سؤال وجواب

بحث عن الأم


مفهوم الأمومة

ورد في المعنى العام لها أنّها أصلُ الشيء للجماد والحيوان، وبالمعنى الخاص للبشر بما تقضيه كونها الوالدة للبنين والبنات، والجمع: أمّهات، وقد وردت أيضًا في المفاهيم العقائدية والشرعية، فسورة الفاتحة مثلًا هي أُمُّ القرآن الكريم، واللوح المحفوظة هي أمُّ الكتاب[١]، وقد أعلى الإسلام من مكانة الأم على صعيد الأسرة والمجتمع، فهي أساس التربية الصالحة وعماد النشوء الحسن، فأوصى ببرّها والإحسان إليها، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}[٢].

بحث عن الأم

أكدّ الإسلام مكانة الأمّ كما لم يفعل نظامٌ أو دينٌ قبله، وقد جعل الإحسان إليها بالمنزلة التي تلت مكانة التوحيد، وقرن الله رضاها وطاعتها برضاه سبحانه، ونهى عن النهر في وجهها والتأفف لها، وأوجب الصبر عليها، قال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[٣]، وتأكيدًا على مكانة الوالدين عمومًا ربط الله تعالى الإحسان لهما بالميثاق الذي أخذه على بني إسرائيل أهل الكتاب، وذلك في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[٤]، وبذلك جعل الله برّها فضيلةً عظيمة، وعقوقها اقترن بغضبه سبحانه، كما قدّم فضلها على الوالد، وذلك لما تتحمله من مشقّة وجهد في الحمل والتربية والتنشئة والتعليم[٥].

قال تعالى مؤكدًا المعاناة التي تعانيها كلّ أمّ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير}[٦]، وقد ورد في الصحيح من الحديث عن كون فضل الأمّ مقدّمٌ على الأب عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: "جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ"[٧]، ويعظم التأكيد على فضلها أن حثَّ الإسلام في السنّة النبوية والقرآن الكريم على برّ الأم على اختلاف دينها وديانتها، وقد جعل الله سبيلًا واحدًا فقط لعدم أداء الطاعة والانصياع للوالدين، وهو من باب "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، على أن يُصاحب ذلك قولًاطيبًا لهما وأمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر، وعلى ألا يصاحب ذلك إساءةً لهما، قال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[٨][٩]، فلا مناصَ عن اتباع سنّة الله ورسوله في برّ الأمّ والإحسان لها دون أن يلحق ذلك ضررًا في دين المرء دونما دنياه، فقد تعددت فضائلها على أبنائها واختلفت عبارات الشكر لها، لكن مما لاشكّ فيه أنه لا يوجد شكر كافٍ قد يعوض الأمّ عما قاسته وعانته في سبيل أبنائها.

المراجع[+]

  1. "أم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.
  2. سورة الأحقاف، آية: 15.
  3. سورة الإسراء، آية: 23.
  4. سورة البقرة، آية: 83.
  5. "الأم بين برها في الإسلام.. وعيدها في الغرب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.
  6. سورة لقمان، آية: 14.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5971، صحيح.
  8. سورة لقمان، آية: 15.
  9. "كيفية معاملة الأم الفاسقة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.