موضوع تعبير عن السلام للصف الخامس
موضوع تعبير عن السلام للصف الخامس
عندما يسمع الإنسان كلمة السلام يخطرُ في باله تلك الحمامة البيضاء التي تحمل غصنًا من الزيتون، ففحوى السلام هو البياض هو الحب والأمان والاستقرار هو رؤية الغد دون مشاهد من الدماء ودون صرخات من الأطفال دون أن يستيقظ الإنسان ليفتح نشرة الأخبار ليبحث عن المدينة التي قرر الموت زيارتها فالحياة الآمنة لا تدعو الشخص إلى متابعة نشرات الأخبار واحدةً تلو الأخرى، السلام هو الحياة بعينها وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن السلام للصف الخامس.
لن يعرفَ معنى السلام ويحسّ بحلاوته إلا من عاش ويلات الحرب، فعاين الدماء والقتل والجوع والتهجير ورفض الجميع من احتضانه فالجميعُ يستطيعُ الحربَ، لكنْ ليس الجميع يستطيع السلام فهو يحتاج إلى قلب رؤوم وفكر نافذ وبصيرةٍ حيَّة فعندما يبحث الرجل في سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجده وقد أبرم مع المشركين عقدًا وحلفًا للسلام في صلح الحديبية وكان صلحًا مع المشركين في شروط جائرة للمسلمين، ومع هذا قبل بها صاحب العقل المتوقد -عليه الصلاة والسلام-.
فدائمًا يجب الجنوح إلى الحلول السياسيّة التي تكفُّ دماء المسلمين فالخاسر الأكبر في لعبة الحرب هو الإنسان الذي يخسر نفسه ومكانته ووطنه وكرامته حتى يصل به الأمر؛ لأنْ يكونَ متسوّلًا على قارعة الطريق يستجدي شفقة الجميع، فيدفع ثمن فاتورة لم تكن له يدٌ فيها لكنَّها الحرب، إن السلام يفتح باب الازدهار والتطور للبلد فعندما تتوافر أسباب الراحة يجد الإنسان نفسه وقد طوَّر العمران والسياحة والعلم والتكنولوجيا، أما في الحرب فإنه يقف عاجزًا حتى عن تأمين نفسه وأطفاله وعائلته كلها.
وقد بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- رسول أمنٍ وسلام فكان يبعث برسله إلى البلد فإما يسلموا أو القتال، فعندما يسلموا يكف الرسول يده عنهم فقط الإسلام وبعدها كفى الله المؤمنين شر القتال وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {مَن أصبَح مُعافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا}[١] هذا كلام سيد الخلق ورسول العالمين الذي أتى فاتحًا الأرض لأجل الإيمان، إذ لن يكون هناك سببٌ أقوى من الإسلام لشنّ الحروب لكن مع هذا ابتعد عن ذلك قدر الإمكان.
هذا المقال لا يتحدث فقط عن موضوع تعبير عن السلام للصف الخامس إنه يتحدث عن أسلوب حياةٍ ومصير أممٍ وحياة أطفال و بلاد بأسرها، فعلى الإنسان أن يحكم عقله في هذه الأمور فلا يكون طائشًا مندفعًا حتى لا يتحمَّل دفع ضريبةٍ ربما تصل إلى فقدان عائلته ونفسه.المراجع[+]
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 671 ، أخرجه في صحيحه.