمكن أن يدلَّ مصطلح الفتوحات الإسلامية على جميع الحروب التي خاضها المسلمون بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتولِّي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- زمام الخلافة بعده، ومنذ ذلك الوقت بدأت الحروب ضدَّ الدولة البيزنطية والدولة الفارسية والقوط وغيرهم واستمرَّت الحروب في عهد الخلفاء الراشدين وفي العصر الأموي وجميع الدول الإسلامية التي قامت بعد ذلك، ورغم أنَّ الفتوحات كانت تتوقف أحيانًا بسبب الصراعات الداخلية بين المسلمين على الحكم إلا أنَّها كانت تعاود الكرة بعد ذلك، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول أهم المعارك في تاريخ المسلمين وحول نتائج الفتوحات الإسلامية في أوروبا.[١]
أهم المعارك في تاريخ المسلمين
قبل الحديث عن نتائج فتوحات المسلمين في أوروبا سيُشار إلى بعض أهم المعارك التي خاضها المسلمون عبرَ التاريخ والتي مهدت للسيطرة على مناطق شاسعة من العالم القديم وبناء الدولة الإسلامية التي أصبحت من أقوى الإمبراطوريات في العالم، ومن أهم معارك المسلمين ما يأتي:
- معركة القادسية: بعد أن وصلَ خبر إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يشيرُ إلى أنَّ الفرس يجهزون جيشًا بقيادة رستم للانقضاض على المسلمين في العراق جهَّزَ جيشًا وأرسله بقيادة سعد بن أبي وقاص إلى العراق وكان ذلك في عام 636م الموافق للسنة الخامسة عشرة للهجرة، انتهت بانتصار المسلمين نصرًا ساحقًا مهَّد الطريق لفتح العراق كلها والسيطرة عليها وانكسار الدولة الفارسية فيما بعد.[٢]
- معركة اليرموك: من أعظم المعارك التي خاضها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في نهاية خلافة أبي بكر وبداية خلافة عمر بن الخطاب، حقَّق المسلمون بفضل الله تعالى وببسالتهم وبعبقرية خالد بن الوليد نصرًا مؤزرًا رغم التفوق العددي والعسكري عند الروم، وبهذا النصر استطاع المسلمون فتح بلاد الشام بسرعة وبأقل الخسائر.[٣]
- معركة حطين: من أشهر المعارك الفاصلة التي خاضها المسلمون في عهد صلاح الدين الأيوبي عام 1187م، وقعت في فلسطين في منطقة حطين قرب الناصرة، انتصر فيها المسلمون على الصليبيين وحرروا جميع الأراضي التي احتلها الصليبيون من خلال الحملات الصليبية التي قاموا بها ضد المسلمين.[٤]
- فتح القسطنطينية: هو حدث هام في تاريخ المسلمين نجحَ فيه الجيش الإسلامي العثماني بالسيطرة على مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية عام 1453م بعد حصار استمرَّ لعدَّة أسابيع بقيادة السلطان محمد الفاتح، وإسقاط الدولة البيزنطية إلى الأبد بعد أكثر من 11 قرنًا على تأسيسها، كما مهَّد ذلك النصر لدخول المسلمين إلى أوروبا.[٥]
الفتوحات الإسلامية في أوروبا
لا بدَّ في الحديث عن نتائج الفتوحات الإسلامية في أوروبا من الإشارة إلى بداية تلك الفتوحات ومدى التوسَّع الذي أحدثته بعد ذلك، فقد بدأت الفتوحات في عصر الدولة الأموية في حكم الوليد بن عبد الملك عام 711م عندما تمَّ الاستيلاء على الأندلس وهي شبه جزيرة إيبيريا أو إسبانيا اليوم وضمِّها إلى أراضي الدولة الإسلامية وبقي فيها الحكم الأموي حتى بعد وصول العباسيين إلى الحكم، فكانت بداية الفتوحات في أوروبا من جهة الغرب.[٦]
أمَّا من جهة الشرق فقد بدأت الفتوحات الأوربية في عهد الدولة العثمانية الإسلامية، رغم أنَّه كانت هناك العديد من المحاولات لفتح القسطنطينية التي تعتبر حاجزًا في وجه الجيوش الإسلامية إلا أنَّها لم تسقط إلا في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح في عام 1453م وقد كانت عاصمة الدولة البيزنطية، وبسقوطها بدأت الجيوش العثمانية الجرارة بالسيطرة على أوروبا الشرقية.[٧]
فسيطرَ العثمانيون على رومانيا والبوسنة والهرسك والصرب وألبانيا والمجر وجورجيا واليونان وكرواتيا وأوكرانيا وأجزاء واسعة من روسيا إلى أن وصلوا إلى قلب أوروبا وحاصروا فيينا عاصمة النمسا ثلاث محاولات باءت كلها بالفشل ولم يستطع بعدها المسلمون التقدُّم أكثر إلا أنَّهم كانوا يخسرون بعض المناطق فيعودون للسيطرة عليها فيما بعد، ومن أشهر السلاطين الذين تمَّت الفتوحات الأوربية في فترة حكمهم السلطان محمد بن مراد الثاني المعروف بمحمد الفاتح، والسلطان سليمان القانوني.[٧]
نتائج الفتوحات الإسلامية في أوروبا
لقد دار الحديث حول الفتوحات الإسلامية في أوروبا، وكيفَ أنَّ المسلمين سيطروا على مناطق واسعة من أوروبا ووصلوا إلى عمق القارة الأوربية وحاصروا العاصمة النمساوية فيينا ثلاث مرات، أمَّا في هذه الفقرة فلا بدَّ من ذكر نتائج فتوحات المسلمين في أوروبا والتي ما زال تأثير بعضها مستمرِّ إلى هذه الأيام، وفيما يأتي أهم نتائج هذه الفتوحات في أوروبا:[٧]
- توسيعُ رقعة الدولة الإسلامية لتشمل مناطق واسعة جدًّا من قارات العالم القديم الثلاث.
- الحفاظ على أمنِ المسلمين من هجمات الصليبيين.
- إقامة حضارة إسلامية عظيمة في تلك البلاد وفق مبادئ الشرع.
- دخول عدد كبير من الأوربيين في الإسلام وانتشار الإسلام في أوروبا.
- نشر العدل والمساواة والتسامح ولا سيما في الأندلس كمثال على الرقي الحضاري.
- نشر اللغة العربية لغة القرآن الكريم ورفع مكانتها بين الأمم وخاصة في أوروبا.
- نشر الثقافة الإسلامية والعربية في وسط أوروبا.
- تدمير أعظم إمبراطورية ظالمة في التاريخ وهي الإمبراطورية البيزنطية.
نهاية الفتوحات الإسلامية في أوروبا
بلغَت فتوحات الدولة الإسلامية في أوروبا ذروتها في عهد السلطان سليمان القانوني أو سليمان العظيم، وفي فترة حكمه أيضًا بلغَت الخلافة العثمانية أقصى اتِّساعها، وفي هذه الفترة كانت الأندلس قد سقطت في أيدي أصحابها الصليبيين مرةً ثانية، ومنذ ذلك الحين توقَّفت الفتوحات إلا من بعض المحاولات لاسترداد بعض الإمارات التي كان الأوربيون يستعيدونها أحيانًا، وانتهت الفتوحات الإسلامية بسقوط الخلافة العثمانية رسميًّا عام 1923م بسبب الفساد والظلم والجهل والتخلف الذي ساد في المجتمع الإسلامي آنذاك، فتفككت الدولة الإسلامية إلى جمهوريات وأعلِن عن قيام الجمهورية التركية الحديثة وريثة الخلافة العثمانية.[٨]المراجع[+]
- ↑ "الفتوحات الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة القادسية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفتوحات الإسلامية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة حطين"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019.
- ↑ "فتح القسطنطينية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "فتح الأندلس 92 هـ"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "فتوحات إسلامية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "من أسباب سقوط الخلافة الإسلامية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.